طالعت جملة في (الهلال) لشهر فبراير سنة 1955 جاء فيها: من النادر جداً أن تخطر في ذهن امرئ فكرة أصلية مبتكرة مائة في المائة. إنه قد يمزج أفكاراً ليخرج قديمه منها مزيجاً جديداً. ولكن أغلب عناصر هذا المزيج اكتسبت من آخرين. فلولا استعارة الأفكار ما كان هناك اختراعات أو اكتشافات أو أي شيء آخر يمكن أن يُعَدَّ جديداً.
ويستوي في ذلك عالم المحسوسات والمعنويات فالشعراء والفنانون والمخترعون - وكل من هو من أبناء آدم، لا بد له من أن يكون حلقة اتصال بين الماضي والحاضر والقديم والجديد. ولكل منهم ميزته في تقدم ركب الحضارة وإنما يتفاوتون بمقدار ما فطرت عليه جبلاتهم من الخير والشر والهدى أو الضلال والسعادة أو الشقاء، والبلادة أو الذكاء وَمنَ لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ(1).