(كان حفص بن أبي العاص الثقفي يحضر طعام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان لا يأكل منه.. فقال له عمر: ما يمنعك من طعامنا؟ فقال: إن طعامك خشن غليظ وإني أرجع إلى طعام لين قد صنع لي فأصيب منه، قال: فتراني أعجز أن آمر بشاة فيلقى عنها شعرها، وأمر بدقيق فينخل بخرقة.. ثم آمر به فيخبز خبزاً رقاقاً وأمر بصاع من الزبيب فيقذف في سمن ثم يصب عليه من الماء فيصبح كأنه دم غزال!! فقال: إني لأراك عالماً بطيب العيش، فقال: أجل! والذي نفسي بيده لولا أن تنتقص حسناتي لشاركتكم في لين العيش..).
* * *
أقول: ما أشبه هذا الوصف بما نطلق عليه اليوم (الشاورما.. والكوزى).. مما بين الاثنين من فوارق بسيطة؟! فإذا أضفا إلى ما وصفه الفاروق رضي الله عنه (اللوز.. والباذنجان) والفلفل والخولنجان.. واللبن والزعفران فإنه لا يخرج عن الموصوف آنفاً.. أما لفظ (الشاورمة) ولفظ (الكوزى) فإنهما فيما أظن دخيلان وأن كانت نعومتهما وأسماؤهما متعددة وعربية أو أعجمية فإن العبرة - فيما بين اللهاة والأسنان.. وهنالك يتبين المفهوم واضحاً دون ترجمان..