والمجانين من النخل الطوال جداً الخارجة من حد النخل.. فقد صارت إلى حد الإفراط في الطول، كما خرج المجنون من حد الصحة إلى حد الجنون.
قلت: ولعلَّ إضافتهم الهبل إلى الطوال - إنما جاء قياساً على مجانين النخل فقط، أما الطول من حيث هو فإنه العز دون شك وبه وصف عظماء الرجال على أن لا يكون خارقاً للعادة وأن لا يضر طوله عرضه.. فيبدو كالنخلة السحوق.. وما أرى القصر ولا الطول سلما من القدح والمدح وإنما هو العقل السليم، والرأي السديد والعمل الصالح، (إن أكرمكم عند الله أتقاكم..).