شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أمسيةٌ على الشاطىء (1)
بين الشمسِ والقمر
ظَفِرتُ (بمشهدِ) فذٍّ جميلٍ
تَقرُّ بِهِ النَّواظرُ والقُلوبُ
(بدرٌ) قابلتْه الشمسُ تمَّا
وقد جَنحتْ ومالَ بها (المَغيبُ)
تحدَّاها وأرهَقَهَا صُعوداً
مُواجهةً وقد أزِفَ الغُرُوبُ
يُعابِثُهَا وتُصليهِ سَعيراً
ويغمِزُها ويُعجِزُهَا الوُثوبُ
ويَمشي بين َ مَواكِبِه اختيالاً
كَما احتفلتْ بقادَتِهَا الشُّعوبُ
تكسَّآ (فِضةٌ) ونَضى شُعاعاً
فأوغرَها وأضْناها الشُّحوبُ
عليه من الشَبابِ الغضِّ (بُردٌ)
وفي أعطافِها احتضرَ (المَشِيبُ)
تُجاذِبُهُ ليدنو وهو يَلهو
ويَصعقُهَا ويَصرَعُها الدَّؤوبُ
رَمَاهَا بالهوى ورَمتْهُ عَمداً
وباحَ بسِرِّها الأفقُ الرَّحِيبُ
وأحسبُها بهِ هامتْ ولكنْ
أشاحَ وأَجلفتْ منه اللَّعوبُ
أطلَّ ينصُّ في خَفَرِ العَذارى
وتلك تُغَصُ تلقَفُها الغُيوبُ
وخلفَ كليهِمَا الألوانُ شَتى
يُرقرِقُهَا الشمالُ أو الجنوبُ
(لُجينٌ) حيثُما استقبلتُ يجري
و (تبرٌ) فوقَ أمواجٍ (يَذوبُ)
وآكامٌ يطوفُ بها رُكامٌ
وبحرٌ فيه يشتعِلُ اللَّهيبُ
وألقتْ شَجوَها مَداً وجَزراً
وبين شِغافِها ارتجزَ الوَجيبُ
ولمَّا لَمْ تَنَلْ منهُ وِصَالاً
وضَاقَ بها التَبَسُّمُ والقُطوبُ
رمتْهُ بنظرةٍ شَزْراءَ شُقَّتْ
لها الأستارُ غَيظاً والجُيوبُ
ونادتْ وهي تَشهٌ من بعيدٍ
وتزفرُ والمنُادَى لا يُجيبُ
إِليكَ فأنتَ لو انصفتَ بَعضي
وضوؤك كُلُّهُ مني سَليبُ
ترَّيثْ واحتجبْ مني حَياءً
فما لَك في مُناضَلتي نَصيبُ
أأنتَ تعُقُّني وأراكَ طِفلي
وتَطفو حيثُ يُخفيني الرُّسوبُ
فقهقهَ واستَطارَ بهِ سَناهُ
مُراغمةً ولَجَّ بها الهُروبُ
وأشرقَ واستوى طَلْقَ المُحيَّا
تَخُفُّ بهِ (الوَصائِفُ) والطُّيوبُ
وغاصتْ بعدَهَا انسكبتْ دُموعاً
على اللجي وعَصفَرَهَا النَّحيبُ
لو اغتسلتْ بها الدُّنيا طُهوراً
لما عَلِقتْ بمقترفٍ ذُنوبُ
وقفتُ هُناك أمسيتي طَويلاً
(بمحرابٍ) هو الكَونُ العِجيبُ
أُرتِّلُ آيةً من بَعدٍ أُخرى
كأني في الخَمائلِ عندليبُ
وقوفَ مؤذنٍ للَّهِ يَشدو
(بحيّ علَى الفَلاحِ) ويسَتنيبُ
وقمتُ مُصلياً أجثو خُضوعاً
وألتمسُ النَّجاةً وأستثِيبُ
وقد رقَّ النَّسيمُ ورَاقَ حتى
تَهامسَ والرُّبى الغصنُ الرطيبُ
كأنَّك مِنهما تَلقاءَ رَوضٍ
وقد وافى إِليك بهِ (الحَبيبُ)
يُبادِلُكَ الحَديثَ وأنت تُصغي
وقد غَابَ العَواذِلُ والرَّقيبُ
فما أدري أكنتُ رأيتُ طيْفاً
(مُلماً) أو هو الَّغرُ الشَنيبُ
وعدتُ بنشوةٍ أغفو وأصحو
وحَوليَ كُلُّ شاخصةٍ طروبُ
ولم أحفلْ بقيلِ أو بقَالٍ
فما في اللَّغوِ إِلاَّ ما يُريبُ
يظنُّ النَّاسُ إِطراقي ذُهولاً
وسرُّ عِبادتي الصَّمتُ الرَّهيبُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 578 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.