شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
القوافي الثكل (1)
جرتِ الدموعُ كأنها "أنهارُ"
ووجدتُني بنزيفِها أنهارُ
ماذا سَمِعتُ فيصلٌ أودى بهِ
في طرفةٍ ذُو جِنّةٍ غدَّارُ
طودٌ عظيمٌ باذخٌ من دُونِهِ
تتفطرُ الإكبادُ والأَعشارُ
صَعِقَتْ بمصرعِهِ البرايا كُلُّها
والشمسُ والأفلاكُ والأقمارُ
وكأنَّما الدُّنيا به قد أُوذنَتْ
بالصُورِ يُنفخُ وهي فيه هدارُ
"نبأُ غشينا منهُ حتى مسَّنَا
قَرْحٌ بهِ تتفتتُ الأحجارُ
يا ليتَنَا كُنَّا الفِداءَ (لفيصلٍ)
لكنََّها الآجالُ والأقدارُ
دارتْ بنا الأرضُ الفضاءُ برحبِها
وانقضتِ الأحزانُ والأكدارُ
وغشيتُ حتى لم أَكَدْ من دَهشتي
أتبينُ الأشراقَ وهو نَهَارُ
ذُهِّلتُ مِنها (بغتةً) وفجيعةً
مادتْ بها الأنجادُ والأغوارُ
أو فيصلٌ يُغتالُ وهو مَنارُنا
هذا هو الإِحرامُ والإهدارُ
قالوا: ألا ترثيهِ قلتُ لقدْ عَصَتْ
فيه القَوافي الثُكلُ والأشعارُ
وخرستُ من هولِ المُصَابِ ووقِعهِ
واجتاحني الإِجبالُ والإِبهارُ
وكأنني فيه الهباءُ تذُرُّهُ
هُوَجُ الرياحِ تمورُ الإِعصارُ
ما مِنْ لسانٍ ناطقٍ أو خافقٍ
إلاّ تعقّدَ واصطلتهُ النارُ
أثنى الملوك عليه في تأبينهم
والباقياتُ بكته والآثارُ
ومشت تُعزّى فيه أقطابُ الورى
من كُلِّ صوبٍ دمعُها مِدرارُ
لَهِجَتْ به الآفاقُ وهي نواحِبُ
وشعوبُ أهلِ الأرضِ والأمصارُ
ما مِثلُهُ حيَّا تجاوبَ ذِكرُه
وشدا به الإِعجابُ والإِكبارُ
عزَّ العزاءُ عليه إلا أنه
في (خالدٍ) هو كوكبٌ ومنازُ
عزَّ العزاءُ عليه إلا أنه
وبنيهِ قد سطعت به الأنوارُ
(عبدُ العزيزِ) لهم و (فيصلُ) قدوةٌ
وهُمُ الكماةُ الذادةُ الأبرارُ
رفعوا لِواءَ المجدِ مُنذُ تسنموا
بين القُلوبِ الحُبَّ وهو شِعارُ
حَفِظوا (الإِله) وجاهدوا وتعاونوا
بالبرِّ والتَّقوى وهم أنصارُ
و (الحكم) فيهم (آيةٌ) أو (سُنَّةٌ)
لا مِرْيةٌ فيها ولا إنكارُ
ما منهُمُ إلا الذي هو أسوةٌ
وبه (الحِفاظُ) اعتزّ والإيثارُ
ولهم من اللَّهِ المهيمنِ نصرُهُ
والعِزُّ والتمكينُ والإِسفارُ
فليرحمِ اللَّهُ الشهيدَ (إمامَنا)
وهو الشكورُ الواحدُ القهارُ
إني على وَهَني أكابدُ صَدَمةً
صُليتْ بها الأكبادُ فهي حِرارُ
وبها حُصِرتُ ولم أزل مسترجعاً
وله الجنان الخُضُر نِعم الدارُ
يا خالِق الأكوانِ أنّا أُمّةً
بك آمنت وزكتْ بها الأسرارُ
هَيِّىءْ لنا رُشداً وهَبنا رحمةً
أسبِغْ علينا الصَّبرَ يا غفارُ
واجعل لنا من (دينِنا) ويقيِننا
خيرَ الدُّروعِ وأنَّه لدُثَارُ
وانصرْ وأيّدْ بالشريعةِ (خالداً)
وأخاهُ (فهدا) ما استهلَّ قِطارُ
إنّا عبادُك فاستجبْ لدُعائِنا
وبِهِ العَشي يلِجُّ والإِبكارُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :398  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 507 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.