شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مدينةٌ تبكي وأسرةٌ تُنكَبْ (1)
سَمرنَ ظِباءً واستحَرَن صِياما
وأصبحنَ صَرعى واعتشينَ رُكاما
(فجيعةُ) بيتٍ باتَ يمرَحُ أهلُهُ
(نَعيماً) وأمسى في الرِّغامِ حُطاما
* * *
أألتمسُ (العَبراتِ) حَرّى وليس لي
(عيونٌ) وقد جَفَّ الشقافُ أواما
فلا مُهجتي تَمري دُموعاً ولا الجَّوى
يَكُفُ ولا قَلبي يَشُبُّ ضِراما
* * *
قد اصطكَّ سمعي وانتفضتُ كأنَّما
تَدورُ بيَ الدُّنيا الفَضاءُ أثاما
أرجفةُ صَعقٍ أم هو (الحَشرُ) غِيلةً
أم النشرُ يَغشى (الرافِدَينِ) رماما
صَحوتُ وآفاقُ السَّماءِ أشعة
وكلُّ امرىءٍ (ألقى عَصاهُ) ونَاما
فما راعني إلا (المسرةُ) ويلَها
تشُقُّ صُماخِي فجاةً وزهاما
وكذَّبتُ ما قالوا ولمْ أدرِ كيف بي
بلغتُ مكاني وانتصبتُ زحاما
وشاهدتُ ماذا أيُّها الدَّمعُ أشفني
ويا قلبُ ذُبْ وامرِ الدماءَ كلاما
* * *
تأملتُ في (القصرِ المَشيدِ) تَقضُّه
من (النارِ) ريحٌ غادرتْهُ رجَاما
وابصرتُ هولاً أيَّ هولٍ أوانِساً
من (الغيدِ) يحكينَ البُدورَ تَمَاما
* * *
أبحنَ الكَرى أجفانَهُنَّ وأطبقتْ
عليه (أمواجُ) الجّحيمِ غَماما
(قواريرُ) من أقفاصِهِنَّ جَواثِماً
ولا غَوثَ أنْ يطرِنَ حَماما
* * *
تساقطنَ من أعلى النَّوافذِ بَعدمَا
جَبهْنَ اللظى واحتاطَهُنَّ خِطاما
فما كِدنَ يبلُغنَ الثَرى وطباقِهِ
من الأرضِ حتى خِلتَهُنَّ عِظاما
* * *
(مفاصلُ) أعضاءٍ تكسَّرنَ مِثلَ ما
نفضت (زُجاجاً) من يديكَ تَرامى
(هشيماً) تلاقى في صعيدٍ وحسبُهُ
من (الرَّضِ) بأساً أن يحورَ (حِماما)
* * *
ومن يملكُ الأحشاءَ حين تفطَّرتْ
ويشعرُ إلا بالعذابِ غَراما
إذا تحوطتْ إحدى الغواني جَنينَها
إلى (بطنِها) يشكو السُّقوط بغَاما
وأغيدُ في نشوى الشبابِ كأنَّهُ
من البانِ خُوطٌ قد هَوى وتَعامى
و(طفلٌ) كزهرِ الرَّوضِ يَصرخُ بينَهُمْ
يُنادي خِلالَ الناسِ أيْنَكِ (مَاما)
وبين أذانِ الظُّهرِ والعصرِ أقبلتْ
مواكبُ تترى بالنُّعوشِ قِياما
ثلاثٌ وخمسٌ بينَهم واسعُ الخُطى
غضيضُ الرأد يبغي الحياةَ دَواما
وغودِرَ في (دارِالشِّفاءِ) بقيةٌ
ثَوى بينَها كهلٌ يضِجُّ سقَاما
يعانونَ آلاماً شداداً وحسرةً
وقهراً و(سُماً ناقِعاً) وزُؤاما
* * *
(سعيرٌ) ولكن في القلوبِ (شُواظُهُ)
رأيتُ بِهِ ضوءَ النهارِ ظَلاما
تفتتتِ الأكبادُ فيه تفجُّعاً
وفاضَ به (جَفنُ الجَّمادِ) جماما
عزاءٌ وصبراً يا (قلوبُ) وحِسبَةٌ
وطُوبى لها بين الصَّفائحِ هَاما
عزاءٌ وصبراً في القَضاءِ وحسبُنَا
من اللَّهِ لُطفاً أنْ يكونَ لِماما
* * *
بني وطني هذا (بَلاغٌ) وإنَّه
لَعِبرتُنا الكُبرى تَصِمُّ صِمَاما
وما ثمنُ الأرزاءِ إلا اتقاؤها
ولو أنَّها كانت أشدَ خِصاما
خذوا حِذْرَكُمْ منها ولا تَحقِرونَها
ولا تأمنوا أمثالَهُنَّ عِراما
أعُدَّوا لها (الإطفاءَ) وابغوا (سَلالِماً)
وكونوا لها (رَبداً) معاً و(سلاما)
فلا خيرَ في (الثَّروَاتِ) يُحمَلُ وِزرَها
إذا هي كانت (للكروشِ) طَعاما
 
طباعة

تعليق

 القراءات :421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 496 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج