أدركتُ من قبلِنا (الأسلافَ) مجلسُهم |
روضٌ من العِلمِ أو زهرٌ من الخلقِ |
إذا تحدتْ منهم ناطِقٌ سكنوا |
إليه واستوعبوا بالسَّمعِ والحُدُقِ |
يصغونَ حتى إذا استوفى (مُحاضِرُهُمْ) |
حديثَهُ اغتبطوا في غيرِ ما مَلقِ |
وأقبلوا بعدَهُ يَروونَ ما سَمِعوا |
وما رأوا في بيانٍ شيقٍ غَدِقِ |
لا يسبقُ القولَ إلا من يُفصِّلُهُ |
من دُونِ مَقتٍ ولا كبتٍ ولا نَزَقِ |
وليس يجسُرُ أنْ يلغو أخو هَوسٍ |
حتى يُغزرَ بين الناسِ في الطُّرُقِ |
* * * |
منزهينَ عن (الدَّعوى) شَمائِلُهُمْ |
ذوبُ اللُّجينِ وعينُ الشَّمسِ في الأَلَقِ |
حتى (المُلحِّنُ) إِذ يشدو فإِنَّ له |
حقُّ السَّماعِ وصَغُو الرأسِ والعُنُقِ |
أو يخرجُ الناشرُ الجَّعجاعُ مُنكسراً |
من (ندوةِ القومِ) مَدحوراً على حَنَقِ |
واليومَ ينطِق رأيَ العينِ (أربعةٌ) |
و (سبعةٌ) كلُّهم يعدونَ كالسَّبقِ |
كأنَّما (بابلٌ) فيهم مُنشرةٌ |
كعهدِهَا (بأشورٍ) وابنِ (ذي عَنقِ) |
أو أنَّهمْ ضُوعفو في الخَلقِ ألسنةً |
أو أنَّ آذانَهُمْ شُدَّتْ إلى الحلقِ |
(فاسمعْ ودعْ) أو فخُذ في سَيرِهِم مَعهمْ |
هذا الطريقَ وكُنْ في أولِ النَّسَقِ |
أولا فما لَكَ غيرَ (الصَّمتِ) مُلتَمَسٌ |
أو (النصيحةِ) في رِفقٍ على (الوَرَقِ) |
وما يزالُ بحمدِ اللهِ أكثرُهُمْ |
مُعوَّذاً (بالضُّحى) و (الناسِ) و (الفلقِ) |
* * * |