خرج الشاعر وصديقه فؤاد شاكر لاستقبال الأمير فيصل عند تشريفه إلى الطائف، وفي الطريق، جلسا يستظلان بالصخرات المنتشرة في أحد الأودية الجميلة، ويستلهمان الشاعرية فارتجلا بعض الأبيات من عيون الشعر، وكان أن ابتدأ الغزاوي بقوله:
سبقنا إليك الشمس قبل شروقها…
ثم استمرا بضع دقائق في النظم فتكونت خمسة أبيات ما كادا ينتهيان منها حتى أقبل عليهما كل من سعادة الشيخ محمد سرور الصبان وأحمد موصلي وهما شاعران أيضاً فجلس الأربعة برهة من الوقت في مداعبات طريفة تنتقل بين تلك الأودية الضاحية الجميلة تغمر نفوسهم بهجة ذلك اللقاء الكريم.
ومن طريف ما صنعه الغزاوي أن وشَّى القصيدة بثلاثة أنواع من الروي مثلما صنع الشاعر القديم المشهور القديم (بديك الجن) حين قال أبيات مطلعها:
قولي لطيفِكِ ينثني
عن مُقلتي وقتْ الهجوعْ
فطُلِبَ إليه تغيير القافية مع إبقاء المعنى فقال:
قولي لطيفكِ ينثني
عن مقلتي وقت السحرْ
فَطُلِبَ إليه أيضاً تغيير القافية مع إبقاء المعنى فقال:
قولي لطيفك ينثني
عن مُقلتي وقتَ المنامْ
وكذلك فعل الغزاوي في هذه الأبيات كما يرى القارئ:
وفي صباح اليوم التالي - ألقى الغزاوي بين يدي الفيصل بن عبد العزيز الأبيات الآتية الذكر بعد أن مهد لها بخلاصة القصة قائلاً: