(1) طفرَ الخيالُ مواثباً |
قِمم "السَّراة" مع "الظَّفيرْ" |
(2) متحملاً من شوقِنا |
نجوى الصبابةِ والزفيرْ |
(3) يمشي إليكَ كما مشى |
للمصطفى - الغصنُ النَّضيرْ |
(4) فأزِلْ بقُربِكَ وحشةً |
يذوي بها القلبُ الكسيرْ |
(5) وازمعْ إلينا أَوْبَةً |
يرنو لها الطرْفُ القريرْ |
(6) وأقبلْ رِسالةَ شاعرٍ |
كادتْ بأجنحةٍ - تطيرْ |
(7) كالوردِ يَعبَقُ في "الهَدى" |
في طلعةِ اليومِ - المطيرْ |
(8) أو كالحديثِ تُديرُه |
كالرَّاحِ بالصوتِ الجهيرْ |
(9) إنا لنُعذرُ في البلاغِ |
وما لِسدك من عذيرْ |
نَبأٌ تَهادى من "عسيرْ" |
فسعى الجميعُ إلى البشيرْ |
وتهافتوا متطلعــينَ |
فهل تُرى الدُّنيا تمورْ؟ |
وتقحَّموا فيه النِّقاسَ |
وجَلَّلوا منه الصَّريرْ |
وتُسابقَ "الأسلاكُ" فيه |
وعنه "موجاتُ الأثيرْ" |
لو أنَّهم درسوا الحياةَ |
كدرسهِ علموا المصيرْ |
وأتى "الرئيسُ أبو سليمانٍ" |
به نحو "الوَزيرْ" |
و "أبو محمد" باسمٌ |
واللهُ أعلم بالضَّميرْ!! |
أنسيتَ "مكةَ" و "النَّقا" |
و "جيادَ" و "السوقَ الصغيرْ"؟ |
وتركتَ "قروةَ" و "العقيقَ" |
و "وادي وجٍ" و "الغديرْ"؟ |
ولواك عنها كلِّها |
حسنُ "المناظرِ" من "عسيرْ" |
ولأن تصبَّتك "البداوةُ" |
في البساطةِ والظهورْ |
فهناك أسرارُ الطبيعةِ |
في الجَمالِ بما يُحيرْ |
والحسنُ أروعُ ما يكونُ |
بشكلِهِ العادي الغَريرْ |
لا ما تحوكُ جمالَه |
شتى الوسائلِ بالقُشورْ |
هل أنت إلا شاعرٌ |
بخيالِه الضافي الغزيرْ |
تتلمسُ المعنى الجميلَ |
من المناظرِ والشُّعورْ |
سرْ في هَنائِك قانصاً |
فُرَصَ السعادةِ والحُبورْ |
حيثُ الحياةُ بنجوةٍ |
عما يثُيرُ ولا يُثيرْ |
وابشرْ "فأحمدُ" رافلٌ |
فيما تُريدُ من السرورْ |
ليتَ الذي سمَّى عسيراً |
كان سمَّاها يَسيرْ |
ليتَ المهامه تنطوي |
طي الصَّحائِف والسطورْ |
حتى نشارِكُكَ الهناءَةَ |
والمسرَّةَ بالحُضورْ |
خلِّ الحديثَ عن الملوكِ |
وعن أساطينِ القُصورْ |
وتَنَاسَ ما تَرويِهِ عن |
خبرِ الفريقِ أو المُشْيرْ |
واترك جِدالَ (البرلمانِ) |
على الحماسةِ والفُتورْ |
وأفِض "بأبها" واصفاً |
ما تحتويهِ من أُمورْ |
عن جوِّهَا، وجِبالِها |
عن مائِها الصَّافي النَّميرْ |
عن سحرِها وجمالها |
وحياةِ رباتِ الخُدورْ |
هل أنْتِ "ميدى" يا "دوى" |
فأكونُ ذا حظٍ وفيرْ؟!! |
واذكرْ لنا مُترسلاً |
"سوقَ الثُّلاثاءِ" الغفيرْ |
أرأيتَ فيه الغانياتِ |
يبعْن باقاتِ الزهورْ؟ |
هل هُنَّ أزهى فِتنةً |
في حُسنِهنَّ أم البُدُورْ؟ |
والأخرياتُ يسرنَ فيه |
بما حَملنَ من الجذورْ؟ |
أترى له في الحُسنِ من |
"غاباتِ بولُنيا" نظيرْ؟ |
هل (بايزيدُ) شبيهه |
أيام كنتَ به تسيرْ؟ |
أو هل رأيتَ له مثيلاً |
في العواصمِ والثُّغورْ؟ |
واذكر أخِلاَّءً لَقَوْا |
بفراقِكَ العيشَ المَريرْ |
والعمْ بأنَّكَ عندهم |
بين الجوانحِ والصُّدُورْ |
لم يعرفوا من بعدِ بينِك |
حكمِةَ اللَّبِقِ السميرْ |
والعِقدُ إنْ لم تنتظمهُ |
فإنَّه أبداً نثيُر |
والشوقُ لفظٌ لا يَفي |
تفسيرَه معنى الحرورْ |
ما زالَ ذِكرُك بينَهم |
في كُلِّ خاطرةِ عبيرْ |
ولك الزَّمانُ مسالِمٌ |
ما دمتَ في عطفِ "الأميرْ" |
مولى الفضائلِ والفواضلِ |
صاحبِ الوجهِ المنيرْ |
من حلَّ في أكنافِهِ |
أمن الحوادثَ والشرورْ |
لا زال حِصناً للعروبةِ |
شامخَ الشرفِ الخطيرْ |