شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طَريقُ الشَّعب! (1)
أَرَأَيْتَ كَيفَ تسجَّرَ الطُّوفَانُ
وَعَلا الرُّبَى، وتَفَجَّرَ الْبُرْكَانُ
شَعْبٌ بِهِ أَعْتَزَّتْ شَريعَةُ "أحمَدٍ"
وشَدَا بِهِ، وتَنَزَّلَ (الفُرْقَانُ)
مِنْ "بطنِ مكَّة" و "الرياضِ" - مَشَتْ بِهِ
(لِلأَطْلَسِيِّ) - (شَوَاطِئٌ) - وَقِنَانُ
خَاضُوا البِحَارَ إلى (الفُتُوحِ) وبَشَّرُوا
"بِالْخُلْدِ" - وهو فَرَادِسٌ وجِنَانُ
وَدَعَوْا إلى (الْحُسنَى) - ولَمْ يَتَجَبَّروا
وبِهِمْ أُقيلَ عُثَارُهُ (2) الإنْسَانُ
حَكَمُوا الْبَسِيطَةَ - وَاسْتَظَلَّ بِعَدْلِهِمْ
في المَشْرِقَيْنِ - الْفُرْسُ؛ وَالرُّومَانُ
وتَقَحَّمُوا الأَخْطَارَ - وَهْيَ زَلازِلٌ
وَعَواصِفٌ، وَقَواصِفٌ، وَطِعَانُ
لَمْ يُثْنِهِمْ ضَنَكُ الْحُتُوفِ - وَلاَ الرَّدى
وَالمَوْتُ… وَهُوَ الصَعْقُ؛ والنِيرَانُ
حَرِصُوا عَلَيْهِ - فَكَانَ فِيهِ حَيَاتُهُمْ
من حَيْثُ يرضىَ الْوَاحِدُ الدَّيَّانُ
ما سَجَّلَ التَّارِيخُ - إذْ هُوَ مُنْصَفٌ
إلاَّ الَّذي خَطُّوه - وَهُوَ "جُمَانُ"!
وَشِعَارُهُمْ وَدِثَارُهُم - وَشِغَارُهُمْ
للهِ مُشْرِقَةٌ - بِهَا الأَزْمَانُ
مَا امْتَازَ فِيهمْ أَبْيَضٌ عَنْ أَسْوَدٍ
أبَدَاً - وَلاَ افْتَرَقَتْ بِهمْ أَلْوَانُ
بَلْ هُمْ "عِبَادُ اللهِ" وَ (الدُّنْيَا) لَهُمْ
(بِالديِنِ) - لا بَغْيٌ - وَلاَ طُغْيَانُ
شَهِدَ الْخُصُومُ بِأَنَّهُمُ فِي شَأْوِهِمْ
لَمْ يُطْغِهِمْ - ظَفَرٌ؛ وَلاَ سلْطَانُ
فِي كُلِّ شَعْبٍ - أنقَذُوهُ وأُمَّةٍ
آثارُهُمْ - يَزْهُو بِهَا "الْبُنْيَانُ"
مَلَكُوا الْجَوانِحَ - والْقُلُوبَ - مَوَدَّةً
وَلَهُمْ بِمَا نَهَضُوا بِهِ، البُرْهَانُ
بَرِئُوا مِنَ الأهْوَاءِ.. وَهْيَ سَخآئِمٌ
وتَسَابَقُوا فِي الخَيْرِ وهُوَ رِهَانُ
قَدْ آثَرَوا في اللهِ ثُمَّ تَعَاوَنُوا
"بالبِرِّ والتَّقْوىَ" - وهُمْ "إخْوَانُ"
لا يَسْتَفِزَّ حُلُومَهُمْ – ذُو مِرْيَةٍ
أو فِرْيَةٍ – يَشْتَطُّ وَهْوَ "مُدَانُ"
فِي كُلِّ شَارِقَةٍ – وكُلِّ تَنُوفَةٍ
منْهُمْ يَدٌ – مَرْفُوعَةٌ، وَلِسَانُ
يَدْعُونَ - مِنْ أَجْدَاثِهم - أبْنَاءَهُمْ
أنَّ "البقاء" - لَكُمْ هُوَ (الإيمانُ)
مَا في الْوُجُودِ بأَسْرِهِ - مِنْ مُقْسِطٍ
إلاَّ الْكِفَاحُ الْمُرُّ - والْمُرَّانُ
تَاللهِ مَا اخْتَرْنَا النِفَاقَ؛ وَلاَ الْهَوَى
كَلاَّ - وَلاَ هِيَ - نَزْوَةٌ - وَحُرَانُ
أَبَداً - وَلَمْ نُعْرَفْ بِغَيْرِ تَسَامُحٍ
وَتَصَافُحٍ - عُقِدَتْ بِهِ "الأَيْمَانُ"
بَلْ لَمْ نَضِنَّ بِكُلِّ بَذْلٍ مُمْكِنٍ
لَمَّا سَطَا؛ وتَهَوَّرَ "الْعُدْوَانُ"
كُنَّا (لِمِصْرَ) وَمَا نَزَالُ لأَهْلِهَا
(حِرْزاً)، فَكَيْفَ نُعِزُّهَا؟ وَنُهَانُ؟؟
كُنَّا إذا مَا القَرْحُ مَسَّ بنَانَها
تَشْكُو الَّذِي تَشْكُوُه - وَهْيَ (حَصَانُ)
كُنَّا لَهَا دِرْعاً - وكُنَّا "جُنَّةً"
مِنْ حَيْثُ يَجْمَعُنَا بِهَا "الْقُرْآنُ"
(قُرْبَى) تَغَلْغَلُ في الدِمَاءِ - وَمَا عَسَى؟
بَعْدَ (الفِدَاءِ) يُحَاوِلُ - الْبُهْتَانُ؟!
مَا نَحنُ إلاَّ في الكِفَاحِ يَمِينُهَا
وَلَوْ أنَّهَا نَشَزَتْ بِهَا (الأَلْحانُ)
أيَّامُنَا مِنْهَا - النَّوَاصِي – غُرَّةً
وَلَنَا بِهَا "الفُسْطَاطُ" - بَلْ (حُلوَانُ)
وَلَنَا الَّذي نَرْجُوهُ يَوْمَ مَعَادِنَا
فِي اللهِ - وَهُوَ السِّرُ؛ والإعْلانُ!
لَكِنَّمَا اصْطَنَعَ (الْخِلافَ) – وَبثَّهُ
وأَمَدَّهُ - بِشِرَاكِهِ - "السَّرَطانُ"
نَقَموا؟! ومَا نَقَمُوا سِوَى استِمْسَاكِنَا
بالشَّرْعِ - وهُوَ أَمانَةٌ؛ وأَمانُ
واسْتَمْرَأوا القَذْفَ الْوَبيءَ، وأَمْعَنُوا
فِي (التُّرَّهَاتِ) يَزُجُّهَا البُطْلانُ
أَمِنَ (الكَياسَةِ) أَنْ تَظَلَّ وَرَاءَنَا
(صَهْيُونَ)!! وَهْيَ طَرِيدَةٌ؛ تَخْتَانُ؟
سَخِرَتْ - وَلَجَّ مِحَالُهَا، وَشُمَاتُهَا
وَحَصِيدُهَا الأَرْوَاحُ - وَالأَبْدَانُ؟
يَا حَبَّذا يَوْمٌ بِهِ (آمَالُنَا)
تَحْيَا - وَيَحْيَا الْحُبُّ - والتَّحْنَانُ
وَيعُودُ لِلإِسْلامِ فِيهِ - جَلالُهُ
وجَمَالُهُ الْمُتَأَلِّقُ - الْفَتَّانُ
إنَّا لنَخْشَىَ اللهَ - وَهُوَ حَسِيبُنا
وبِهِ نُعَاذُ مِنَ الأَذَىَ؛ ونُعَانُ
وَالْيَوْمَ تَحْتَشِدُ (الْجَزِيرَةُ) كُلُّها
(صَفاً) - وكُلُّ أُسُودِهَا (خَفَّانُ)!
قَدْ عُبِّئَتْ - لِتَذُودَ عَنْ حُرُمَاتِهَا
وَهْيَ الْهُدَى، و "الْبَيْتُ"؛ وَالأَرْكَانُ
تَنْقَضُّ عَاتِيَةً عَلَى (أَعْدَائِهَا)
وَالأَرْضُ نَارٌ، والسَّمَاءُ دُخَانُ
لا تَبْتَغي غَيْرَ السَّلامِ وَلِيجَةً
مَهْمَا غَلَتْ وتَعَالَتِ الأَثْمَانُ
قد آمَنتْ باللهِ وَاعْتَصَمَتْ بِهِ
ويَقِينُهَا "التَّوحِيدُ" - وَهْوَ ضَمَانُ
"الْمُؤمِنُونَ" أُخُوَّةٌ (3) بَلْ (وَحْدَةٌ)
هِيَ لِلقُلُوبِ أَزِمَّةٌ؛ وَضِحَانُ
لا الْجِنْسُ فيهَا يَسْتَطِيلُ، وَلا اللُّغَى
وهُمْو بِهَا "الرُّحَمَاءُ" والأَعْوَانُ
أزرى "أبو جهلٍ" - (وطأطأ) "عُتْبَةُ"
وَشكى بِهَا "صُهَيبُ" وصِنْوُهُ "سَلْمَانُ"؟!
أَمَّنْ يكونُ "بِلالُ" فِي أُمِّ الْقُرَى؟
وَشِعَابُهَا "الأَعْيَاضُ" والأقْرَانُ؟؟!
كَانُوا جِمِيعاً في الْحَيَاةِ أعِزَّةً
لا الشِرْكُ - يَفْرُقُهُمْ وَلا الكُفْرَانُ
حَتَّى تَغشَّى الْغَدْرُ مَنْ ضَاقُوا بِهِمْ
ذَرعاً وعَاشَتْ فِيهمُو الأضْغَانُ
يَا "فَيْصَلَ" الْعُرْبِ الْعَظِيمَ تَحِيَّةً
لَكَ يَسْتَهِلُّ بِنَفْحِهَا، الرَّيْحَانُ
مَا بَعْدَ "سِحْرِكَ فِي الْبَيَانِ" لِقَائِلٍ
"رَجْعٌ" - وأَيْنَ مَنَ الضُّحَى الأدْجَانُ (4) ؟!
ذَكِّرْ بِرَبِّكَ - كُلَّ شَعْبِكَ؛ وَاشْفِهِ
مِمَّا بِهِ - وَلْيَحْمِكَ الرَّحْمَانُ
وَاصْدَعْ بِأَمِرِ اللهِ فيه – وَسِرْبِهِ
فِيمَا يَشَاءُ اللهُ؛ لا "الأوْثَانُ"
بحِجَى "سُعود" نَهتَدَي وَ "بفَيصَلٍ"
يتَلألأ "المُسْتَقْبَلُ" الرَّيَّانُ
مَهِّدْ لِشَعْبِكَ فِي السَّمَاءِ - طَرِيقَهُ
وَالأرْضَ - فَهْوَ إلى العُلى لَهفَانُ
وَانْطَحْ بِهِ (الأَفْلاكَ) وَهْيَ سَوَائِرٌ
يَصعَد بهِ "التثقيفُ" - والعِرفانُ
حَصِّنْهُ بِاسْمِ اللهِ - بِالوَعْيِ الَّذي
هُوَ لِلشَّعوبِ - دعائِمٌ، وكِيانُ
وَامْنَحْهُ - مَا يَحْيَا بِهِ - فِي (عَالَمٍ)
بِالعِلمِ فيه يَرجحُ "المِيزانُ"
عَاشَ "السُّعُودُ" وعَاشَ (فَيصلُ)، ولْيَعِشْ
بِهِمَا الهُدى؛ والحَقُّ؛ والعُمرانُ
جدة - 27/11/1382هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :344  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 328 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.