شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما مصرُ عندك والسودانُ في قرن (1)
إلا كنجدٍ وكلٌّ في (الحِمى) فَدكُ
تجاوبَ الشرقُ فاصدعْ أيُّها (الفَلَكُ)
وأشْرقَ الشَّعبُ فاسطعْ أيُّها المَلِكُ
رنتْ إليك عُيونٌ أنت قُرَّتَهَا
ما إنْ يُلمُّ بها في نُورِكَ الحَلَكُ
كأنَّما كلُّ قلبٍ أنت غِبطتُه
يشتفُّ بالحُبِ إخلاصاً وينهمِكُ
فاعجبْ لها أمةً تلقاكَ ظامِئَةً
إليكَ - ريَّانةً - أشواقُها نَهَكُ
أشرقتَ بالتاجِ تَحكي الشمسَ هالتهُ
فوقَ الفِجاجِ على أرجائِها المَلكُ
تُزجي المواكبَ أمجاداً عواتقُها
بالعبءِ ناهضةً يحدو بها الفَلَكُ
كانت وراءَ سُجوفِ الغيبِ خَافيةً
واليومَ يحسَبُهَا الراؤونَ تشتبِكُ
مآثرٌ لك جلَّ اللهُ مانِحُها
من دُونها خَفَراتُ الشِعرِ تنتهكُ
يُثني عليك الهُدى لَجَّتْ منابِرُه
بكلَّ صَالحةٍ في الشعبِ تَعتبِكُ
أرغدتَه فاعتنى باللهِ وانطلقتْ
بهِ المَناكبُ صَفاً وهي تَحتركُ
أهدافُهُ بك في الإصلاحِ دَانيةٌ
ونصحهُ لك بالفِردَوْسِ يَحتنكُ
نيطتْ براحتِك اليُمنى مَصائِرُهُ
والأرضُ تَرجُفُ والأهواءُ ترتبِكُ
وشِدْتَ أساسَه بالعلمِ فارتفعت
بالطامحينَ فلاحاً أينما سَلكوا
يغدو مع الفَجرِ يبني ما تُؤثله
وتَستبينُ له الآفاقُ والسِكَكُ
إذا الملوكُ ازدهوا بالعَرشِ واحتجبوا
فإنَّ شعبَكَ فيك البَحرُ والسَّمكُ
دروعُهُ بهُدي إيمانِه وزر
ونصرُه بظُبى توحيدِه وَشَكُ
يستهلُّ الصَّعبَ باسمِ اللهِ مُقتحماً
ضَنكَ الحُتوفِ وبالأهوالِ يَعترِكُ
ويقتدي بك تَصميماً وتزكيةً
وحيثُ وجَّهتَهُ يمضي ويَشترِكُ
خولتَهُ كُلَّ ما أوتيتَ من مِننٍ
ولم تَزلْ فيه (بالإيثارِ) تَمنلِكُ
عَزَّتْ ربيعةُ واعتزتْ بها مُضرُ
بالتاجِ في فَرقِكَ الوضَّاحِ يَحتَبِكُ
هي الحياةُ فإما أنْ تكونَ بِنا
وَرداً جنياً وإما أننا الحَسَكُ
والخالدونَ ولاةُ الحقَّ ما اعتصموا
باللهِ واتصفوا بالعَدلِ وامتسكوا
وفي سعودٍ حُدودُ اللهِ قاصمة
إن زاغَ منهتِكٌ أو زَلَّ مُنتَهِكُ
عرشٌ على الدينِ مَمدودٌ سُرادِقُهُ
ومن يُماري بهِ في اللهِ ينتَبِكُ
تعلو مشارفُهُ من كُلَّ مُطَّلِعٍ
وليس يُثنيهِ عن دَاعيهِ مُؤتَفِكُ
مَولاي تلك إعجاباً وفيك هَوى
إِليك تهفو وفي التَّكريمِ تُدَّرَكُ
مَلأتَها بِك إعجاباً وفيك هَوًى
حتى تَكادُ بها الأرجاءُ تَنسِلكُ
إني اكتشفتُ طويلَ العُمرِ من كَثبٍ
هذا الذي لك في الخرطومِ يبتَركُ
فما اسمتعتَ إليهم في مُحادثةٍ
إلا وأنت الربيعُ الطلقُ ما اتسبكوا
كلَّ بشأواك صَبٌّ هَاتفٌ لَهِجٌ
جمُّ الوَلاءِ وبالتأييدِ مُنعَتِكُ
هناك آمنتَ فيهم أنهم مَثلٌ
هو الطُّموحُ وأنَّ الصَّرحَ ينعمِكَ
ما ظنُّهُمْ بك إلا أنْ تُناصِرَهُمْ
وفي العُروبةِ ما آلوا ولا ارتبكوا
تمثَّلوكَ الضُّحى والدَّجُن مُعتكِرٌ
والدوحُ مُنهمِرٌ والقَرحُ مُنسَفِكُ
ورتَّلوا الشُكرَ أنْ ليتَ دعوتَهم
إذ هُم بنوكَ وإنْ هُم في النُّهى اشتبكوا
محَّضْتَهُمْ عنك يا مولاي مَألكة
كأنَّها من جبينِ الصُّبحِ تنسبِكُ
هي الإِخاءُ مَتيناً لا تُزلزِلُهُ
هُوجُ الرَّياحِ ولا يَلوي بهِ النَّوَكُ
لا فَرقَ فيه ولا تمييزَ في ملأٍ
لكنَّما هو لابنِ النيلِ مُشتركُ
ما مِصرُ عندَكِ والسُّودانُ في قَرنٍ
إلا كنجدٍ وكلٌ في الحِمى فَدَكَ
ولا دمشقُ سوى بَغدادَ مَنزِلَةً
ولا تَعزُ سِوى لبنانَ والكَرْكُ
إنا لنبرأُ يا مَحفوظُ من حَسدٍ
إلا عليك إذا ما زمت الفلكُ
لكِنَّما شَجُونا في مصرَ مُحتملٌ
لأنَّها هي نحنُ الدارُ والدَّرَكُ
إنَّ الكِنانةَ ذُخرُ الضادِ مِعقَلُها
ونحن منها الصَّدى والرَّجعُ والنُسُكُ
إذا تشكتْ شَكوْنا ما تُشاكُ بِهِ
وإن هي ارتمضتْ لمْ يَعنُنا الضَّنَكُ
لها البُشارةُ قد حُلَّتْ مَشاكِلُها
وزالَ عنها بك التَّوهينُ والشِرْكُ
وأنت ناصيةٌ للخيرِ مُشرقةٌ
وأنت عُنوانث هذا الشرقِ والحَبكُ
تطولُ أعناقُنا فخراً بعاهِلِنا
والنيلُ تلقاءُه تمشي به المسكُ
هُناك في مِصرَ يا مولاي جَامعةً
لكنما أنت منها القلبُ لا الحَنكث
ما رحَّبتْ بك دُنياها مُجاملة
لكنَّما أنت منها القلبُ لا الحَنَكُ
فليحفِظ اللهَ فيك العُربَ قاطبةً
والمسلمينَ جميعاً أيُها المَلِكُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :358  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 260 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج