أرى المَجدَ مَجدَ الجَّيشِ فيما يُصَمِّمُ |
فأحرَ بفِتيانِ العُلى أن يُكرَّموا |
سبيلُ الألى رفَّ اللواءُ عليهِمُ |
وساروا على النَّهجِ القويمِ ويَمَّموا |
مشوا والمَوامي دونَهُمْ وأمامُهُمْ |
من "الأملِ المَشودِ" طيفٌ مُجَسَّمُ |
وخَاضوا مُتونَ البَحرِ يُزبِدُ مَوجُهُ |
ويَرغِي ولكنَّ الأباةَ هُمُ هُمُ |
رجالٌ يَرونَ الموتَ فيه بَقاؤهم |
وكُلُ امرىء منهمْ لهُ فيه مَغنَمُ |
فما لَبثوا إلا قليلاً فأقبلتْ |
عليهم كنوزُ الأرض من حيثُ أقدموا |
أباحوا حِمى كِسرى وألووا بقيصرٍ |
وحاقَ بهِ منهم خميسٌ عَرمرم |
فهل كان إلا في القُلوبِ سِلاحهُم |
عقائدَ منها الراسياتِ تَحطَّمُ |
عقائدُ من دينٍ تكادُ من السَّنا |
تَشقُّ عُبابَ الأُفقِ والأُفقُ مُظلمُ |
بها جَاهدوا في اللهِ حقَ جٍهادهِ |
ودَان لهم فيها فَصيحٌ وأعجَمُ |
أغاروا على الدنيا بها وتغلغلوا |
وماهي من سِحرٍ ولا هي طَلسَمُ |
ولكنّها "التَّوحيدُ" لِله خَالصاً |
وبذَلهُمُ الأرواحَ فيما تَجشَّمُوا |
إذا الفارسُ المِغوارُ منهم تَفاذَقتْ |
به الحَربُ أغناهُ اليَراعُ المُقوَّمُ |
فما ثَمَّ (رعادٌ) ولا ثَمَّ (مدفَعٌ) |
ولا ثَمَّ (دَبَّابٌ) ولا ثَمَّ (دَمدمُ) |
ولا ثَمَّ غَوَّاصٌ ولا ثَمَّ قَاذِفٌ |
ولا ثَمَّ "إسعافٌ" ولا ثَمَّ (مَرهَمُ) |
ولا ثَمَّ (غازاتٌ) ولا ثَمَّ (خَانِقٌ) |
به الجوَّ جوُ الأمنينَ يُسمَّمُ |
سِوى أنَّه الإيمانُ بااللهِ وحدَه |
وحسنُ يقينٍ ما امترى فيه مُسلمُ |
أولئك أبطالُ الفُتوحِ وأهلُها |
وما أجلُ الرَّعديدِ إلا مُحتَّمُ |
ورُبَّ شُجاعٍ فاتِكٍ متهالِكٍ |
مُوقَّى ومَخلوعِ الفؤادِ مُقسَّمُ |
تراهُ فما تَدري إذا الرَّوعُ هَاجَهُ |
تجاهَكَ نمرٌ أم حَيالَكَ قَشعَمُ |
كأنَّ به فيمنْ يُلاقِيهِ وجنةٌ |
وما هو إذ تبلوهُ إلا المُحكَّمُ |
وكمْ قائلٍ ما بالُ أحمَدَ شاحباً |
ولو عَلِموا سرَّ النُّحولِ تَألموا |
وما بي من هوىً أشكو عَقابيل بَثَّهِ |
ولا هو من دأبي ولا أنا مُغرَمُ |
ولكنني أهفو وأهتفُ داعياً |
إلى اللهِ لا ألغوا ولا أتجهَّمُ |
شفيعي إليهِ أنني فيه مُلخِصٌ |
وفي خيرِ ما يَرضى بِهِ أتَرنَّمُ |
أأملكُ أنْ لا يَهرِقَ الشَّجوُ عَبرتي |
إذا اختال من أردانهِ المُتنعَّمُ |
وأرسلُ آهاتٍ أشتاتاً تليقُ بعاجزٍ |
قُصاراهُ من وجدٍ شرابٌ ومَطعمُ |
يرى الخَلقَ أشتاتاً تُعادى كأنهم |
ذئابٌ وغِربانٌ تحومُ وتهجِمُ |
ويصبحُ جَذلاناً ويُمسي كأنَّما |
عليه من الدِّيباجِ بُردٌ مُسهَّمُ |
يشقُّ عليه أنْ يُزاحَم في الثَّرى |
ولو أنَّه أهدى وأجدى وأعلَمُ |
مخافة عَارٍ واتقاءَ غَضاضةٍ |
وذلك أنكى في البلءِ وأعظم |
فكيفَ مَنامي والرُّعودُ قواصفٌ |
وكيفَ ملامي والسَّحابُ مُركَّمُ |
لقد ذبتُ من وَجدي وآليتُ أنني |
على العيَّ والإعياءِ لا أتكتمُ |
أبوحُ بما فيه صَلاحُ لأمتي |
ونصرٌ لِديني كيفمَا أنا أُلهَمُ |
تُسهِّدُني فيكم الليلُ ضَمَّني |
خوالجُ أضلاعي بها تَتَكلَّمُ |
تُنازِعُني القلبَ الذي أنا بَعضُه |
وأًنشِدُها الرِّفقَ الذي هي تَزعَمُ |
ويُسفِرُ وجْهَ الصَّبحِ عندَ انبلاجِهِ |
كأني وإيَّاها أثيرٌ وأنجمُ |
فيا نُخبةً نزهو بها في احتفالِنا |
ونمنَحُها التكريمَ فيمن تُكرَّمُ |
ألا إنما أهدافُنا اليوم جَمةٌ |
ومن حولِنا الأكوانُ تُكوى وتُضرَمَ |
تَزلزَلُ بُركاناً وتَهوي نَيَازِكاً |
وتنصبُّ فيها بالعذابِ جَهنَّمُ |
تُنافس في عِلمٍ هو الجَّهلُ عينُه |
ولَلجهلُ في بعضِ المَواطِنِ أحزمُ |
وما الجيشُ إلا في الشُّعوبِ فُتوةٌ |
ولا البطلُ الصنديدُ لا الغَشمشمُ |
فمن كان هذا شأنُه فهو باسلٌ |
وإلا فما للجُبنِ إلا التَّنَدَّمُ |
ألا ثكِلت أمُ الجبانِ وليدَهَا |
ولا عاشَ إلا من على السَّيفِ يُقسِمُ |
ولا عاشَ إلا كلُّ أصيَدَ مَعشرٍ |
يُقامُ له في مَعرضِ الفَخرِ مَوْسِمُ |
يَعودُ به (التَّاريخُ) أبلجَ ضَاحياً |
وذلك ما نَرجو ومَا نتعشَّمُ |
ومن لمْ يكنْ إلا على (الزَّي) حِرصُه |
فما هو إلا لا وجدنَاه مُقحَمُ |
أجل إنَّهُ الإنصافُ والحقُ أنكُمْ |
جَديرونَ بالفوزِ الذي نَتَرسَّمُ |
ولو لمْ تكونوا طَامحينَ حقيقةً |
لَما كان مِنكمْ ناجحٌ مُتقدِّمُ |
ومهما أرَدتُمْ أنْ تنالوا مَكانةً |
ففي وُسعِكم والسعيُ للمرءِ سُلَّمُ |
ولكنَّ شرطاً واحداً قبلَ غيرهِ |
به انتم الأعلونَ إنْ كانَ يُدعمُ |
خُذوا حِذْرَكمْ من كُلَّ ضَعفٍ |
فإنما بأخلاقِكُم تُبنى المُنى أو أعزمُ |
فكونوا عن الأوطانِ والدِّينِ ذَادةً |
وأميرُكُم في الصَّفِ من هُوَ أعزمُ |
وأروعُكُم من رَاشَ في الخَصمِ سَهمَهُ |
وكان له السَّهمُ السديدُ المُصَمَّمُ |
لكمْ أُسوةٌ في الخَالدينَ وقائدٌ |
هو المَثَلُ الأعلى المليكُ المُعظَّمُ |
فلم يَخلُ من نَصرٍ له مَن لَه يدٌ |
ٌولم يخلُ مِن شُكرٍ لَه من لَه فَمُ |
يَقرُّ له بالفضلِ من لا يَوَدُّهُ |
ويَضيءُ له بالسَّعدِ من لا يُنجَّم |
وفي كُلَّ شِبلٍ من حُماةِ عرينِهِ |
كُميُّ به أنفُ المَراغمُ يَرغمُ |
وحسبُكمُ مِنهم (سعودٌ) (وفيصلُ) |
وكلُّ فَتىً منهم عُقابٌ وضَيْغَمُ |
فلا بَرِحتْ أعلامُهُ الخُضْرُ في الوَغى |
خَوافِقُ تَضوي من يُضحّي ويُقدِمُ |
وفيها ضُحى الإسلامِ والتاجُ مشرقٌ |
وفي ظِلِّهِ نَسمو ونَنمو ونَعظُمُ |