شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وما الجيش إلا في الشعوب فتوة (1)
أرى المَجدَ مَجدَ الجَّيشِ فيما يُصَمِّمُ
فأحرَ بفِتيانِ العُلى أن يُكرَّموا
سبيلُ الألى رفَّ اللواءُ عليهِمُ
وساروا على النَّهجِ القويمِ ويَمَّموا
مشوا والمَوامي دونَهُمْ وأمامُهُمْ
من "الأملِ المَشودِ" طيفٌ مُجَسَّمُ
وخَاضوا مُتونَ البَحرِ يُزبِدُ مَوجُهُ
ويَرغِي ولكنَّ الأباةَ هُمُ هُمُ
رجالٌ يَرونَ الموتَ فيه بَقاؤهم
وكُلُ امرىء منهمْ لهُ فيه مَغنَمُ
فما لَبثوا إلا قليلاً فأقبلتْ
عليهم كنوزُ الأرض من حيثُ أقدموا
أباحوا حِمى كِسرى وألووا بقيصرٍ
وحاقَ بهِ منهم خميسٌ عَرمرم
فهل كان إلا في القُلوبِ سِلاحهُم
عقائدَ منها الراسياتِ تَحطَّمُ
عقائدُ من دينٍ تكادُ من السَّنا
تَشقُّ عُبابَ الأُفقِ والأُفقُ مُظلمُ
بها جَاهدوا في اللهِ حقَ جٍهادهِ
ودَان لهم فيها فَصيحٌ وأعجَمُ
أغاروا على الدنيا بها وتغلغلوا
وماهي من سِحرٍ ولا هي طَلسَمُ
ولكنّها "التَّوحيدُ" لِله خَالصاً
وبذَلهُمُ الأرواحَ فيما تَجشَّمُوا
إذا الفارسُ المِغوارُ منهم تَفاذَقتْ
به الحَربُ أغناهُ اليَراعُ المُقوَّمُ
فما ثَمَّ (رعادٌ) ولا ثَمَّ (مدفَعٌ)
ولا ثَمَّ (دَبَّابٌ) ولا ثَمَّ (دَمدمُ)
ولا ثَمَّ غَوَّاصٌ ولا ثَمَّ قَاذِفٌ
ولا ثَمَّ "إسعافٌ" ولا ثَمَّ (مَرهَمُ)
ولا ثَمَّ (غازاتٌ) ولا ثَمَّ (خَانِقٌ)
به الجوَّ جوُ الأمنينَ يُسمَّمُ
سِوى أنَّه الإيمانُ بااللهِ وحدَه
وحسنُ يقينٍ ما امترى فيه مُسلمُ
أولئك أبطالُ الفُتوحِ وأهلُها
وما أجلُ الرَّعديدِ إلا مُحتَّمُ
ورُبَّ شُجاعٍ فاتِكٍ متهالِكٍ
مُوقَّى ومَخلوعِ الفؤادِ مُقسَّمُ
تراهُ فما تَدري إذا الرَّوعُ هَاجَهُ
تجاهَكَ نمرٌ أم حَيالَكَ قَشعَمُ
كأنَّ به فيمنْ يُلاقِيهِ وجنةٌ
وما هو إذ تبلوهُ إلا المُحكَّمُ
وكمْ قائلٍ ما بالُ أحمَدَ شاحباً
ولو عَلِموا سرَّ النُّحولِ تَألموا
وما بي من هوىً أشكو عَقابيل بَثَّهِ
ولا هو من دأبي ولا أنا مُغرَمُ
ولكنني أهفو وأهتفُ داعياً
إلى اللهِ لا ألغوا ولا أتجهَّمُ
شفيعي إليهِ أنني فيه مُلخِصٌ
وفي خيرِ ما يَرضى بِهِ أتَرنَّمُ
أأملكُ أنْ لا يَهرِقَ الشَّجوُ عَبرتي
إذا اختال من أردانهِ المُتنعَّمُ
وأرسلُ آهاتٍ أشتاتاً تليقُ بعاجزٍ
قُصاراهُ من وجدٍ شرابٌ ومَطعمُ
يرى الخَلقَ أشتاتاً تُعادى كأنهم
ذئابٌ وغِربانٌ تحومُ وتهجِمُ
ويصبحُ جَذلاناً ويُمسي كأنَّما
عليه من الدِّيباجِ بُردٌ مُسهَّمُ
يشقُّ عليه أنْ يُزاحَم في الثَّرى
ولو أنَّه أهدى وأجدى وأعلَمُ
مخافة عَارٍ واتقاءَ غَضاضةٍ
وذلك أنكى في البلءِ وأعظم
فكيفَ مَنامي والرُّعودُ قواصفٌ
وكيفَ ملامي والسَّحابُ مُركَّمُ
لقد ذبتُ من وَجدي وآليتُ أنني
على العيَّ والإعياءِ لا أتكتمُ
أبوحُ بما فيه صَلاحُ لأمتي
ونصرٌ لِديني كيفمَا أنا أُلهَمُ
تُسهِّدُني فيكم الليلُ ضَمَّني
خوالجُ أضلاعي بها تَتَكلَّمُ
تُنازِعُني القلبَ الذي أنا بَعضُه
وأًنشِدُها الرِّفقَ الذي هي تَزعَمُ
ويُسفِرُ وجْهَ الصَّبحِ عندَ انبلاجِهِ
كأني وإيَّاها أثيرٌ وأنجمُ
فيا نُخبةً نزهو بها في احتفالِنا
ونمنَحُها التكريمَ فيمن تُكرَّمُ
ألا إنما أهدافُنا اليوم جَمةٌ
ومن حولِنا الأكوانُ تُكوى وتُضرَمَ
تَزلزَلُ بُركاناً وتَهوي نَيَازِكاً
وتنصبُّ فيها بالعذابِ جَهنَّمُ
تُنافس في عِلمٍ هو الجَّهلُ عينُه
ولَلجهلُ في بعضِ المَواطِنِ أحزمُ
وما الجيشُ إلا في الشُّعوبِ فُتوةٌ
ولا البطلُ الصنديدُ لا الغَشمشمُ
فمن كان هذا شأنُه فهو باسلٌ
وإلا فما للجُبنِ إلا التَّنَدَّمُ
ألا ثكِلت أمُ الجبانِ وليدَهَا
ولا عاشَ إلا من على السَّيفِ يُقسِمُ
ولا عاشَ إلا كلُّ أصيَدَ مَعشرٍ
يُقامُ له في مَعرضِ الفَخرِ مَوْسِمُ
يَعودُ به (التَّاريخُ) أبلجَ ضَاحياً
وذلك ما نَرجو ومَا نتعشَّمُ
ومن لمْ يكنْ إلا على (الزَّي) حِرصُه
فما هو إلا لا وجدنَاه مُقحَمُ
أجل إنَّهُ الإنصافُ والحقُ أنكُمْ
جَديرونَ بالفوزِ الذي نَتَرسَّمُ
ولو لمْ تكونوا طَامحينَ حقيقةً
لَما كان مِنكمْ ناجحٌ مُتقدِّمُ
ومهما أرَدتُمْ أنْ تنالوا مَكانةً
ففي وُسعِكم والسعيُ للمرءِ سُلَّمُ
ولكنَّ شرطاً واحداً قبلَ غيرهِ
به انتم الأعلونَ إنْ كانَ يُدعمُ
خُذوا حِذْرَكمْ من كُلَّ ضَعفٍ
فإنما بأخلاقِكُم تُبنى المُنى أو أعزمُ
فكونوا عن الأوطانِ والدِّينِ ذَادةً
وأميرُكُم في الصَّفِ من هُوَ أعزمُ
وأروعُكُم من رَاشَ في الخَصمِ سَهمَهُ
وكان له السَّهمُ السديدُ المُصَمَّمُ
لكمْ أُسوةٌ في الخَالدينَ وقائدٌ
هو المَثَلُ الأعلى المليكُ المُعظَّمُ
فلم يَخلُ من نَصرٍ له مَن لَه يدٌ
ٌولم يخلُ مِن شُكرٍ لَه من لَه فَمُ
يَقرُّ له بالفضلِ من لا يَوَدُّهُ
ويَضيءُ له بالسَّعدِ من لا يُنجَّم
وفي كُلَّ شِبلٍ من حُماةِ عرينِهِ
كُميُّ به أنفُ المَراغمُ يَرغمُ
وحسبُكمُ مِنهم (سعودٌ) (وفيصلُ)
وكلُّ فَتىً منهم عُقابٌ وضَيْغَمُ
فلا بَرِحتْ أعلامُهُ الخُضْرُ في الوَغى
خَوافِقُ تَضوي من يُضحّي ويُقدِمُ
وفيها ضُحى الإسلامِ والتاجُ مشرقٌ
وفي ظِلِّهِ نَسمو ونَنمو ونَعظُمُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :359  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج