شَهِدَ (الوادي) غَداةَ الأربعاءِ |
صِلةَ الأرضِ بآفاقِ السَّماءْ |
أسفرَ الفجرُ من الغيثِ مَعاً |
يومَ ستٍ في ربيع كالدِّلاءْ |
ومضى يَهمي مليئاً غَدِقاً |
من سَحابٍ حُجبتْ منه ذُكاءْ |
الهضابُ الشُّمُ في تخريجِهِ |
يَصدعُ الفجر ويَستوهي البِناءْ |
لم تجدْ للطير فيه مَسبحاً |
لا ولا للريحِ خَفقاً والهَواءْ |
كُلَّما أجلى وأهوى بُرهةً |
عاودَ الكرةَ حِيناً وأفاءْ |
وكأنَّ الناسَ فيه رهبةً |
أهلُ (أجداثٍ) يُغاديها الفَناءْ |
لا ترى منهم سِوى مُضطَّربٍ |
قابعٍ في كِسرهِ يخشى البَلاءْ |
* * * |
ومشى السيلُ كبحرٍ زاخرٍ |
بالروابي السُّودِ من رَملٍ وماءْ |
هابطاً طوراً وطوراً صَاعداً |
من (زوردٍ) و (كُديٍ) و (كَداءْ) |
في دويَّ الرَّعدِ يَعدو مَوجُهُ |
بين هدمٍ وعَويلٍ ونَجاءْ |
غمرَ المسجدَ منه لُجةٌ |
حاذتِ (البيتَ) إلى بابِ النَّداءْ |
أنها ذِكرى وفيها (عِظَةٌ) |
للأُلى استنقذَهُم لطفُ القَضاءْ |
* * * |
أيُّها القومُ أنيبوا واشكروا |
نعمةَ اللهِ وعوذوا بالدُّعاءْ |
واذكروا اللهَ كثيراً يؤتِكُمْ |
من لَدُنْهِ كُلَّ خيرٍ ونَماءْ |