يغالِبُنا فيك الهوى ونُغالِبُه |
فطوراً له العُتبى وطَوراً نُعاتِبُه |
أفي الحقِ أنْ نلقى لا نُطيقُهُ |
عشيّةَ هذا البُعد تُطوى سَباسِبُه |
في الحقِ نُصْمَى بسهمينِ عن يدٍ |
فِراقِ (المُفدَّى) ثم يَتلُوهُ (نائبُه) |
* * * |
سنحملُ أعباء البُعادِ ثقيلةً |
وفيك لَعَمرُ اللهِ تُضنى مَتَاعِبُه |
وهل أبصرتْ عينٌ بغيرِ سَوادِها |
وهل هو إلا حيثُ أنتَ تُراقِبُه |
* * * |
لمْ تَزل في كُلِّ قلبٍ وناظرٍ |
وإن رفرفتْ أحناؤه وهَوادِبُه |
سلِ البيتَ عما قلتُ كان ناطِقاً |
أجابَ وحسبي أن يُعبِّرَ (حاجِبُه) |
* * * |
رعى اللهُ (نجداً) إنها في بروجها |
سماءُ هدىً تغشى (الحِجَاز) كواكِبُه |
بلادٌ تودُّ الأرضُ طرّا لو أنَّها |
من المَجدِ فيها حيثُ نِيطتْ مَضارِبه |
إذا سطعتْ شمسُ النهارِ خِلالَها |
فكلُّ شُعاعٍ من سَنَاها مَسارِبُه |
تُطلُّ بها (الأقمارُ) من كلِّ مَطلعٍ |
وتزهو بها آجامُهُ ومَلاعِبُه |
وتختالُ في أرباضِها أسُدُ الشَّرى |
حِراصاً على العَهدِ الذي عادَ ذاهِبُه |
تقاةٌ مذاويدٌ ترى الصِّدقَ دَأبَهُمْ |
إذا سَخِرتْ من ذي الأماني كَواذِبُه |
(أضاءتْ لهم أحسابُهمْ ووجوهُهُم |
دجى الليلِ حتى نظم الجرَعَ ثَاقِبُه) |
* * * |
(فيا ابنَ الذي لا الشعرُ يُحسنُ وصفَهُ |
ولا النثرُ إلا ما بنتْهُ قواضِبُه) |
حنانَيكَ أنّا في وداعِك أمةٌ |
يُجاذِبُها فيك النَّوى وتُجاذِبُه |
ولو ملكتْ فيك الخيارَ لسابقتْ |
إليك مع الأرياحِ خُطواً تُواثِبُه |
* * * |
على أنَّنا والوجدُ يُصلى قُلوبَنَا |
لَنرضى بما تَرضى وما أنتَ رَاغِبُه |
ومهما أطَعَنا ما أمرتَ فإنَّنا |
لنعصي فِرَاقاً عنك تَسجو غَياهِبُه |
فإنْ نحن سَامرنَا النجومَ تَعِلَةً |
إليك فإنَّ الشوقَ صعْبٌ مراكِبُه |
وإنَّ لنا يومَ اللِّقاءِ لغبطةٌ |
يكادُ لها صَدري تَطيرُ تَرائِبُه |
* * * |
فسِرْ في أمانِ اللهِ واقرىء سَلامَنَا |
إلى (مَلكٍ) تَهمي علينا سَحائِبُه |
إلى (ملكٍ) تقفو من العدلِ نَهجَهُ |
وأنت له سِرٌّ وفيك مَواهِبُه |
نبادِلُه الإحسانَ بالشُّكرِ خَالِصاً |
وندعو له في كُلِّ ما هو كَاسِبُه |
ونفدِيهِ بالأرواحِ غيباً ومَشهداً |
ونفنى ليَبقى و (السعودُ) مَآرِبُه |
مآربُ لم يَبرحْ بها التَّاجُ زاهِياً |
على الأفقِ الأعلى تراءى مناكِبُه |
بألحانِها تشدو وتَهزِجُ في الوَرى |
وتهتزُّ من شَجوًّ بِهنَّ كتَائبُه |
* * * |
وأبلِغْ (وليَّ العهدِ) خيرَ تَحيةٍ |
هي الطَّلُّ يستهوي النَّواظِرَ ذَائبُه |
يُرتِّلُها مَحضُ الوَلاءِ ولا عجٌ |
من الشَّجَنِ المكنونِ جَاشتْ غوارِبُه |
ويبعثُها الإخلاصُ والحبُ شعلةً |
كرأدِ الضُّحى أو من ضُحاها مَساحِبُه |
تُحاكي أزاهيرَ الرُّبى في اخضِلالِهَا |
إذا داعبتْهَا في الصَّباحِ رَواجِبُه |
* * * |
وللأُمراءِ الغُرَّ من كُلِّ طامِح |
إلى الأملِ المنشودِ تُزجى رَكائبُه |
مغلغلة أما فؤادي فدونَها |
مشاعٌ وأما ما تَرى فَجَوانِبهُ |
فمهما أراكُمْ كنتُ في القومِ حَاضراً |
وإلا فإني شاردُ اللُّبِ غائِبُه |
ومن كان في أقصى القلوبِ مَكانُهُ |
ففي خَفِقها أعلامُه ومَواكِبُه |