شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إنما المؤمنون أخوةُ دينٍ (1)
ما عهِدنا من قبلُ هذه الأخاشبُ
تَزحَمُ الناسَ حَولَهُ بالمناكِبْ
هل أحستْ بما تحنُّ اشتاقاً
فأفاضتْ إليه من كُلِّ جانبْ
أم عَراها الغَداةَ فيه شعورٌ
أم هو الشِعر والخَيالُ المواثبْ
أم عَناها من أمرِهِ ما عنانا
فهي تثني عليه أُخرى العَجائبْ
ما أراها على جَواها استقرتْ
فهي تسعى مأخوذةً بالجواذبْ
ينضحُ البئر من رُباهاه ويبدو
عُشبها للعيون أبلغُ خَاطبْ
حسبُها منه وطأةٌ ولمامٌ
فإذا الخِصبُ شاملٌ والسَّحائبْ
ذاك منه حظُّ الجمادِ فماذا
غمِرَ الشّعبُ من منًى ورغائبْ
أملٌ باسمٌ وأمنٌ وعدلٌ
وهناءٌ وبهجةٌ ومواكبْ
منحَ اللهُ والحفيظُ عليها
مالكُ الملكِ كلَّ ما شاءَ واهبْ
شكرَ العبدُ ربَّه فاستدامتْ
مالنُعمى قضى بها اللهُ سالبْ
أيُّها العاهِلُ العظيمُ المُفدَّى
أنت للدينِ ملجأٌ والأعارِبْ
ولهذا الإسلامِ طودٌ مكينٌ
مشمخرُّ الذُّرى رحيبُ الجوانبْ
لَهَجَ المسلمونَ من كُلِّ جنسٍ
ولسانٍ بيُمنِكَ المُتعاقبْ
واسظلوا بالأمنِ في كلَِّ فَجٍ
كان بالأمسِ قاتمَ الأُفقِ شَاحِبْ
فهُمُ اليومَ يهتفونَ سُروراً
بك في السرَّ والسُّرى والمَضارِبْ
وإذا ما رأوْكَ حَيَّوْكَ بِشراً
بقُلوبٍ مُعوذَاتِ الشَّوائبْ
يحسَبونَ (الصَّدَّيقَ) فيك تراءى
مطمئنَ الجَنانِ جَم المناقبْ
همُّهُ عزةُ الموحدينَ جميعاً
ولهم منك أينما كنتَ حَادبْ
كيف ينسَوْنَ ما مَضى من بَلاءٍ
بين هذي الرُّبى وتلك السَباسِبْ
يوم كان الحجيجُ نهباً مُشاعاً
مُستباحَ الدماءِ حولَ الحَقائبْ
ولذي البطشِ في الحجازِ نصيبٌ
أو هو الموتُ والشَّقا والمحاطبْ
فنضاكَ الجبَّارُ سيفاً صَقيلاً
يمحَقُ الرِّجسَ والرَّدى والمَثالبْ
فتوارتْ ضَمائرُ السُّوءِ حتى
كافحَتْها الحدودُ بين الترائبْ
إنما المؤمنونَ أخوةُ دينٍ
كلُّهم فيهم عُصبةٌ وأقاربْ
جسدٌ واحدٌ إِذا ما تشكوَّا
وَوِقاءٌ لبعضِهِم في النَّوائبْ
* * *
أُيُّهذا الذي أطلَّ سُعوداً
ومَشى طاعةٌ وفاضَ مَواهبْ
أنَّ شِعري عليك وقفٌ وقومي
لك جندٌ وأنت كلَّ المآربْ
فانظرِ الشعبَ هل ترى غيرَ بحرٍ
موجُهُ زاخرُ العَواطِفِ صَاخبْ
حملتْه القلوبُ تحوَكَ حُباً
صادقَ البثَّ ما لَه عنك حَاجبْ
زُمَرٌ كلُّها ثناءٌ وشكرٌ
وولاءٌ على اختلافِ المَشارِبْ
أسلمتْكَ الزِّمامَ طَوعاً وكَرهاً
واستهانتْ بك اقتحامَ المَصاعبْ
فغدتْ (وحدةً) وكانت شَتاتا
وانبرتْ قوةً على كُلَّ غَاصِبْ
واستنارتْ بالشَّرعِ في كُلَّ حَالٍ
بَعدَ جهلٍ مُركَّبٍ كالغَياهبْ
فاحتملتْ الأعباءَ عنها احتساباً
ورفعتَ اللواءَ فوقَ الكتائبْ
واستَعنتَ باللَّهِ الذي هو أَولى
بك واخترتَ حكمةً في العَواقبْ
فإِذا أنت قد بلغت عُلواً
مَجَّدتْه مَشارقٌ ومَغاربْ
وإذا العُربُ دولةً بك تزهو
عادَ تاريخُها كأحسنِ ذَاهبْ
في اعنصامٍ بسُنةٍ وكتابٍ
كضُحى الشَّمسِ أو ضِياءِ الكواكبْ
وسَواءٌ لديك فيها قَويٌّ
وضعيفٌ وشاهدٌ أو غَائبْ
حاطَكَ اللَّهُ بالجَلالِ وأدنى
لك ما شئتَ من ضُروبِ المطالبْ
وتولاَّكَ بالرَّضاءِ وأضفى
خيرَ آلائِه عليك ذَنَائبْ
ولك النصرُ دائماً والتهاني
والأماني رفيعةًَ والمَراتبْ
ولتعِشْ سيدَ الجزيرةِ ذُخراً
ما شَدا سَاجعٌ وأشرقَ دَائبْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج