حيَّ بالإعجابِ أحفادَ الصُّقورْ |
واشْدُ بالفَخْرِ , وقُلْ حان النُّشورْ |
واتخذْ من كُلِّ قلبٍ صِيغَةً |
بالتَّهاني وانتظم دُرَّ النُّحورْ |
وقُلِ الحمدُ لِمنْ - هيّأهَا - |
فُرَصاً, أودَى بها الماضي العَثُورْ |
يومَ كُنَّا هَمُّنا منصرفٌ |
في مَتَاعٍ وَسَماعٍ - وغُرورْ |
يومَ كُنَّا والأمانِي دَأْبُنَا نَنقُلُ |
الخُطوَ على وقعِ الدُّهُورْ |
يومَ كانَ الدَجْنُ مَجلِيَّ السَّنَا |
والضّواحِي والأقاحِي والزُّهُورْ |
يومَ تُغرِينَا دُعاباتُ الصَّبا |
والصَّبَا المُعتَلُّ والظبيُ النَّفُورْ |
حِينَ سَادَ الناسُ طُراً وانتحَوْا |
طُرُقَ الكَسبِ وأسبابَ الظُّهُورْ |
حِينَ ضَاقَ البرُّ والجَّوُّ قوىً |
وتَوارتْ بالأساطِيلِ البُحُورْ |
وانبرتْ نحوَ المَعالي أُمَمٌ |
أُشرِبتْ حُبَّ التَّفانِي - والصُّدُورْ |
لم يَزَعْهَا غيرُ ما أبلتْ بهِ |
من نِزاعٍ في بَقاءٍ - ودُثورْ |
أوشكتْ لولا التباري أنْ ترى |
عِبرةً تُتلى على مَرِّ العُصُورْ |
كافَحتْ واستبسَلتْ واسْتعْصَمتْ |
فَحمَاها السَّيفُ والعِلمُ الحَذُورْ |
قدْ شَفانِي اليومَ مِمَّا أشتَكي |
رهطُنا القَادِمُ في نَعتِ النُّسُورْ |
وتولاني شُعورٌ صَادِقٌ |
مَلأ القَلبَ اغتباطاً وسرورْ |
إنَّكُم ما كنتُ قبلاً أرتجي |
في مَجَالِ الجَّدِ إدلال الفخورْ |
وبكم (رَومُا) تواصتْ وانتضتْ |
حُجةَ الصَّحراءِ في ضوءِ البُدُورْ |
حقُّكُمْ مِنَّا ثَناءٌ عَاطِرٌ |
واحتفاءٌ واحتفالٌ وشُكُورْ |
واكتتابٌ يسْتوي فيه معاً |
فَتَيَاتُ الشَّعبِ طُراً والذُّكُورْ |
والغَنيٌ الشَّهمُ في ثَروَتِهِ |
والفقيرُ النَّدبُ والنّشءُ الغَيُورْ |
ليس مِنهُم غيرَ من يَرجُو لَكُم |
في مَدارِ الشُّهبِ تّذلِيلَ الوُعُورْ |
كُلُّكُمْ في المَجدِ أكفاءٌ لَهُ |
ولَكُمْ فيه على الشِّعرَى عُبُورْ |
حَبَّذا يومٌ شَهدَناكُم بِهِ |
إنَّه في الخُلدِ وضاحُّ السُّفُورْ |
فاسلكوا الآفَاقَ بالعَزمِ الَّذي |
قَهَرَ الدُّنيا ولمْ يخشْ الثُّبُورْ |
وابتنوا في الجَّوَّ أُسطولَ العُلى |
وصِلْوا بالفَّنِ ما بين الثُّغورْ |
واقتَضُوا الأيامَ ما قد فَاتَكُمْ |
من حُقوقٍ نَالها الشَّعبُ الجَّسُورْ |
وانهضُوا بالعِبءِ وليزكُو بِكُم |
وَطَنُ المَجدِ وآفاقُ الحُبورْ |
وليعشْ من ليسَ يُحصى فَضلُه |
صاحبُ العَرشِ ومُجلى كُلَّ نُورْ |
وبنوُهُ الصَّيدُ آسادُ الوَغَى |
ما تغنتْ في مَجانِيهَا الطُّيُورْ |