شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سِرْ على الهامِ والرؤوسِ وَجَدِّدْ (1)
أهوَ البحرُ مُقبلاً باصطِفَاقِه
أم هو البَرُّ مُمعِناً في استباقِه
أم هيا الفُلكُ بالسُّعود أَطلَّتَ
فشكى اليمُّ حرقةً من فِراقِه
ورغى المَوجُ مُزبداً وتمطى
ليلُ أشجانِهِ على آفاقِه
ولو أنَّ الهِضابَ تَسعى إشتياقاً
لشأى الموجُ عَدوَها في انطلاقِه
إِنما حسبُهَا إذا هي قرَّتْ
نهضةُ الشَّعبِ كلِّه لِعناقِه
لَكَأنّي وقد رنيتُ إليه
أنظُرُ المجدَ مِائِلاً في رُواقِه
وأرى (العُربَ وحدةً) والأماني
صَادقاتٍ الوُعُودِ في أحداقِه
يتجلى صَباحُها في صَفاءٍ
كَسموّ الأميرِ في إِشراقِه
أيُّها القَادِمُ العظيمُ رُويداً
واروِ للشّرقِ عَبرةً عن مَحاقِه
عَن تَجنيه في هَواه غُروراً
عن تجافيهِ ضِلةً عن شِقاقِه
عن ترديه في حَضيضِ الرزايا
عن معاذيرِهِ وعن إرهاقِه
عن (فتوحاتِهِ) الأولى قد توارتْ
عن (حَضاراتِه) وعن (أخلاقِه)
عن (أساطيلهِ) اللواتي أباحتْ
ما وراءَ المُحيطِ عَبَرَ زُقاقِه
عن نَكالٍ أصابَهُ واغتيالٍ
واتكالٍ مُحجَّبٍ في نِفاقِه
قوضتْ صرحَهُ الصُّروفُ تِباعاً
فمضى الغربُ آخذاً بخِنَاقِه
هالهُ الموتُ للحياةِ فأمسى
حلسَ آلامهِ وجَزرَ رِقاقهِ
وغدا خَاشعاً لكُلَِّ مُلمٍ
حَائراً دمعُهُ على إطراقِه
* * *
عظةُ الجهلِ في الشعوبِ جميعاً
ما على الدهرِ عاتبٌ في اعتياقِه
كلُّ لومٍ على بنيهِ سيبقى
مُوقداً جَمره على إِخفاقِه
* * *
فاقْصُصِ اليومَ ما رأيتَ وحدِّثْ
عن شعوبٍ تنافستْ في اعتلاقِه
عن مدى الغَربِ في الجواء حَديثاً
عن مُعدَّاتهِ وعن أطواقِه
عن (جواريه) في البِحارِ عُتُواً
عن تحديهِ في صَميم طباقِه
عن (صناعاتهِ) وعن (جامعاتٍ)
بدَّدَ الجهلَ ضوؤها في انبثاقِه
عن مجاليهِ عن مغابيهِ خُضراً
عن تفانيهِ في العُلى وسِباقِه
حدِّثِ القومَ عن فُنونٍ تمارتْ
بِذُرى الغيبِ وافترتْ في اختراقِه
عن عقولٍ أفادها الدرسُ عِلماً
فغدا الكونُ ضاحياً باعتناقِه
عن عصورٍ تطورت ونظامٍ
ليس للضَّعفِ حَيلةٌ في اتّساقِه
ذِلكُمْ بعضُ ما ادَّكرتُ وفيه
عظةُ القلبِ لو صَحا من فَواقِه
* * *
أنا ما شئتُ أن أزفَّ عَروساً
ذلك الدأبُ عابثٌ في اختلاقِه
إنما اختَرتُ أنْ أبثَّ شُعوراً
فاضَ فارتاضَ فُرجةً من وِثاقِه
كنتُ منه على شفا القهرِ لولا
فرصةٌ أمكنتْ من استِرقَاقِه
ما لغيري ثائراً (كفيزوف) وجداً
وأراحَ الفؤادَ من أعماقِه
* * *
حكمةُ الشعرِ في المواقفِ أجدى
من مُغالاتِهِ ومن إغراقِه
فاعفُ عني فلستُ أعصيكَ أمراً
قلتُ ما اسطعْتُهُ على إِطلاقِه
* * *
بكمُ اللهُ أنقذَ العُربَ بالديـ
ـنِ وأحيا الذِّماءَ من أرماقِه
* * *
وبكم شُرَّقتْ على الأرضِ حتى
(عادَ تاريخُهَا) إلى استحقاقِه
ومشى الشِيبُ والشبابُ سَواءٌ
في طريقِ الجِهادِ رغمَ انزلاقِه
وانبروا كالنّسورِ من كلِّ فَجَّ
وامتطوا للخلودِ متنَ بُراقِه
شُغِفوا بالقديمِ دِيناً ومَجداً
والجديدِ المفيدِ دونَ زعاقِه
فجنيتُم ثِمارَ ما قد غَرسْتُم
ودليلُ النجاحِ طيبُ مَذاقِه
* * *
يا (ولياً لعهدِنا) وحَريّا
بالقوافي منيرةٍ كائتلاقِه
وابنَ (عبدِ العزيزِ) طولاً وفخراً
والكُماةِ الأسودِ من أَعراقِه
وحفيدَ الملوكِ من كُل قرمٍ
كان كالطَّودِ في عظيمِ خلاقِه
سرْ على الهَامِ والرؤوسِ وجددْ
بهجةَ الشعبِ واستطلْ بوفاقِه
واقضِ ما شئتَ واعتزمْ كلَّ خيرٍ
فلك الأمرُ نافذٌ في نِطاقِه
شعبُك الدهرَ سامعٌ ومُطيعٌ
من مَخالِيفِهِ لأقصى عِراقِه
فأجبُهُ السّعيَ للحياةِ وقُدْهُ
نحوَ آمالِهِ على آماقِه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :471  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.