شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المصْباحُ المكسُور؟!
لا..
لستُ أَقْوى يا فتاتي أنْ تَحولي.. أو تَصُدِّي..
مِن بعد عُمْرٍ عِشْتُ فيه .. وعاش في الفِرْدَوْسِ وَجْدي..
قـد كنْتِ فيـه معـي.. ومـا كنْـتُ الأثيـرَ بـه لِوَحْـدي..
فَتَرفَّقي أو سوف تَغْترِبين في دُنْياكِ بعدي..
* * *
لا..
لسْتُ أَرْضى. لا بِدَمْعي المُسْتَفِيضِ ولا بِسُهْدي..
مِن بَعْد أنْ أَصْبَحْتِ مِنِّي.. كوكبا في الجَوّ يَهْدي..
وغَدَوْتِ بَيْن الغِيدِ سِحْراً في طَيالِسِهِ. وفتنةَ مُسْتَبِدِّ..
وغَدَوْنَ هن.. على طلاوتهن عيشاً غير رَغْدِ..
* * *
لا..
لسْتُ أَقْوى بعد تضحيتي وإيثاري وشَجْوي..
أَنْ تَحْتَفي بعدي بِنِسْناسٍ. وأَنْ تَرْضَيْ بِجرْوِ..
وأنا الذي أختْالُ ما بَيْنَ النُّجومِ بِمَحْتدِي وبِحُلْو شَدْوي..
هل صِرْتِ سِلْعةً مُشْتَرِينَ بِلُؤلُؤٍ رُطْبٍ وفَرْوِ؟..
* * *
لا..
لَسْتِ أَنْتِ من اشْتَهيْتُ وصالَها تلْكَ الطَّهُورْ..
أنا لَسْتُ أهْوى غَيْرَ مُحْصَنَةٍ. بِعفَّتِها فَخُورْ..
حَسْبي بِذلك مِن جَمالٍ تزدهي منه السُّتُورْ..
شَتَّانَ ما بَيْن النَّسِيمِ. وبَيْن عاصِفةٍ دَبُورْ..
* * *
لا..
إنَّني الشِّعْرُ المُرَفْرِفُ بَيْن هاماتِ الكواكبْ..
لن أَرْتَضِي الحُبَّ المُدنَّسَ. تَستَحي منه المناقِبْ..
لا تَرْتَجِي الرُّجْعى. فإنَّ شمائِلي تَأَبى المثالِبْ..
نَأْبى الغَوانِيَ راقصاتٍ فوق أَشْلاءِ المناكبْ..
* * *
لا..
فَتّذكَّري كم كُنْتِ تُغْريني بِعاريةِ المفاتِنِ واللُّحون.
ولَكمْ عَفَفْتُ. وكم عَزَفْتُ بِرَغْمِ ملتهب الشُّجُونْ..
فَأَراكِ غاضِبَةً تدمدم. لا تكف عن الجُنُونْ..
كَلاَّ. أنا في هَوايَ أضِيقُ ذَرْعاً بالمُجونْ..
* * *
لا..
إنَّني أَجِدُ الهوى المَسْعُورَ هاوِيةً يخيف ضِرامُها..
فَتَرُوغُ عنه إلى الهوى الحاني على.. حَشاشَتي وأُوامُها..
ظَمْأى إلى الرِّيِّ الطَّهورِ. فما يجور ولا يحيف غَرامُها..
تَشْدو وتَشْغَفُ بالسَّلامِ. ولا تَطِيشُ سهامُها..
* * *
لا..
فاسْمَعِيني. واهْجُريني. إنّ هَجْرَكِ لا تَضِيقُ بهِ الضُّلوعْ..
أنا.. إنْ أَرَدْتِ الحَقَّ هاجِرُكِ العَزُوفُ عن الخُضُوعْ..
لا أَنْتِ.. كلاَّ فاذْكُري تلك الضَّراعةَ والدُّموعْ
لا. لسْتُ بالرَّجُلِ الجَزُوعِ من الذُّيوعِ. ولا الهَلُوعْ..
* * *
لا..
وإذا الوَداعُ أخاف مَشْغُوفاً. فإِنِّي لا أخافُ مِن الوَداعْ..
فلقد نَبَذْتُ هواكِ إذْ كَشَفَ الهوى عَنْكِ القِناعْ..
فإِذا بِكِ الولهى.. بِلا حَرَج.. بمَوْفُورِ المَتاعْ..
وإذا أنا السَّالي عن اللَّيْلِ البَهِيميِ بِلا شعاعْ
* * *
لا..
فاسْتَمْتِعي بِهواكِ ما بَيْنَ الزَّعانِفِ والنَّدامى..
مَرحىً لهم ولَكِ التَّبَذُّلُ. فارفعوا عنه اللِّثاما..
أنا مُنْتَشٍ في الرَّوْضٍ ما بين البَلابِلِ والجَداوِلِ والخُزامى..
ولقد عَلَوْتُ به فجاوزت السَّحائِبَ والغماما
جدة/ 10/12/1415هـ
10/5/1995م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :354  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 168 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.