شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الطَّالِبُ .. وَالمطلوُبُ؟!
"إلى الصديق الغالي الدكتور راشد راجح رئيس النادي الأدبي بمكة المكرمة ومدير جامعة أم القرى ردّاً على رسالته الرقيقة مع حبي وإعزازي".
أراشدي الرَّاجِحُ. إنِّي امُرؤٌ
غاض مَعيني.. وخَبَـتْ جَذْوتـي!.
كيف تُرَجِّـي المـاءَ من ناضـبٍ؟!
وكيف تبغـي الجمـر من رَغْـوَةِ؟!.
قد أرْمَدَتْ جَمْري الخُطـوبُ الـتي.
عَدَتْ. فلم تُبْـقِ علـى وَقْـدي!
وجَفَّفَتْ نَبْعي فَلَمْ تُبْقِ لي
ما يَنْفَعُ الغُلَّةَ مِن مُهْجتي!
فليس لي بعد شبابي الذي
وَلَّى سـوى رَاعِـشِ شَيْخُوخَـتي!.
* * *
كانَ الهوى يُشْجِي بآلائِهِ
ويَسْتَفِزُّ الحُسْنُ مِن صَبْوَتي!
واليَوْمَ لا حُسْنَ.. ولا صَبْوَةٌ
بعد أُفُولِ البَدْرِ من لَيْلَتِي!
البَدْرُ كـانَ العَـزْمَ يـا صاحِـبي
وقد تَوَلَّى. فَطَغَتْ ظُلْمَتي!
وأَنْتَ تَدْعوني لأُمِّ القُرى
للِشَّدْوِ.. للتَّرْنِيمِ في مَكَّتي..!.
مكَّةَ ما أَكْرَمَها مَوْطِناً
فإِنَّها - رَغْمَ الجَوَى- جنَّتي!.
وُلِدْتُ في بَيْتٍ بِها مُشْرِقٍ
بالحُبِّ تَخْتالُ بِها حَبْوَتي..!
كُنْتُ صَبِياً يَكْتَوِي بالنَّوى
بِاليُتْمِ.. بالشَّوْقِ إلى صُحْبَةِ!
يَشْتاقُ صَدْراً حانِياً.. حابِياً
مِن التي وَلَّتْ بلا رَجْعَةِ!
ويَكْتُمُ الشَّوْق لِكَيْلا يَرى
إشْفاق مـن شَـبَّ بـلا لَوْعَـةِ!
كنْتُ سَرِيعَ الدَّمْعِ لكنَّني
ما تُبْصِرُ الدَّمْـعَ سـوى خَلْوتـي!.
* * *
ومن حِمـى مكَّـةَ كنْـتُ الفَـتى
والرَّجُلَ الطّامِحَ لِلرِّفْعَةِ!
دَرَسْتُ في صَرْحٍ بِها شامِخٍ
بالعِلْمِ.. بالأَفْذاذِ.. بالصَّفْوَةِ!.
كانُوا رجالاً.. أنْجُمـاً في الدُّجـى.
تَكْشِفُ للسَّارِي صُـوى الرِّحْلَـةِ!.
يا رَحْمَةَ الله تَجَلِّي لَهُمْ..
فإنَّهُمْ أَجْدَرُ بالرَّحْمَة.!
ولِلرِّفاقِ الشُّمِّ.. من رَاحِلٍ
وعائِشٍ في السَّفْحِ والذُّرْوَةِ!
كُنَّا أشِقَّاءَ.. فما نَسْتَوي
إلاَّ على الوُدِّ بلا جَفْوَةِ..!
أَوَّاهِ ما أَحْلا الزَّمانَ الذي..
كُنَّا به نَرْفُلُ في نِعْمَةِ..!
فَقَفْرَتِي كانَتْ بِه رَوْضَةً
فكيف لا أَصْبُو إلى رَوْضَتي؟!.
وشِقْوَتي كانَتْ به رِقَّةً
تَحْنُو..فمـا أَحْـلا بِـهِ شِقْوَتـي!
كم أَلْهَمتْـني الشِّعْـرَ أَشْـدو بِـهِ
كالطَّيْرِ في العُشِّ.. وفـي الدَّوْحَـةِ!.
ثم اسْتَرَدَّتْ ما أفاءَتْ بِهِ
فَعُدْتُ بَعْد اللِّينِ كالصَّخْرةِ
* * *
يا راشِدي الرَّاجِـحُ.. لَيْـتَ المُـنى.
تَسْخُو على المُبْيَضِّ مـن لِمَّـتي..!.
فانْظُمُ الشِّعْرَ بلا عائِقٍ..
يَعُوقُ من هـذا الخَوى المُسْكِـتِ!.
أَصْغَيْتُ.. أَصْغَيْتُ. وصَـدَّ الهـوى.
عنِّي. وغابَ الحُسْنُ عـن مُقْلَـتي!.
فهل أَنالُ الصَّفْحَ من سَيِّدٍ
يَطْلُبُ مِنِّي الشَّـدْوَ في عِزْوتـي؟!.
يا ليْتَـني أَقْـوى فَأَطْـوِي المـدَى
إليه كَـيْ أَسْعَـدَ مـن رِحْلَـتي!
وأَلْتَقِي بالصَّحْبِ من مكَّةٍ..
طابَتْ وطابُـوا.. فهـو أُمْنِيَـتي..!.
* * *
يا راشِدي الرَّاجِحُ.. كُـنْ عـاذِري.
فَهذِهِ يا سَيِّدي قِصَّتي!
جدة/ الاثنين: 5 صفر الخير/ 1413هـ
3/ أغسطس/ 1992م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج