شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لقـــاء الطنطـــاوي
أذكر عندما كنت طالباً في مدرسة الفلاح في 1933م، أني قرأت في جريدة "صوت الحجاز" بمكّة المكرّمة خبراً مفاده أنه قد تألّف في دمشق ما سمّوه بـ "المجمع الأدبي"، دعا إليه عدد من نخبة أُدباء وشعراء عاصمة بني أمية، أذكر منهم شيخنا وصديقنا سراج تلفازنا "علي الطنطاوي"، ومعه الدكتور كامل عياد، والدكتور منير العجلاني، والدكتور أنور حاتم، والأساتذة أنور العطار، وجميل سلطان، وحلمي اللحام، وزكي المحاسني، ومحمد الجيرودي، وسعيد الأفغاني، ومصطفى العظيم، وسليم الزركلي، ومصطفى المحايري، وأنهم جعلوا ذلك "المجمع" تجمّعاً أدبيّاً يكون ندوة لهم، وحلقة من حلقات التعاون والترابط بين ذوي الفكر والأدب من رجالات الأدب العرب وشبابهم، وأن لجنة إدارية قد ألّفت لتلك الحركة من السادة: الأستاذ علي الطنطاوي، والأستاذ ميشيل عفلق، والأستاذ أنور العطار، وأن الدكتور منير العجلاني قد انتخب سكرتيرا لها، وهزّني الخبر فقد أُعجبت به وتمنّيت مثله (في البلد المقدس الطيّب)، وكنت يومئذ في بدايات إنشائي الشعر، فحيّيت المجمع وأعضاءه بقصيدة نشرتها أم القرى أو صوت الحجاز، من أبياتها:
يا نخبة من رجال الشام تجمعهم
بنا الأواصر من دين ومن نَسب
في ذمة الله ما تأتون من عمل
يعود بالخير للإسلام والعرب
وما تعانون في تشييد مجمعكم
من المصاعب في كدّ وفي تعب
تحية من صميم القلب أبعثها
من بلدة الله حيث البيت ذو الحجب
للمجمع الأدبي الحرّ حيث زهت
به "الشآم" من "البلقا" إلى "حلب"
ووقّعتها باسم "الشاعر العربي"، فلما قدمت إلى الشام لأوّل مرة وعلوت إليها من بيروت ولا أقول نزلت كما يقال في لبنان: نزلت على الشام، كان همّي أن أزور وأُصلّي في جامعها الأموي، وأتجوّل في ميادينها وأن أرى "مرجتها" و "ربوتها" و "هامتها"، وأن أرى "بردى" (المصفق بين دوح الوادي)، وأن أرى محطة سكة حديد الحجاز، ذلك الخط الذي يحبّنا ونحبّه، وقد حالت بيننا وبينه الأسباب بما لا نعرف له تفسيراً إلى اليوم وقد سبقت الإشارة إليه، وأن يكون مع زيارتي لجميع هذه المراسم زيارة خاصة لقبر سلطان المسلمين وشيخ المجاهدين صلاح الدين الأيوبي، وأن أقوم بعد ذلك بزيارة شيخنا علاّمة الشام "محمد بهجت بيطار" رحمه الله، ثم أديب أُدباء الشام صديقنا الأستاذ علي الطنطاوي، وأن أزور المكتبة "الظاهرية"، ومكتبة الأستاذ أحمد عبيد في شارع الحميدية، وأن أزور بعد ذلك دار جريدة "الأيام" ورئيس تحريرها "نصوح بابيل".
أمّا الشيخ بهجت البيطار رحمه الله، فقد دلّوني على الجامع الذي يصلّى فيه ويدرّس، فذهبت إليه وزرته وحضرت درساً من دروسه ودعاني لشرب الشاي في منزله، فقد عرفته منذ كان يتردّد على الحجاز.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :503  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 140 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.