شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أيام عيدروس المحضار في الحبشة
ولقد حدّثني صديقي الأديب المثقّف والعالم الملتزم السيد عيدروس المحضار، الذي أقام مع والده عشرات السنين في الحبشة أكثرها في سلطنة محمد علي أبا جفار هذا، حدّثني بكثير مما يحفظ ويروى عن هذا الرجل نفسه وعن قبيلته (الجالا)، مع فروعها الكثيرة والمتشعّبة في هذه الولاية وغيرها وعددها اليوم بالملايين، وذكر لي ذلك الصديق العهد الذي قضاه في ذلك الفردوس قبل استقراره بالحجاز، بأنه كان فيه من الخيرات والثمرات والهدوء والرخاء والاطمئنان، والروح الإسلامية وفيضان المساجد بالعلم وبالعلماء والطلاّب والرجال الصالحين ما يطرب ويعجب ويعرفه الناس كلّهم. وذكر لي كيف كان شهر رمضان يستقبل في تلك الأمّة، وكيف تكون فيه العبادة وكيف تكون فيه صلاة التراويح تتجاوب أركان الجوامع فيها بالقراءة في ركعات الفروض وفي أداء سنّة التراويح، حتى إذا ما انتهوا من ذلك كلّه وأتمّوه أطفئت الأنوار ثم تراصت الصفوف بالمئات واقفة كتفاً إلى كتف، فيرفع الحادي بينهم، -وقد يكون إمامهم– عقيرته: (يا رب صلّ وسلّم دائماً أبداً على حبيبك خير الخلق كلّهم)، فتتماوج حوله وخلفه الصفوف تُردّد ذلك البيت يتمايلون عليه ويتهادون فيه، فيكاد الجامع أن يتهاوى بتهاديهم ويتأوّد بتأوّدهم ثم يشرع الحادي يتغنّى...
أمن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعاً جرى من مقلتي بدم
فترتفع أصوات الجمهور:
(يا رب صلّ وسلّم دائماً أبداً
على حبيبك خير الخلق كلّهم)
وتمرّ الساعات والجماهير المتراصّة المتأوّدة المتمايلة تهزج بعد كل بيت من أبيات (البردة) هذه بقراءة ذلك المطلع نفسه مكرّراً معاداً مدوياً:
يا رب صلّ وسلّم دائماً أبداً
على حبيبك خير الخلق كلّهم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :539  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج