شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > عبد الله بلخير يتذكر > عبد الله بلخير يتذكر > الملك عبد العزيز رحب بوفد "الكشاف العراقي" وأمر بالاحتفاء به ووفد "الكشاف السوري" يزور الحجاز في زيارة مماثلة
 
الملك عبد العزيز رحب بوفد "الكشاف العراقي" وأمر بالاحتفاء به
وفد "الكشاف السوري" يزور الحجاز في زيارة مماثلة
في تلك الأيام أي منذ خمسين عاماً لتعلقي الشديد في مطلع شبابي وفتوتي بأمتي العربية وآمالي فيها وفي وحدتها، وهي الأمنية التي كانت تجول بين جوانحي وتملك علي منذ فتوتي الأولى مشاعري وإحساسي وآمالي، أثارت مشاعري بعثة الكشافة العراقية التي قدمت في ذلك الوقت من بغداد إلى مكة في موكب عابر للجزيرة من شمالها، إلى قلبها في الرياض، ثم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، كانت تتألف تلك البعثة من نحو خمسين طالباً كشافاً عراقياً. طلبت وزارة المعارف العراقية من الملك عبد العزيز السماح لهم بأن يؤدوا فريضة الحج ويزوروا الأماكن المقدسة، وأن يمروا بالرياض في طريقهم إلى الحرمين للسلام على جلالته والتعرف على البلاد.
فكان ترحيب الملك عبد العزيز بهذه البادرة وبهذه البعثة ترحيباً قلبيًّا وشعبيَّا ورسميَّا، رحب بهم منذ توجههم من العراق، وأمر جميع المراكز الحدودية الشمالية التي سيمرون عليها بسياراتهم أن يحتفوا بهم ويرحبوا بمقدمهم، وأن يبذلوا لهم كل ما يجب من الضيافة والتأهيل والترحيب والإكرام، فكانت بعثتهم موكباً عربياً قومياً أثار المشاعر في كل بلدة نزلوا فيها حتى وصلوا إلى العاصمة الرياض، فاستقبلهم الملك عبد العزيز وأنزلهم في ضيافته، وكان ترحيبه بهم وهم في الزي الكشفي الرسمي ترحيباً أبويَّا في غاية من المحبة والعطف والإكرام.
جلسوا في مجلس الملك نحو ساعتين، وأنشدوا مجموعة من الأناشيد الحماسية العربية يتغنون فيها بأمجاد العرب وبعهود الأجداد، ويتجولون في شوارع الرياض وهم يهزجون وينشدون، فكان الناس يستقبلونهم بترحيب كبير، فقد كانت القلوب يومئذ قلوباً عربية إسلامية على فطرتها وعلى أخلاقها المتوارثة، وكان الناس في بلاد العرب كلها يتجاوبون ويتآخون ويتحابون ويبتهجون فرحاً واستبشاراً لمثل هذه الظواهر التي تجيء بين بلدين عريقين مثل العراق والمملكة العربية السعودية.
وكما احتفلنا بهذه البعثة الكشفية في الرياض، وصلت بعد ذلك في موكبها إلى مكة، وكان الشباب من الأدباء والشعراء والأساتذة وتلاميذ المدارس قد بُلِّغوا بمجيء البعثة، وكان الأمير فيصل نائب الملك في الحجاز يرعى الاحتفالات التي أقيمت لهؤلاء الشباب العراقيين الذين جاءوا من بلادهم وعاصمة الخلافة فيها بغداد، إلى بلادهم الأخرى المجاورة وإلى عاصمتي الإسلام بأسره مكة المكرمة والمدينة المنورة.
لم يبق أحد من الرسميين في الدولة ولا من رجال العلم والأدب والشعر في البلاد إلا شارك مشاركة روحية فائضة بالترحيب بهذه البعثة.
وشارك كبار الحجاج الذين وفدوا إلى مكة يومئذ لأداء فريضة الحج في الاحتفال بهذه البعثة، وخرجت المدارس كلها للاشتراك في حفلات تكريم هؤلاء الأشبال البواسل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :556  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج