شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مشواة الحب العفيف
في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية في الجامعة السورية بدمشق عام/ 1933م كنت قد قاربت الثلاثين من عمري. وكان النصف الثاني من تلك السنين مرهقاً لي شديد الإرهاق بأعباء الدراسات الجادة: الدراسة الشرعية الأولى بحلب، ثم العصرية (الثانوية العامة)، ثم الحقوقية القانونية والأدبية في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة السورية بدمشق، وأنا في عنفوان شبابي، منهمك في الدراسة، ومنعزل عن كل الملهيات والمتع التي كانت تتجاذب الشبان، وأعيش في غرفة بجامع التعديل في محلة القنوات بدمشق.
ففي تلك السنة الأخيرة من الجامعة أصبح التفكير بالزواج يلح علي، وبدأت أجيل فكري فيمن يمكن أن تصلح لي خطيبة بعد تخرجي من الجامعة.
وفي هذه المرحلة عرفت فتاة في الدراسة اسمها: إنعام، وتوسمت فيها الصفات لتي أتطلَّبها فيمن ستكون شريكة حياتي، وصار التفكير بها يشغل بالي وأنا في تلك المرحلة الحرجة الأخيرة من الدراسة.
وفي إحدى الليالي رأيت في منامي أنها فاجأتني بزيارة غير متوقعة، وأني سررت بزيارتها أيما سرور، وتصورت أن هذه الزيارة منها دليل على أن في نفسها نظير ما في نفسي نحوها، وأنها توحي بإمكان تحقيق أملي المنشود.
واستيقظت من منامي هذا وأنا مغمور بهذا السرور. ثم بقيت هذه الرؤيا تتمثل لي في اليقظة كلما خلوت بنفسي، مما أوحى لي بهذه القصيدة. لكن القصيدة بتمامها ليست لدي الآن، وأنا في الرياض حين تجميع هذه المجموعة من شعري.
فأكتب الآن من كتاب (الذاكرة) هذه الأبيات الثمانية التي هي مطلعها:
فها أنا ذا مما عددتُ أتوب!!
نَعِمـتُ بـإنعـامٍ منـامـا بـزورةٍ،
لمـامـاً، فهـل منـي النعـيم قريـب؟
نعمـت برؤياها فهل لـي بـأنْ تُـرى
شـريكة عمري فـي الحيـاة نصيـب؟
تشـاطرنـي حلـو الحيـاة ومُـرَّهـا
كـزوجـي حمـامٍ نغتـدي ونـؤوب
إذا خطرت في خاطري وقـت هجعـتي
غدا لفؤادي فـي الضلـوع وَجيـب!!
عددتُ الهوى والحـبَّ قبـلاً تصنُّعـاً
فهـا أنـا ذا ممـا عـددت أتـوب!!
يلـذّع قلبـي الحُـبُّ وهْـو يُـذيبـه
فـألجـأ للقـرآن، وهْـو طبيـب
وتعزيتـي أنْ كـان قبلـي أَحبَّـةٌ
قَضَـوْا وهُمـو مُستعفِفـون عُـزُوب
أرى الحبَّ فينا والتُّقى حجـريْ رحـى
وبينهمـا نفـس المُحِـبّ حُبـوب!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :604  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.