شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحجيّة شعرية
بعد تخرُّجي من الجامعة السورية في صيف عام/ 1933م، وعودتي إلى بلدتي (حلب)، أرسل إلي الصديق العزيز أخونا الأستاذ الأديب الشاعر إبراهيم العظم رسالة يهنئني فيها بالتخرج ويخبرني فيها بأنه قد خطب للزواج ابنة عمه من آل العظم في مدينة حماة، بعد أن قضى دهراً وهو ينصب في المنام خياماً(!!) كنى بذلك عن الاحتلام.
فلما خطبت أنا بعد ذلك زوجتي وطفاء بنت السيد أحمد فوزي الأميري أرسلت إليه رسالة شعرية أخبرته فيها عن خِطبتي للزواج، وذلك بأبيات ألغزت فيها عن خطبتي إلغازاً في صورة أحجيَّة شعرية معظم معانيها وألفاظها كنايات وتوريات.
وقد قدمت لها بمقدّمة شعرية أخرى طلبت منه فيها حلّ اللغز الذي تضمنته القصيدة الأحجية.
وفيما يلي القصيدتان: المقدمة، والأحجية.
 
1- القصيدة المقدمة
التي طلبت منه فيها حلّ اللغز الذي في الأخرى:
قد عهـدنا فيك المهارةَ والحذقَ، أبـا أيمـنٍ، بحلّ الأحـاجـي
هـاك منـي أُحْجيّـةً ذات رمز
فـي صفـاءٍ ورقـةٍ كالـزجـاجِ
قد خلـتْ، فهي كالصباح وضوحاً،
من تعـاريـجَ أُغلقـتْ واعوجـاجِ
تبعـث الأُنـسَ والمسرةَ في نفس النديم الفهيم حُلْو المزاجِ
لو وعـاهـا اللبيبُ وهـو خَلـيٌّ
بـات ما بيـن نشـوةٍ وابتهاجِ
وغـدَا راقـصَ الخيـال طَـرُوبـاً
وهو يَزْقو كالديك بين الدجاجِ!!
أيـن منـي قريحةٌ لك كاللِّقْحة
تُـزْهى بضـرعهـا الـرَّجْـراج (1)
ليت أخْلافَها تجـود بنصـف القَدْر من (درهمٍ) علـى محتـاجِ (2)
حلب، منتصف شعبان 1353هـ = 22/11/1934م
 
2- القصيدة الرمزية (الأُحْجيّة)
التي أََرمز فيها إلى قرب زواجي:
نصبنـا خيـامـاً زمـانـاً طويـلاً
فلـم يـك يُسكـن مـا نَنْصـبُ
قضـيتُ الليـالـيَ نصبـاً وهدمـاً،
وعـانيـتُ مـن ذاك مـا يُنْصِـبُ (3)
عمـاٌ ثقـيل، وصبـر طـويـل
ونَبْعُ المُنَـى قَـطُّ لا يَنْضـبُ!!
وأَحلـمُ بـالفَـرَج المُـرتَجَـى
فأصبـحُ والأمـرُ لا يُعجِـبُ!!
أُمَنّـي الفـؤادَ بقـرب الوصـول
ولكـنّ بَـرْق المُنـى خُلَّـبُ!
فلمّـا سئمـتُ حيـاةُ الخيـام،
وبَـرداً لهـا فـي الشّتـا يُعطِـبُ
وفـي الصيـف مثـل جحيم اللَّظـى
فمـا لـك مـن نـارهـا مَهْـربُ
وليـس بهـا للفتـى فـي الحيـاة
سَكِينـةُ نفـسٍ ولا مـأربُ
تخيَّرتُ أرضـاً أمـيرية
سـأَبنـي بهـا حينمـا أرغـبُ (4)
وعمّـا قـريبٍ يتـمُّ البنـاءُ
بـه سَكَـنٌ، وبـه ملعـبُ!!
وفـيه مـن الدِّفءِ مـا أشتهـي
ومـن مُنْيـة النفـس مـا يُطـرِبُ
وفيـه النظـامُ، وفيـه القِـوَام
وحُـبٌّ نبيـلُ النَّـدَى مُخْصِـبُ
حلب، في 16 من شعبان 1353هـ = 23/11/1934م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :640  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.