شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شُعلـة الحـقّ
إلى شاعر صديق
شُعْلَةُ الحَقِّ تَسْتَقي مِنْ دمانا
فَلْيَكُنْ دَرْبُنا لَظىً ودُخانا
ما عَلَيْنا إذا مَضَيْنا لِيَبْقَى
عَلَمُ الضادِ خافِقاً في ذُرانا؟
كلُّ غالٍ فداؤُها غَيْرُ غالٍ
مُجدّداً في ضَريحه عَدْنانا
إنَّها عِرضُنا فمِنْ لَمْ يِصُنْه
كان بَيْنَ الرجالِ نِكْساً جَبانا
بَرئ الشِعْر مِنْ رَطانة رَهْطٍ
نَكِراتٍ تَخالُهَ هَذَيانا
نَفَضَتْ كَفها الفَصاحَةُ مِنْهُم
واستَحَى يَعْرُبٌ وغَضَّ هَوَانا
زَعَموا أنَّهُم دُعاةُ جَديدٍ
قُلْتُ غَنّوا مُوّالكم لِسِوانا
لَيْسَ في الشِعْر طارفٌ وتَليدٌ
إنَّ في الشِعْر حِنْطَةً وزُؤانا
كُلُّ قَوْلٍ تلبَّسَ الليلُ ثَوْباً
ساءَ فألاً وأوْقَرَ الآذانا
لَمْ يَطِـرْ في مسـابح النَـجْم ديـكٌ
فاكْتَفَى أنْ يُغَيّر العُقْبانا
إنَّمـا الشِّعْـر نَفْـحَةٌ تُنْـعِشُ القَلْبَ
وَلحْنٌ يُهَدْهِدُ الوِجْدانا
نَحْنُ لا نَكْرهُ الجَديدَ، ولكنْ
نَكْرَهُ الزَّيْفَ، نَكْرَهُ الرَوَغانا
قَدْ عَشِقْنا الجَمالَ خَداً وقَدّاً
واسْتَجَدْناه فِكْرةً وبَيانا
كَسَد الشِعْرُ مُنْذُ أصْبَح لغْواً
وَخَبا نورُه وهانَ ودانا
عاثَ فيه وجاسَ كلُّ غُرابٍ
يا رِفَاقي ألا ازْجُروا الغِرْبانا
لَمْ نُهادِنْ ولَنْ نُهادِنَ رَهْطاً
بَلْبَلوا ذَوْقَنا وغَلُّوا خُطانا
* * *
يا بُغاثَ القَريـض جَـدَّدَ جُـبْـرانُ
فهَلاَّ اقْتَفَيْتُمُ جُبْرانا
لَمْ يَكُن شِعْرُه طَلاسِمَ هاذٍ
بَلْ بيَاناً مُجَنَّحاً ريّانا
جاء بالمُعْجِزات، لَمْ يَتَنَكَّرْ
للتُراثِ الذي تحدّى الزَمانا
ثارَ لكنْ على اجْترار المَعاني
وعلى الجهْل يَدّعي العُرْفانا
وعلى النَثْر يَستحيل بَخوراً
وعلى الشِعْر يَنْتهي بَهْلوانا
كَبُر الفَرقُ بَيْنَ ثَوْرة بانٍ
ودَعِيّ يُهَدِّمُ البُنْيانا
* * *
يا أخا الـوُدِّ أْلـفُ مَرْحـىً ومَرْحـىً
هُجْتَ وَجْدي فلا تَلُمْ أسْوانا
شَدَّنا الحَـرْفُ، وهُـوَ أكْـرَم قُرْبـى
والتَقَيْنا عقيدةً ولِسانا
غَمَرَتْني يَداك بالتِبْر، فاسْلَمْ
كيفَ لي أنْ أصـوغَ شُكـري جُمانـا
شَرّدَتْنا الرِّياحُ شَرْقاً وغَرْباً
أتُرانا فُروضَها، أتُرانا؟
ذابَ قَلْبي إلى الدِّيار حَنيناً
مَنْ لِقـلْبٍ يَخـوضُ حَـرْباً عَـوانا؟
كلَّما لاحَ بارِقٌ مِنْ رَجاءٍ
خابَ آناً وفَاته الحَزْمُ آنا
يا بلادي إذا قَضَيْتُ غَريباً
أوْسِعي لي على ثَراك مَكانا
عِشْتُ أصْبـو إلَيْـكِ قَلْبـاً ورُوحـاً
فانْقَعي نارَ لَهْفَتي جُثْمانا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :402  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 607 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.