شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آيـة الشَّعـر
إلى الشاعر المبدع عبد الله يركي حلاق صاحب مجلة الضاد الحلبية، بمناسبـة صدور ديوانـه "عصـير الحرمـان"
لا أُهَنِيكَ، بَلْ أُهَنِىءُ نَفْسي
أنْتَ سَيْفـي علـى الزَّمـان وتُرْسـي
لَمْ يَقُمْ بيْنَنا جوارٌ، ولكنْ
قامَ للحَـرْف ألـفُ عُـرْسٍ وعُـرْسِ
تَتَدانى على التَنائي نُفوسٌ
غَسَلَتْها السَّمـاءُ مِـنْ كـلِّ رِجْـسِ
أنا لا أمْدحُ الغَنِّي لمالٍ
بَيْنَ أيديه، بَلْ لعزّةِ نَفْس
مالُ قـارونَ قَـدْ تَلاشَـى، وظلَـتْ
مِلءَ سَمْـع الدُّهـور أخْبـارُ قـسِّ (1)
يا أخـا الـرُوحِ والـوداد المُصَفَّـى
لا تَلُمْني إذا الْتَفَتُّ لأمْسي
قَدْ غَرسْنا فما عَلَيْنا إذا ما
أفْلَتَ الطَـرْفُ مِـنْ حَنـينٍ لِغَـرْسِ؟
طِبْتَ رُوحاً وطـابَ شِعْـرُك، فامْـلأْ
بقَوافيك – زادَك الله – كأسي
لا تَسُمْني شِعْر "الحَداثة" إنِّي
أتّقي أنْ أبيعَ مَجْدي بفَلْسِ
لَيْسَ للشِّعْرِ قيمةٌ إنْ تَخَفّى
وَتَعْصَّى، وباتَ مَوْضعَ حَدْسِ
كلُّ ما خالفَ الفَصاحةَ عَيٌّ
شَطَّتِ الدَرْبُ بَـيْنَ لُسْـنٍ وخُـرْسِ
السخافاتُ للزَّوال… وتَبْقَى
للهَوَى أَيْكَةٌ، وللحُكْم كُرْسي
لا يداوِي طَلاسمَ الفِكْر نَطْسٌ
إنه شامسٌ على كل نَطْس
كلُّ ما هذَّبَ النُفـوسَ علـى عَيْـني
ورأْسي، بَـلْ ألْـفُ عَيْـني ورَأْسـي،
قَدْ حَسَوْتُ الرَّحيقَ مِنْ كوثر "الضَّـاد"
وأشْبَعْتُ مِنْ مَجانيك ضِرْسي
مزّقَتْ خَيْمتي الرِّياحُ، فدَعْني
أتَّقي وطْأةَ الشِّتاء بشَمْسِ
وحْدَةُ العُرْبِ قِبْلتي – مُنْذُ فتّحْتُ عُيوني على الحَياة – وقُدْسِي
أنا في غُرْبتي أُصارعُ شَوْقاً
شَرِساً يَسْتَحِثُّ خَطْوي لِرَمْسي
كُنْتُ فَرْعاً وصِـرْتُ جَذْعـاً فمـاذا
إنْ بَكَيْـتُ الصِّبـا بِـدَمْعـةِ يـأسِ؟
ويْحَ ناءٍ يَحِنُّ للأهْل مَهْما
قِيلَ (كـرُّ النَّهـار واللَّيْـل يُنسـي)
إنَّه في ملاذِهِ أجْنَبيٌّ
يَتَلَوّى على مَراجل بُؤسِ
كلما الْتامَ جُرْحُهُ نَكأتْهُ
نَفْحَةٌ مِنْ عَبير "تلّةِ قوس" (2)
* * *
يا أخـا الشِّعْـر مـا تأسِّيْـتُ لـولا
أنَّ لي مِنْكَ داعياً للتَأسِّي
صُغْتَ للضادِ مِنْ بيانك تاجاً
مِنْ جُمانٍ، وحُلّةً مِنْ دِمَقْس
وتَغَنّيتَ بالعُروبة لمّا
كان ذِكْـرُ اسْمِهـا طريقـاً لِحَبْـس
لُغَةُ المَرْءِ عِرْضُهُ، فإذا لَمْ
يَحْمِها فهْـوَ فـي الحَضيض الأخَـسِّ
كـَمْ تَعَرَّضْـتَ للأذَى كَـيْ تَقيهـا
مِنْ أَذَى واغلٍ على العُـرْب، نَكْـس
هِمْتَ في حُبِّها كقيْسٍ بلَيْلى
فَتَرحّمْ مَعي على قَبْرِ قَيْسِ!
* * *
يا أخا الـروح جاءني منـك بالأمـس
"عَصيرُ الحرمانِ" يَبْعَثُ أُنسي
فشَجَتْني منه أغاريدُ تَزْهُو
في بيَانٍ غَضِّ الأناقة سَلْسِ
رَقَصَتْ في سُطورِهِ رُوحُ "شَوْقي"
وَتعالَتْ صَيْحاتُ فارسِ عَبْسِ
آيةُ الشِّعْر أنْ يكونَ جَناحاً
لِضَعيفٍ واهي الجناحَيْن مَنْسي
وسلاحاً يَحْمي كرامة عُرْبٍ
دونَ أنْ يَستبيحَ حُرْمةَ فُرسي
كَيْفَ أُزْجي لك الثنَا ولِساني
نِصْفُهُ أبْكَمٌ، ونِصْفٌ فَرَنْسي
لَكَ قَلْبي… وكلّما دَقَّ فاعْلَمْ
أنَّني قادِمٌ إلَيْك بنَفْسي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :404  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 606 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج