قالوا تُحبُّ الشُقْـر؟ قُلْـتُ وأشْتَهـي |
لَوْ مِتُّ في حُضْـنِ الجَمـال الأشْقَـر |
والسُّمْر؟ قُلْـتُ وكَيْـفَ لا يُغْرينـني |
وقصائدي مِـنْ وحْـي خَـدٍّ أسْمَـر |
والحُمْرَ؟ قُلْـتُ وَهْبتُهـنّ حَشَاشَـتي |
رُوحي فِدى الوَرْدِ الشَّـذيَّ الأحْمَـر |
والصُفْرَ؟ قُلْتُ قَلائدٌ ذَهَبيّةٌ |
تَزْهو على صَـدْر الأصيـل الأصْفَـر |
والسُودَ؟ قُلْتُ وَكَيْف أنْزَعُهُـنَّ مِـنْ |
قَلْبي، وهُنّ حَـلاوةُ العَيْـش الطَـري |
لا لَوْنَ إلاّ فيه حُسْنٌ ظاهرٌ |
لِلْعَيْنِ مُتَّصلٌ بحُسْنٍ مُضْمَر |
سُبْحانَ مَـنْ خَلَـقَ الخَمائـل مُتْعَـةً |
للناظِرينَ على اخْتِلاف الأشْهرِ |
لا فَرْقَ بيْنَ مَليحةٍ ومَليحةٍ |
في مَذْهَبي لا فَرْقَ بَيْنَ الجَوْهَرِ |
أنا كاذِبٌ إنْ قُلْتُ إنَّي تائِبٌ |
عَنْهُنّ، فَلْيَكْذِبْ سِوايَ وَيَفْتَرِ |
لولا الجَمالُ لَمَا ترنّم شاعرٌ |
يا قَلْبُ أنْشِدْ لِلْجَمال وغرَّدا |