شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا شاعـر العاصـي
إلى الشاعر عبد العليم صافي
أسْكَرْتَني ببَيانِك العَذْبِ
فلْيَسْعَ غَيْري لابْنَة العِنَبِ
يا شاعـرَ العاصـي اغْتَفِـرْ كَسلـي
ليسَ ارتيادُ النَّجْم مِنْ دَأبي
هاضَتْ جَناحي السافِياتُ فلا
تُرْهِقُ جَناح الشاعِر الوَصِبِ
أدْرِكْ أخاك، فقَدْ وَهَى جَلَدَاً
مِنْ يَعْتَصِمْ بالحُرَّ لَمْ يَخِبِ
أنا مِنْ يخَاف خَريرَ ساقيةٍ
أنّى أغوصُ ببَحْرك اللَّجِبِ؟
جارَت على قَلَمـي النَّـوى، وَجَنَـتْ
مِنْ حَيْث لا تَدْري، على أدبي
أغْفُو وفي سَمْعي رَطَانَتُها
وتَشيع في حَزَني وفي طَرَبي
لولا هَوَى غَلْواء يَدْفَعُني
للشِعْر، لَمْ أرْبط به نسَبي
هذي المجاني مِنْ حَديقتها
لَوْ لَـمْ تَطِـبْ غَلْـواءُ لَـمْ تَطِـبِ
أصْبو إلى وَطَني، وأحْمِلُه
في القَلْب، في العَيْنَيْن، في العَصَبِ
هَيْهاتَ يَعْرفِ قَدْرَ مَوْطِنِه
مَنْ لَمْ يُفَارِقْهُ، ويَغْتَربِ
إيوانُ كِسْرى في مَهابَتِه
لا أشْتريه بكوخِه الخَربِ
لي فيه ألفُ أخٍ أصُدُّ بِهِمْ
ما اشْتَـدّ أو مـا ارْبَـدّ مِـنْ نُـوَبِ
يتنافسون حَمِيّةً ونَدَىً
إنَّ الكواكبَ إخوْةُ الشُهُبِ
لَمْ أنْسَ بالميماس سَهْرَتَنا
في نُخْبةٍ مِنْ فِتْية العَرَب
تَزْهو نِهاد الشِعْر بَيْنَهُم
قَمَراً يجرُّ مطارِفَ القَصَب
إنْ أنْشَدَتْ هزّتْ جوارِحَنا
أو حَدَّثَتْ بذّتْ فَمَ الذَّهَبِ
نَثَروا عليّ زُهورَهم كَرَماً
وحَفَرْتُ صورَتهم على هُدُبي
يا وَيْحَ قَلْبي كم يَحِنّ بلا
أمَلٍ، وكمْ يَبْكي بلا سَبَبِ
النَظْرَة الشَزْراءُ تَجْرَحُه
يا لَيْتَه قَدْ صيغَ مِنْ خَشَبِ
* * *
رُوحي على مَغْناك حائمةٌ
يا شاعري، فأَصِخْ إلى طَلَبي
حَيِّ الرئيسَ إذا اجْتَمعْتَ به
وانْقُلْ إليه ولاءَ مُغْتَربِ
إنّا لنَشْكُره ونَذْكُرُه
بالحُبِّ، بالإِكْبار، بالعَجَب
فلْيَرْتَجلْ تشرينَ ثانيةً
النارُ جائعةٌ إلى الحَطَبِ
تَلاّتُ جَولانٍ تَهيبُ بِهِ
أنْ يَستَعِدَّ لوقعة "النَّقَبِ"
يا حافظَ الفَيْحاء مِنْ خَطَرٍ
سَلِمَـتْ يَـدٌ صَفَعَـتْ "أبا لَهَـبِ"
إني أرَى صُهْيُونَ في هَلَعٍ
فاقْرأ عليها آيةَ العَطَبِ
مَنْ لَيْسَ يَفْهَمُ بالكلام، فلا
تَكْتُبْ له إلاَّ على القُضُب
لَوْ لَمْ يَهُنْ في مِصْرَ سيدها
لَمْ يَنْدَمِل جُرْحٌ على وَصَبِ
واحَسْرتَاه… هَوَتْ وكان لها
ما شِئْتَ مَنْ صيـتٍ ومِـنْ حَسَـبِ
لَمْ يَبْقَ مِنْ زاهي حضارَتها
في خاطِرِ الدُّنْيا سِوى حَبَبِ
* * *
يا شاعرَ العاصي غَلَلْتَ يَدي
بسلاسلٍ أغْلَى مِنَ الذَّهَبِ
أسْرَفْتَ في مَدْحِي وَتَكْرمتي
مَنْ لي بِمِثْل لِسانك الذَّرِبِ؟
هذا السَّخاء الثرُّ أوْهَمَني
أنِّي بَلَغْتُ مدارج السُّحُبِ
يا شاعري رِفْقاً بحالِ أخٍ
يَشْكو ويَشْكُر جودَك العَربي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :409  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 592 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج