شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا تـوأم الـروح
رداً على تحية شعرية، وجَّهها إليه شاعر زحلة أنيس الخوري
غالَيْتَ في المَدْح أشكالاً وألْوانا
هَيْهات لَيْسَ يصـيرُ الشـوكُ رَيْحانـا
غالَيْتَ في المَدْح حـتى قـالَ قائِلُهـم
الحبُّ يَخْدَع أبْصاراً وآذانا
كَمْ صوَّر العَيْبَ في المَحْبوب مَحْمَـدةً
وصيَّرَ البُخْـلَ في المَمْـدوح إحْسانـاً
لَمْ تَزْكُ خَمْري، ولكنْ طـابَ شارِبُهـا
سُبْحان مَنْ حـوَّلَ الصَحْـراء بُسْتانـا
ولا حَلَتْ نَغْمَتي لكنَّ سامِعَها
أحبَّها فحَلَتْ رُوحاً وأوْزانا
ولا تَلأَلأَ في آفاقه قَمَري
لكنْ شأوتُ الـوَرَى أهْـلاً وأخْدانـا
يا تَوأمَ الروح لا تَعْذِلْ أخـاكَ، فَقَـدْ
تَرَكْتَه برَحيق الفَنِّ سَكْرانا
يُغْري السَرابُ، ولكنْ لا يَبُـلّ صَـدىً
ومِنْ "سَرابك" عِشْتُ العُمْـر ريّانـا (1)
ذِكْراك هاجَتْ دفينَ الوَجْد في كَبِـدي
يا لَيْتَ لَمْ تَفْتَرقْ يَوْماً مَطايانا
وادي العَرائش في نَجْواك يُنْعِشُني
أريجُه، أتُرى تَعْنيكَ نَجْوانا؟
عزّتْ بكَ الضَّادُ واخْتالـتْ عَرائسُهـا
فهَلْ وَرِثْتَ رَسولَ الشِّعْـرِ "حَسَّانـا"؟
هَبْنِي جَناحَـك ألْحَـقْ بابنِ ساعِـدَةٍ
ولا أقصّرْ إذا بارَيْتُ "جُبرانا"
لا أنْظِم الشِعْـر إلاّ مَحْـضَ تَسْلِيَـةٍ
هَلْ أستحقُ علـى التَرفيـهِ شُكْرانـا؟
تَمْشي الرَطانـةُ في حِلّـي ومُرْتَحلـي
فكَيْف تَخْطُـب ودّي بِنْـتُ عَدْنانـا؟
إذا فَتَحْتُ فَمـي بالشِّعْـر أخْرَسَـني
خَوْفٌ يغِلٌّ خَطيـبَ العُـرْبِ سَحْبانـا
الشَّوْقُ للأهْل يُذْكـي نـارَ عاطِفَـتي
واحرَّ قَلْـبي، لكـم عالجْـتُ نيرانـا
نَزَحْتُ عَنْهم وراء المالِ أطْلُبُهُ
فكان ربْحي في مَنْفايَ خُسْرانا
لَمْ يُجْدِني السَعْيُ، أو يَسْلَمْ بـه شَرَفـي
ولَمْ يُثِبْني عَنِ الأوْطان أوْطانا
ويْحَ الغَريـبِ يلاقـي كـلَّ داهيـةٍ
والمَوْتُ أهْونُ ما يَلْقاه أحْيانا
أنا الغَريق، فمدّوا للغَريق يَداً
إنِّي أخوضُ مِنَ الأهْوال طُوفانا
أغْفو، ولكِنْ كَمَنْ يغْفو علـى وجَـلٍ
وأستَفيقُ حَزينَ النَفْس وَلْهانا
لولا بَصيصُ رَجاءٍ فـي الفَضـاء لَمَـا
صارعْتُ مِنْ مِحَنِ الأيام أفْنانا
غَلْواءُ تَعْلَم مـا قاسَيْـتُ مِـنْ زَمَـني
إنِّي لأصْبرُ مَـنْ قاسـى ومَـنْ عانَـى
قَدْ شَارَكَتْني، ومـا زالَـتْ تُشارِكُـني
ما اشْتدَّ مِنْ نُـوبِ الدُّنْيـا وما هانـا
* * *
لِعَيْنِها - سَلِمتْ - يَحْلو العَذابُ، ولا
أنْفَكُّ، مَهْما رَوَيْتُ القَلْبَ، ظمآنا
في كلِّ ثَغْرٍ أرَى غَلْواءَ تَضْحَـكُ لـي
تباركَ الحُسْنُ أرْدانا فأحيانا
آمنتُ يا شاعري بالشِعْر يَجْمَعُنا
- رَغْم اختلافِ الهَوَى والدارِ - إخْوانا
إنْ لَمْ يوفّرْ لنا ثَوْباً وعارِفَةً
فحَسْبُنا أنَّه مَلْقَى شكاوانا
نُفْضي إليه بما في النَّفْـسِ مِـنْ قَلَـقٍ
ولا نُمَوّهُ، أوْ نُخفي خَطايانا
ماذا علينا إذا أزْرَى السفيهُ بنا
ألَمْ تَطِبْ كالشذَا الزاكـي سَجايانـا؟
بَيْني وبَيْنك قامَتْ ألْفُ رابِطَةٍ
فَهلْ تريـدُ علـى الإِيمـان بُرهانـا؟
الشام مَهْدي، ولكنِّي – علـى شَغَفـي
بالشامِ – أعْشَقُ عَـيْنَ الأرضِ لُبْنانـا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :405  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 589 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.