شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بعـد العاصفـة
مالَتْ عليّ تَلومُني غَلْوا
يـا ثَغْرَهـا ما المَـنُّ مـا السَلْـوى؟
قالَتْ أراكَ سَلَوْتَ عِشْرَتنا
فأجَبْتُها لا عاشَتِ السَلْوى
ماذا عليَّ إذا التَفَتُّ إلى
سَلْوى… أليْست جارتـي سَلْـوى؟
أنا لا أميل مَعَ الرياح فلا
نُعْمَى تُغَيّرُني ولا بَلْوى
ما زِلْتُ في عِلْمِ الهَوَى وَلَداً
لَمْ أكْتَسِبْ صَرْفاً ولا نَحْوا
فتَضَاحَكَتْ لكنْ على مَضَضٍ
وَتَملْمَلَتْ تَستَأنِفُ الشَكْوى
قالَتْ وقَدْ غَصّتْ بزَفْرَتِها
مَنْ هذه السَمْرا التي تَهْوَى؟
صَوّرْتَ نَظْرَتَها وَخطْرَتَها
وَبَلغْتَ فيها الغايَةَ القُصْوى
طرَّزْتَ ما شاءَ الخَيالُ لها
ثَوْبَينِ مِنْ حُسْنٍ ومِنْ تَقْوى
أتبيعُ ماضينا بخَرْدَلة
وَتعُدُّ سيرةَ حُبِّنا لَهْوا؟
فِرْدَوْسُنا ماتَتَ بَشاشتُهُ
بالروحِ أفْدي أفدي الحُلْوا
حاسِبْ ضَميرَك… رُبَّمـا انْتَفَضَـتْ
للخَيْر في أعْماقِه بِقُوى
حاسِبْ ضَمـيرَك… رُبَّمـا اتَقَـدَتْ
نارٌ تُطَهّرُه مِنَ الطَغْوى
حاسِبْ ضَمـيرَك… رُبَّمـا طَلَعَـتْ
شَمْسٌ تَقيه مَزالِقَ المَهْوَى
حُبِّي دَمٌ يَنْساب في عَصَبي
إنْ كُنْتَ قَدْ أحْبَبْتَني عَدْوَى
كابَرْتُ فيكَ الناصحين ولَمْ
أسْمَعُ لهو رَجْواً ولا هَجْوا
دُنْيايَ أنْتَ، فكيفَ تَنْبذُني
لا سائِلاً… ألأنَّك الأقْوى؟
قَلْبي يَحومُ عَلَيْكَ في وَلهٍ
لا تَحْرِمِ الوَلْهانَ مِنْ مَأْوى
كَمْ قُلْتَ لَـنْ تَهْـوى سَـواي وَلـنْ
تُغَرْى بغَيْر فمي ولَنْ تُغْوى
يا مُطْفِئاً في نَفْخَةٍ أمَلي
لا تَنْتَفِخْ، لا تَنْتَفِخْ زَهْوا
عينايَ ما رنَتَا إلى صَنَمٍ
إلاّكَ، لا عَمْداً ولا سَهْوا
ما زال طَعْمُكَ في فَمي ودَمي
أتلوكُني وتَمُجّني شِلْوا؟
لا تَرْجُ عَفْويَ بَعْدَ غَدْرِك بي
يا قاتلي لا عَفْوَ لا عَفْوا!
هَيْهات بَعْدَ اليوم تَخْدَعُني
آليْتُ لَنْ أهْوى وَلنْ أجوى
يا رُبَّ عاصِفَةٍ مُدَمّرةٍ
كانَتْ نَسيماً ليّناً رَخْوا
سأسيرُ بَعْدك دونما هَدَفٍ
وأعيش لكنْ دونَما جَدْوى…
* * *
سَكَتَتْ وَلمْ تَسْكُتْ لواعِجُها
فَدَنوْتُ أحمَدُ ثَوْرةً شَعْوا
يا حُلْوتي رِفْقاً بذي دَنَفٍ
حَوْلْتِ فَرْحَة شَدْوِه شَجْوا
تَتَناهبُ الأكْدار مُهْجَتَه
هَلْ كُنْتُ أرْجو فـي الهَـوَى صَفْـوا
كَذَبَ الوُشاةُ وخابَ سَعْيُهُم
أتُصَدّقين لحاسدٍ دَعْوى؟
لا طَيْفَ إلاّ أنْتِ في خَلَدي
لا هِنْدَ تَعْنيني ولا فَدْوى
شَفَتاكِ يَنْبوعان مِنْ عَسَلٍ
مَهْما استقيتُهما فلَنْ أرْوى
تَتَعَدَّدُ الأسماءُ في غَزَلي
ويَظلُّ لاسمكِ نكْهَةُ الحَلْوى
خَلّدْتُه شِعْراً وخَلَّدني
أنا واسمك الذَهبيُّ لَنْ نُطْوَى
كلُّ العُيونِ لمُقْلَتَيْكِ فِدى
يا حُلْوةَ الحُلْوات يا غَلْوا...
* * *
وَوَقَفْتُ أمْسَحُ دَمْعَةً قَطَعَتْ
حَبْلَ الحَديث وَلَهْفَةَ النَجْوَى
فرأيْتُها تَفْتَرُّ راضِيةً
فانْزاحَ عَنْ مَجْنونِها رَضْوَى (1)
وَغَزَوْتُ مَسْرَحَ شَعْرِها بيَدي
فتناوَمَتْ تَسْتَدْرج الغَزْوا
غَسَل العِتابُ قلُوبَنا وجَلا
غيْماتِنا… ما أجْمل الصَحْوا
لَمْ يَبْقَ مِنْ وَجْدي وثَورتِها
إلاّ فَمٌ أهْوى على نَشْوا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :377  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 582 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .