شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هـذي يـدي
في مهرجان لتكريم الشاعر القروي في البرازيل
لُحْ في سماءِ العَبْقَرِيةِ كوكباً
وامرَحْ صَبا بـينَ الجَـدَاولِ والرَّبـى
تأْبَى الخَمَائلُ أنْ تَمِيسَ وتَطْرَبا
ما لم تُدَغْدِغُها نُسَيماتُ الصَّبا
وتَضُمَّ بُلْبُلَهَا الأرَقَّ الأعْذَبا
وقِّعْ أناشيدَ الصَّبابةِ والهوى
وابْعثْهُ عَهْداً طَيـِّبَ النَّشْـرِ انْطَـوى
لا تُعْبَسانَّ بمن تَغاوى أو غَوى
فَلقدْ جَعَلْتَ الشِّعـرَ مرفـوعَ اللِّـوا
ولقَدْ وَقَفنا حوْلَ عَرْشِكَ مَوْكِبا
هـذي يَـدي لَكَ بالإمـارةِ بايَعَـت
لا الأجْرُ أغرَاهـا ولا هـي صَانَعَـت
سَمِعتْ أغانـي المَهْرَجـان فسارَعَـت
شَهِدَ الإلهُ قَطَعتُها لو مَانَعَتْ
وخَنَقْتُ صَوتي لَوْ تردَّد أو نَبا
باراكَ فُرْسَان الخَيالِ فقَصَّروا
هَيْهَاتَ يَجْرِي في غُبارِك عَنْتَر
للشِعْرِ دَوْلَتُه وأنْتَ القَيْصَرُ
فليغضَبِ المُتَفَرضونَ ويَهْذُروا
وَلْيَنْعَبوا… خُلِق الغُراب لِيَنْعَبا
حَلّقْتَ في أفُقِ البَيانِ تُغَرِّدُ
وَبَلغْتَ شَأواً فيه ليس يُحَدَّدُ
لَمْ يَسْم حَيْـث سَمَـوْتَ ألا أحْمَـدُ
نَسْر الكِنانـة، بـَلْ فتَاهـا الأوْحَـدُ
ذاكَ الذي كَبَـتِ الفُحـول ومـا كَبـا
أنْفَقْتَ عُمْركَ بالإخاءِ تُبَشِّرُ
والناسُ حَوْلَكَ ثَعْلَبٌ وغَضَنْفَرُ
طَوْراً تَبُشُ وتارةً تَتَعَكَّرُ
ما إنَ تَصَدّ أذىً يَصولُ ويَزْأَرُ
حتى تَحِسَّ أذىً تَقَمَّص ثَعْلَبا
كَمْ قَدْ سَهْرتَ اللَيْـلَ تَـذرُف أدْمُعـا
حَرَّى على وَطـنٍ وَهـى وتَضَعْضَعـا
ولكمْ أثَـرْتَ علـى الخِيانـةِ زَعْزَعـا
تَرَكَتْ مراتِعها خلاء بَلْقَعا
واجْتاحَت المُتَهَوِّدَ المُتَعصّبا
كَمْ صَيْحةٍ لَكَ في النُفـوسِ تَـرَدَّدَتْ
فَتَجَدَّدَتْ آمالُها وتَشدَّدَتْ
أمْلى الأسَى حُرَقاتِها فَتَصَعَّدَتْ
دَكْناءَ ثُمَّ تَغَضَضَتْ وَتَولَّدَتْ
غَيْثاً يُضاحِكُ كلَّ حَقْلٍ أجْدَبا
كَمْ ذُدْت عَـنْ أمِّ اللُّغـاتِ عَواديـا
وَدَفَعْتَ عنها هاذياً ومُعاديا
ولكمْ رَفَعْـتَ اسْـمَ العُروبـةِ عاليـا
في مَعْشَرٍ عَشِقُوا التخاذُلَ نادِيا
وتَقَمَّصَت فيهم مَطامعُ أشْعَبَا
أيُّ المحافِلِ لَمْ يَتِهْ بكَ شاعراً
أيُّ المنابِرِ لَمْ يَمِسْ بك ناثراً
إني أقَلِّبُ ما صَنَعْتَ فلا أرَى
إلاَّ مآثِرَ قَدْ زَحِمْنَ مآثِرا
باهَى بها شَرْقُ البلادِ المَغْرِبا
لَمْ تَعْلُ في أفقِ العُروبة زَأرةٌ
إلاَّ تَلَتْها مِنْ يَراعِك نَبْرةٌ
أو تَعْتَلِجْ بَيْنَ الجوانح حَسْرةٌ
إلاَّ تعالتْ مِنْ فؤادِك زَفْرةٌ
تَنْساب ناراً في دِماكَ وعَقْرَبا
الثَوْرة الحَمْراء خُضْتَ دُخَانَها
وَحَمَلْتَ رايَتَها وكُنْتَ لِسانها
قَلَّدْتَ – لا مُتَزَلِفاً – سُلْطانَها
غُرَراً خَوالدَ لا يَشوب بَيانَها
غَرَضٌ، ولا حاوَلْتَ منها مَكْسِبا
سَعتِ الخِيانـةُ كـي تُشَـوِّه قَدْرَهـا
فَخَنَقْتَ في صَدْرِ الخِيانةِ مَكْرَها
ما ضَرَّها لَـوْ لَـمْ تُفـارِقْ وَكْـرَها
وَطَوَتْ دَسائِسَها وَلفَّتْ هَذْرَها
واسْتَأصَلتْ ناباً وفَضَّتْ مِخْلبَا؟
يا مَنْ يُطَاطِىء للدَّخيلِ الهامَا
وعلى مَواطِىءِ نَعْلِهِ يَتَرامَى
مَنْ ليسَ يَرْعى للأبيِّ ذِماما
هَيْهاتَ يُضْمِرُ للذليلِ سَلاما
مَهْما تَظاهَرَ بالوَلا وتَقَرَّبا
أتكيدُ للوطَنِ الذي رَبّاكا
وبدمْعِهِ ودِمائه غَذَاكا
أمِنَ المُروءةِ أنْ تَخونَ أخاكا
أمِنَ الشَهامةِ أنْ تَعُقَّ أباكا
وتَدوسَ مِنْ أجْلِ البَعيدِ الأقْرَبا؟
أولَيْسَ يَجْمَعُنا لسانٌ واحدٌ
وأبٌ إذا انْتَمَتِ المفاخُر خالدُ؟
إني لأعْجَبُ كَيْف يَنْشأُ جاحِدُ
في أمَّةٍ يَرْعى لِواها "خالدُ"
ويَجولُ في أعصابها دَمُ يَعْرُبا
مالي وللماضي أُعيدُ حِسابَه
وأُثيرُ ذِكْراهُ وأفْتَحُ بابَه
خَتَمَ انْدِحارُ الانتدابِ كتابَه
فلْنَطْوِ صَفْحَتَهُ ونرْخِ نِقابَه
ونَجُرُّ ذيلَ الصَفْح عَمَّن أذنبا
تأبى الشَهامةُ أنْ نُقايسَ بالعِدا
شَرَّ الذين تَنكَّبوا سُبُلَ الهُدَى
لا تَحْذَرَن، إذا الكريمُ توعَّدا
هَيْهاتَ تَجْتَمِع الضَغينةُ والنَّدَى
إنَّ الغَدير إذا أُثير اعْذَوْذَبا
صِلَةُ القرابَةِ علَّمَتْنا أن نَرَى
شَوْكَ الأخِ العَرَبيِّ زَهْراً أنْوَرا
غفرَ الإلهُ لمن أساءَ أو افْترى
ولمَنْ أسرَّ لنا الأذى أو أظْهَرا
ولمَنْ تَنَمَّرَ تارةً وتَثَعْلبَا
يا شاعِرَ الإلْهامِ إني طائِرٌ
يَلْهو به زَمَنٌ عَنيدٌ ساخِرُ
ماتَ الشُعورُ فقامَ فيه التاجرُ
وَطغى الحُطـامُ فنـامَ فيـه الشاعـرُ
وطوى جَناحَيهِ على مَرَحِ الصِّبا
يا مـَنْ يَفُـكُّ مِـنَ الحُطـام عِقالـي
ويَحُلُّ مِنْ أسْرِ التُرابِ خَيالي
خُذّ كلَّ ما مَلَكتْ يَـدي مِـنْ مـالِ
وأعِدْ إليَّ مَراتِع استقلالي
بَيْن الغَمائمِ والخُمائلِ والرُّبَى
 
طباعة

تعليق

 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 581 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج