شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النغـم العـذب
إلى روح سيمون كباش
واحداً بَعْدَ واحدٍ يَرْحَلونا
يا صِحابي تَمَهَّلوا وارْحَمونا
كلما غابَ عَنْ عُيوني صَديقٌ
فجَّرَ الحُزْنُ في عُيوني عُيونا
وَيْح قَلْبي، لكَم دَهَتْه شُجونٌ
فَتَخَطَّى – ولا يَزال – الشُّجونا
لَمْ يَهنْ للخُطـوبِ مَهْمـا ادْلَهمـّت
ولَعَلّي أرَدْتُ ألاّ يَهُونا
كَيْفَ يَعْنُـو لِمِحْنَـةٍ، وَهْـوَ يَـدْري
أنَّنا في طَريقِهم سائرونا؟
إنَّ في الدَّمْع للحزينِ عَزَاءً
لا رَجاءً… فلَنْ يَرُدَّ المَنونا
تَلِدُ الأرضُ كلَّ يَوْمٍ ألوفاً
ويموتونَ مِثْلما يُولدونا
رِحْلةُ العُمْر ساعةٌ، فلماذا
يا رَفيـقَ الطَّريـق تَبْـني الحُصونـا؟
ولماذا على قريبك تَشْتدُّ –
وتُذْكي عليه حَرْباً زبونا؟
سَوْفَ نَمْضي… فكنْ عليـه سَلامـاً
يَكُ غَيْثاً على ثَراكَ هَتُونا
إنَّ في المَوْت لابنِ آدمَ دَرْساً
لَوْ وَعَى بَعْضَه لَعَاشَ قُرونا
كلُّ شَيءٍ إلى الزَّوال، ويَبْقَى
صالحُ الذِّكْر فاجْتَهدْ أَنْ تَكونا
هكذا الأوّلونَ قالوا فأحْسِنْ
ثُمّ أحْسِنْ بما رَأَى الأوّلونا
* * *
يا صَديقي ذَهَبْتَ كالنَّغَـم العَـذْب –
تَهادَى حَلاوَةً وفُتونا
لَمْ تَكُـنْ في الطُّيـور نَسْـراً ولكـنْ
كَنْتَ ما بَينها الهَزارَ الحَنونا
لَمْ تَكُـنْ في الجبـالِ طَـوْداً ولكـنْ
أيُّ طَوْدٍ أعزُّ مِنْ مَيْسلونا
لَمْ تَكْنْ في الرجـالِ ضخمـاً ولكـنْ
لَمْ تَكُنْ في مراتبِ المُجَدِّدونا
شَمَمٌ في وَدَاعةٍ في وَفاءٍ
أَكَثيرٌ إذا اعْتَصَرْنا الجُفونا؟
قَدْ وَقفْنا لدَى نَعيِّك مَحْزوناً
يُواسي رَفيقَهُ المَحْزونا
وتَلاقَى على ضَريحـك مَـنْ جـاروا
على شِعْرنا ومَنْ أنْصَفونا
وَحَّدُوا فيكَ رأْيَهمْ وتَجَلَّى
أنَّهم في دُموعهم صادقونا
* * *
يا صَديقي هَلْ مِـنْ حَديـثٍ فنُصْغـي
نَحْنُ في مَهْمَه الأسَى حائِرونا
ما الرَّدَى؟ ما الضَّريحُ؟ هَلْ هو جِسْـرٌ
لِحياةٍ أبْقَى كما وَعَدونا
هَلْ تمـوتُ الأرواحُ أيضـاً وتُـذرَى
أم نُلاقي هناكَ مَنْ سَبَقونا؟
يا صديقي هلاّ شَفَيْتَ غَليلي
لا تَدَعْني ألوكُ وَحْدي الظُّنونا
* * *
يا صَديقي ثَوَيْتَ فـي الـدارِ فاهْنـأْ
لم تكن خاسراً ولا مغبونا
أنا أرْثي لِمَنْ يموتُ غريباً
رَبِّ فاجْعَلْ وِسادَتي "قاسِيونا" (1)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :410  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 578 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.