شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مجنـون غلـواء
أعْلَنتُ نَفْسـي أُستـاذَ ابـنِ زَيْدونـا
فلا تَظُنَّنَي يا صاحِ مَأْفونا
"ولادةٌ" سَلَبَتْه لبَّه، وأنا
"دَليلتي" ألْبَسَتْني دَوْرَ شَمْشُونا
لكِنَّني كلما مالَتْ مُغَنَّجَةٌ
نَسيتُ ما فَعَلَتْه بِنْتُ صُهْيونا
ما نَفْعُ يَوْم بـه لَـمْ أرتِشِـفْ شَفَـةً
أو أقْتَطِفْ كَـرَزاً أوْ أجْـنِ لَيْمـونا؟
قالوا جُنِنْتَ بلَيْلى… قُلْتُ بَلْ خَسِئَتْ
لَقَدْ وُلدتُ – ولا أنْفَـكّ – مَجْنونـا
لَيْلى وعَبْلةُ عِنْدي كلُّ غانيَةٍ
تُقاربُ المئةَ الأولى، فما دونا
القُبْحُ في نَظَري والحُسْنُ عائلةٌ
كالأرض تَنْبُتُ زَعْروراً وزَيْتونا
دَجَّنْتُ في مَلَكـوتِ الغِيـد غطْرسَـتي
فعِشْتُ فيه قريرَ العَيْنِ مَفْتونا
مَنْ يَرْتَبِـطْ بهـَوَى حَسْنـاءَ واحـدةٍ
فقدْ يعيشُ رَهـينَ الخـوْفِ مَحْزونـا
قَدْ يُنبِتُ الحُـبُّ لِلْمَشْلـول أجْنِحـةً
وربَّما حوّلَ الشحّاذَ قارونا
بيْني وبـيْنَ الهـَوى مِلْيـونُ مَعْرَكـةٍ
خَسِرْتُ منها – ولا أحْتَـجُّ – مِلْيونـا
أغْفو وأرْصِدتي في الحبُّ وافِرةٌ
وأستَفيقُ قَبيْل الصُّبْح مَدْيونا
أنا الحريـصُ علـى مـيراث عائلـتي
والحُبُّ أثْمَـنُ مـا كانـوا يصونونـا
جَدِّي توفـيَ عَـنْ عشريـنَ أرْمَلـة
ووالدي حَفْرتْ مَثْواه خَمْسونا
مَلأْتُ قلبي إيماناً ومَغْفرةً
فلْيَبْقَ حِقْديَ طـولَ الدَّهْـر مَدْفونـا
لا شيءَ كالحبِّ يَجْلـو صَدْر صاحِبِـه
فانْفُثْ دُخانَـكَ، لا تَتْركْـه مَخْزونـا
مَنْ ليسَ يَضْحك إن تَضْحَكْ عَشيرتُـه
هَيْهات هَيْهات يَبْكـي حـين يَبْكونـا
يَزْدادُ قَلْبي ثراءً كلَّما أخَذَتْ
منه العُيونُ، فيُعطيهنَّ مَمْنونا
مدامعُ الصَّبَّ تَضْليلٌ وشعوذةٌ
هَيْهات يَخْدَعُنا باكونَ شاكونا
قدْ تَحْرقُ الدَّمْعَـةُ الحَـرّى محاجِرَهـم
لكنَّها لحْظَةٌ تَمْضي ويَنْسُونا
الحُسْنُ في الناس لا تُحْصَـى مَظاهـره
لكنّ أحْسَنَهُ ما كانَ مَكْنونا
لا آكُلُ الخُبْزَ إلا مِـنْ جَنَـى عَرَقـي
ولا أقاربُه بالمَنَّ مَعْجونا
وخَمْرتي من كـروم الحـبِّ أعْصِرُهـا
وقَدْ شـأوْتُ الأُلَى جـاؤوا يُباهونـا
حَلَّتْ لِعاصِرها حَلَّتْ لِشارِبها
فلا يَخَـفْ إثْمَهـا جانـونَ حاسونـا
فَلْيَشْربِ الناسُ مِـنْ خَمْـري عَلانيـةً
لَمْ تَنْتَهِـكْ خَمْرَتـي للديـنِ قانونـاً
قالوا الحَداثَـةُ، قُلْنـا إنْ تَكُـنْ أدَبـاً
حَيّاً فإنّا مَعَ الجارينَ جارونا
لكنَّها إنْ تَكُنْ هَذْراً وثَرْثَرَةً
كانت علـى أدبِ القـرآن طاعونـا
يا مَنْ عنِ الحـبِّ يَنْهانـي ويَزْجُرنـي
مَنْ ذا يَعيبُ على التَّغْريـد حَسُّونـا؟
اللهُ مَيَّزنا عَقْلاً وعاطِفَةً
فَلَنْ أكونَ أنا أو أنْتَ مَغْبونا
ما في المَحَبـة مِـنْ عَيْـبٍ ولا حَـرَجٍ
ما أقْـربَ العَيْـبَ مِمَّـن لا يُحبّونـا
إنَّي أحبُّ نساءَ الأرضِ قاطِبةً
لَكِنْ سأذْهَبُ فـي غَلْـواءَ مَجْنونـا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :383  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 514 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج