شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شاعـر غلـواء
غَلْواءُ إنْ سألوكِ يَوْماً مَنْ أنا
قُولي لَهُمْ هُوَ شاعـري هُـوَ شاعـري
لولا عُيوني لمْ يَكُنْ أُسْطورةً
في الحُبَّ، أو أُحْدُوثةً للسَّامرِ
لمْ أنْتزعْه عَنْوةً بل ساقَني
قَدَرٌ يَخُطُّ غَـدِي ويَرْسُـمُ حاضِـري
الحبُّ وَحَّدَنا،فلَيلاهُ أنا
في دَفْتَرِ العُشّاقِ، وهْوَ العامِري
مِنْ قَبْلِ أنْ ألْقاه كانَ يُحبُّني
وأُحبُّهُ وأُحِلُّهُ في ناظري
ألفٌ مَضَتْ وأنا أهيمُ وراءَه
- مِنْ غَيْر أن أدْري – بقَلْـبٍ حائـرِ
تَحْلُو الحياةُ لمَنْ يُحبُّ جمالَها
وتمدُّ راحَتَها لكَفَّ الصابرِ
هوَ مِنْ ذُرَى بَكـْرٍ، وَجـدّي تَغْلِـبٌ
وَيْحَ الفُـؤادِ مِـنَ الأسـيرِ الآسِـرِ؟
أنا مَنْ نَثَـرْتُ الزَّهْـرَ فـي طُرُقاتِـه
فإذا ضَحِكْـنَ فـذاكَ فَضْـلُ الناثِـرِ
أنا مَنْ أحَلْـتُ اليَـأسَ فـي عَبَراتِـهِ
أملاً كحاشيَةِ الرَّبيعِ النَّاضرِ
كم أشبَعَـتْ شَفَتـايَ جُـوعَ حَنينِـهِ
ومَسَحْتُ رَشْـحَ جَبينـهِ بضَفائـري
وكم انْتَشَتْ رُوحـي بخَمْـرةِ شِعْـرِهِ
وخَشَعْتُ في حَـرَمِ البَيَـانِ الساحِـرِ
وكم اغْتَفَرْتُ ذُنوبَهُ في لَحْظةٍ
وكَتبْتُها في لائحاتِ جَرائري!
* * *
صَدَقتْ!… وأحلِفُ ما نَظَمْتُ قصيدةً
إلاّ تمايلَ طَيْفُها في خاطِري
يُحيي بِزَوْرَتِهِ بَقيَّةَ نازحٍ
فأقولُ يا أهْلاً بأكرمِ زائرِ
مِنْها المعاني المُتْرفاتُ، وليس لي
مِنْهُنَّ غيرُ لِباسِهِنّ الفاخرِ
منها شَذا شِعْري، فإنْ خَلَـبَ النُّهَـى
شِعْري، فذلكَ مـن شَذاهـا العاطِـرِ
مَنْ كانَ مِنْ أفْيائِها في جَنَّةٍ
لَمْ يَشْكُ عادِيَةَ الزَّمانِ الغَادِرِ
ماذا إذا أعْلَنْتُ زُهْدي فـي الضُّحَـى
وَطَوَيْتُهُ عِنْدَ المساءِ الدابِرِ؟
قَدْ نَنْبِذُ التُّفاحَ في رَيْعانِهِ
ونَودُّ لَوْ ذُقْناه عَنْدَ العاصرِ
لولا هوانا لم تطر لي شهرة
ويردد اسمي في قرىً وحواضر
كَمْ عَبْقَـريٍّ مـاتَ مَغْمـوراً وكـمْ
راجَتْ بِضاعةُ واغِلٍ مُتَشاعِرِ
الشِّعْرُ عاطفةٌ ولَفْظٌ بارعٌ
ويَدٌ تَصـوغُ القَـوْلَ عِقْـدَ جواهِـرِ
* * *
غَلْواءُ إنْ يَقْطعْ طريقي عاذِلٌ
أقْطَعْ سَفاسِفَهُ بمُدْيَةِ عاذِرِ
وأقُلْ له أحْبِبْ كحبّيَ مَرَّةً
وإذا استَطَعْتَ فبَعْدَ ذلك هاتِرِ
ما عَشْتروتُ ومـا نَضَـارةُ حُسْنهـا
إنِّي أجلّكِ عن جَمالٍ فاتِرِ
* * *
غَلْواءُ أدْرَكَنا الخَريـفُ، فـلا أسـىً
إنّا بَلَغْناهُ بقَلْبٍ طاهرِ
المَوْتُ جِسْـرٌ للحيـاة، فـلا يَخَـفْ
- مَنْ مات – غاشِيَةَ التُّـرابِ الدائِـرِ
مَهْما تباعَدْنا فسَوْفَ نظلُّ في
كَنَفِ الهَـوَى رَوْضـاً يَهُـشّ لِطائـرِ
جِئْنا إلى الدُّنيا بدَمْعَةِ واجِفٍ
فلْنَذْهَبَنْ منها بِبَسْمَةِ شاكِرِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :440  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 513 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج