شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عربـي
ها أَنا أُعلِنُ حَرْبي مِنْ جَديْد
ضدَّ مَنْ قيّد رِجْلي بالحَديدْ
ضِدَّ تُجّار الحُروبْ
ضِدَّ أعداءِ الشعوبْ
ضِدَّ جَلاَّدي الذي لا يَرْحَمُ
ضِدَّ لَيْلٍ ليس فيه أنْجُمُ
ضِدَّ آتيلا ومَنْ يَجْري على آثارهِ
ومَنْ استوصى بما قد شاعَ مِنْ أخْبارِهِ
ضِدَّ مَنْ ألبَسَني ثَوْبَ المَهانَهْ
ومِنْ اسْتَهْوَتْهُ ألْقابُ الخِيَانَهْ
* * *
ماتَ أهلي، أوْ هُمُ بين شَريدٍ وَطريدْ
وأُبيحَتْ حُرُماتي لِلْبَغايا والعَبيدْ
أنا شَعْبٌ بَيْنَ أنيابِ الضَّواري قد سَقَطْ
غَيْرَ أني سأقاويهم بإيماني فَقَطْ
عُدْتُ للوَعي، وعادَتْ لي الحَياةْ
أيْقَظَ الضَّيْم رُفاتي فَهُو نارٌ لا رُفاتْ
أنا قَدْ جُرْتُ على نَفْسي، فلَنْ أعْذِلَ غَيْري
قد بَلَغْتُ الرّشْدَ فلأَعْرِفْ إذَنْ شَرِّي وخَيْري
كنتُ في الماضي وكان الناسُ في المُسْتقبلِ
صِرْتُ في القاعِ، وصاروا في السِّماك الأعْزَل
لستُ أهْتَزُّ لِصَوْتٍ غَيْرَ صَوْتي
فإذا ما مِتُّ مَخْنوقاً فلا تبكوا لمِوْتي
لنْ أُباهي بجُدودي، فجُدودي ذَهَبوا
لم يُشَرِّفْ قيمةَ المَرْءِ جُدودٌ ذَهَبُ
أنا لا آكلُ ممَّا زرعوا
لا ولا ألْبَسُ مما صَنَعوا
إنهم أهْلُ حَضَارهْ
قد زَكَتْ أمَّاً وأبْ
ثم آلتْ لِخَسارهْ
وأنا كنتُ السَّبَبْ
غَيْرَ أني في غَدٍ أستِرْجِعُ المَجْدَ المُضَيَّعْ
ثمَّ أبني فَوْقَه أعلى وأوْسَعْ
ليسَ عندي طائراتٌ ورُجومٌ وبَواخرْ
وسَلاحٌ نوويٌّ يملأ الدنيا مَقابرْ
ليسَ عندي حُلَفاء أقوياءٌ أغنياءْ
يَقْلِبون البُطْلَ والدَّيجور حقاً وضِياءْ
إنما عِنْديَ إيمانٌ وعَزْمٌ لا يَلينْ
وشبابٌ مُؤمِنٌ لا يَستَلينْ
قد نَفَضْتُ النَّوْمَ عن جَفْني الكَليلْ
وعَقَدْتُ العَزْمَ أن أمحو حُروفَ المُستحيلْ
غَضْبَتي لَيْسَتْ – كما ظَنُّوا – سَرَابا
غَضْبَتي تَحْمِل وَيْلاً وَخرابا
وَتصُبُّ المَوتَ للباغي شَرابا
وتُثيرُ الشَّعْبَ شِيباً وشَبابا
لا أريدُ السَّلْم ذُلاً وسَلامهْ
بلْ أريدُ السِّلْم عَدْلاً وكَرامَهْ
* * *
مِنْ خَليج العُرْبِ أمْتَدُّ إلى البَحْرِ المُحيطْ
في دَمي مِنْ أمَم الأرضِ خَليطْ
فيَّ مِمَّنْ وطِئوا أرضي جُذورْ
غَيْرَ أني عَرَبيٌّ بالشُّعورْ
وأنا باقٍ إلى يَوْم النُّشُورْ
عَرَبيٌّ المُنْتَمى
عَرَبيٌّ كيفَما
عَرَبيٌّ مِنْ هنا حتى السَّما
* * *
الذين استَعْمروني بَشَرُ
والذين استِثْمروني بَشَرُ
والذين استِصْغَروني بَشَرُ
فمتى يَدْرونَ أني بَشَرُ؟
كلُّ صَبْرٍ لِنَفادْ
واصْطِباري قَدْ نَفَدْ
فإذا اخْتَرْتُ الجِهادْ
فلأني ضِقْتُ روحاً وجَسَدْ
* * *
لا تجادلْني بأصْلِي، لا تَسَلْ عن نَسَبي
فَلْسَفات العَرْقِ والتاريخِ لا يُقْنِعْنَني
كلُّ هذا تُرّهاتٌ وقُشُورْ
طُوِيَتْ مُنْذُ دُهورٍ ودُهورْ
يا صديقي لا تَعُدْ بي القَهْقَري
قَدْ دَفَنّا أمْسَنا تَحْتَ الثَّرَى
أنا لا أعْلَمُ إلاَّ أنني
بشعوري ولِساني عَرَبيْ
بضميري وبَياني عَرَبيْ
بحضُوري وغِيابي عَرَبي
بوَلائي وعِدائي عَرَبيْ
كَيْفَ لا تَفْهم أني عَرَبيْ؟…
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :366  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 477 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.