شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 111 -
يا عائبَ النَّاسِ لا تَطمعْ بتكرمةٍ
لا صُلحَ يجمعُ بينَ الماءِ والنَّارِ
عَجبتُ مِمّن يَرى في الرَّوضِ عَوسَجَةً
ويُغمضُ الطَّرفَ عن وَردٍ وعن غَارِ
في النَّاسِ خيرٌ، فإِنْ تذكُرْ مساوِئهم
فاذكرُ مَحاسِنَ أَخيارٍ وأَبرارِ
طهّرتُ قلبيَ من حِقدٍ ومِن زَغلٍ
فادْخل إِليه قريرَ العينِ يا جاري
البِرُّ يَبدأُ في بَيتي وعَائلتي
والعدلُ يَبدأُ رأساً خَارجَ الدَّارِ
* * *
- 112 -
قالوا تحدّاكَ شعرورٌ فَقُلتُ لَهم
لا وقتَ عِندي لترقيصِ السَّعادينِ
تصُدُّني عن مَهاوي العَارِ تربيتي
ولا أَخُوضُ الخَنا خوفاً على ديني
فتحتُ بابيَ للطُّراقِ فلْيِلجوا
خيراتُ ربيَ تكفيهِم وتَكفيني
سَلوا البلابلَ كم أسكرتُها طرباً
فهل أُشاغِلُ نفسي بالغرابينِ؟
إِنّي نشرتُ على الآفاقِ أَجنِحتي
فهل تُلوثُ ظلي عشرةُ الطِّينِ؟. .
* * *
- 113 -
اِحرصْ علـى الجـارِ مهمـا شـاك مَلمسُـهُ
فرُبَّما احتاجَ أخيارٌ لأَشرارِ
ولا تحاسبْه إن يُخطئ إِليكَ فقد
ينهاه حلمُك عن غيٍّ وإِصرارِ
عفا ابن مَجْدٍ فازداد مكانتُه
وماتَ أَعداؤه في الإِثمِ والعارِ
فلا تذمَّ جميعَ النَّاسِ إنهمُ
نورٌ ونارٌ ولا نورٌ بِلا نارِ
إنْ كان جارُك في خيرٍ وفي سَعَةٍ
فقد يُصيبك شيءٌ من ندى الجارِ
* * *
- 114 -
ناجيتُ لَيلى بشِعري
فعاتبتْني نِهادُ
وحين ناغيتُ سَلوى
ثارتْ عليَّ سعادُ
يا ناسُ رِفقاً بقلبي
لمْ يَبْقَ فيه رَشادُ
شبابُه يتلاشى
ونارهُ تزدادُ
آياتُ ربّيَ شتى
يا ليتَ قلبي جَمادُ
* * *
- 115 -
تلومُ جارَك ظُلماً
وأَنت باللومِ أجدرْ
كلاكُما بشريٌّ
يُصيبُ حيناً ويعْثُر
لئن أَساءَ كثيراً
فسيِّئاتُك أَكثرْ
فلا تُحاسبْ عسيراً
كيلا تُجازى بأعسرْ
يُثير كامنَ ضَحِكي
أَعمى يٌهاترُ أَعورْ
* * *
- 116 -
حكومةُ القومِ أَنكى
مما تظنُّ وأَنكرْ
عرفتُ فيها عيوباً
ويعرفُ النَّاسُ أكثرْ
لا تُخْدَعَنَّ بِطبلٍ
كم من طبولٍ تُؤجّر
في ظِلِهّا كلُّ شيءٍ
مع الزَّمانِ تغيّرْ
صارَ الغنيُّ فقيراً
أمّا الفقيرُ فأفقرْ
* * *
- 117 -
مالي أُناقضُ ذَاتـي
فيما أَقولُ وأَفعلْ
أَثورُ بالبُخلِ حيناً
وقد أَعودُ فأبخلْ
وأَشتكي ثم أَرضى
وأَزدهي ثم أَخجلْ
يا صاحبي لا تَلُمني
فلستَ منيَ أَفضلْ
ما دُمْتَ ماءَ وطيناً
فأَنت مِثلي وأَجَهلْ
* * *
- 118 -
حاورتُ قلبي فماتتْ
على فمي الكَلِماتُ
قد اختلفْنا لِسانـاً
وفرَّقتْنا فَلاةُ
طغى الجمالُ عَليه
فَلم تَرُقْهُ النَّجاةُ
الحبُّ عِندي مَوتٌ
وعندَ قَلبي حَياةُ
* * *
- 119 -
ما للحقيقةِ تَمشي
وحيدةً خَرسَاءَ
تفرَّقَّ النَّاسُ عنها
وأَوسعُوهـا جَفاءَ
إِذا استغاثتْ تَلاهَوا
ولم يُجِيبوا النِّداءَ
تَموتُ هماً وَغَمّاً
ولا تُلاقي عَزاءَ
مَن كانَ من غيرِ أَهلٍ
قَضى الحياةَ شَقاءَ
* * *
- 120 -
لماذا لا تُشاطرُنــي
مسرَّاتــي وأحـزانـي
كِلانا يا أَخا المنفى
هزارٌ بين غربـانِ
إِذا آذاكَ ثعبانٌ
فقدْ واللهِ آذانـي
وإن ضَحِكتْ لك الدُّنيا
زكتْ راحي وَرَيحـــانـي
ليجمعُ بيننا أَدبٌ
إذا اختلف الطريقـانِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :497  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 406 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.