شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 101 -
يا باذِرَ المالِ في ما لا يُشرِّفُه
البخلُ والكرمُ المجنونُ سِيَّانِ
ما كنتَ لولا دمُ المحرومِ في سَعَةٍ
ولا تَبَسَّمْتَ لولا دمعةُ العَاني
هبَّتْ رياحُك فاغْنَمها بلا بَطَرٍ
لكنْ ترفقْ بظمآنٍ وجَوعانِ
شتانَ بذْلُك في لهوٍ وفي عَبَثٍ
وبسطُك الكفَّ في بِرٍ وإِحسانِ
فاحذرْ على اسمِك من بُخلٍ يشوِّهُهُ
واربأ بجُودِك عن وسواسِ شيطانِ
* * *
- 102 -
قلبي وعقليَ في حربٍ إذا انقطعتْ
أَسبابها أَوجدا لِلْخُلْفِ أَسبابـا
هذا يرى الناسَ أَعداءً زبانيةً
وذا يَرى الناسَ أَصحاباً وأَحبابـا
هذا يُقيمُ على الأَرقامِ دولَتَه
وذا يعيشُ مع الأَحلامِ جَوَّابـا
لقد شقيتُ فلا عقلي يُطاوِعُني
ولا الفؤادُ إذا نهنهتُه ثـابا
كأنني – وأَنا في السَّاحِ بينهُما –
شاةٌ تُصارع أظفاراً وأنيابـا
* * *
- 103 -
قالوا هَجاكَ فلانٌ قلتُ ما ألفَتْ
رِجلي مَطاردَة الدِّيدَانِ والفارِ
لو كانَ في وجهِهِ ماءٌ لكانَ له
من اسمِهِ الرذلِ ما يدعو إلى العارِ
سمْجُ الحديثِ ثقيلٌ في دَعابتِهِ
كأنَّما دمُه نهرٌ من القَارِ
هيهاتَ يرفعُ شأني حين يمدحُني
وإن هَجانيَ لمْ يُنْزِلُ بمقداري
آياتُ شِعريَ نورُ يُسْتَضَاءُ بِه
يا نابحَ البدرِ حسبي غِبْطَةُ السَّاري
* * *
- 104 -
أغليتُ نَفْسي، ولكن لا أضنُّ بها
إذا تراءتْ على ابني سورةُ الكمدِ
إني لأقرأُ أَمسي في ابتسامَتِهِ
وأَسْتَشِفُّ على عَينيهِ طيفَ غدي
قالوا البنون لَكالأكبادِ، قلتُ لهم
قصّرتمُ . . . إنهم أغلى من الكَبِدِ
إِنْ أَحسنوا فَهُمُ ظلٌ وعافيةٌ
وإِن أسَاءوا فعينُ الحبّ في رَمدِ
أسْتَشْهِدُ العقلَ . . . إِني في مَحبَّتِهِمْ
يكادُ يَسبِقُ صَفحي زَلةَ الولدِ
* * *
- 105 -
اِرحمْ فؤادكَ من حِقدٍ يعيثُ به
فالحقدُ نارٌ وأَنتَ الشيحُ والحطبُ
لا شيءَ كالحُبِ يجلو صدرَ صاحبِهِ
لو سادَ في النـاسِ مَـات الخـوفُ والرَّهـبُ
إِني لأَعجبُ مِمن لا يُحبُ أَخاً
وليسَ يُعجبُهُ في جارِه العَجبُ
تميّزَ المرءُ بالأَخلاقِ، لا حسبٌ
يُجدي – إِذا هي شَانتْهُ – ولا نسبُ
هيهات يُفلِحُ من شَاهتْ سريرتُه
لمْ يأخذِ العَينَ لو لم يلمعِ الذَّهبُ
* * *
- 106 -
يَقولُ جاري، وقد راجتْ تِجارتُه
وخافَ أَن أَقطع الأَيام مقطوعا
يا شاعرَ الحُبِّ والأَحلامِ مَعذرةً
هل يُطعَمُ الشعرُ إِلاّ البؤسَ والجُوعا
ما كانَ أَغناكَ عن سعيٍ ولا ثمرٌ
لو كنتَ تجهلُ منصوباً ومَرفوعا
فقلتُ يا صاحبَ الحَانوتِ معذرةً
هل يعرفُ البـوعَ مـن لا يعـرفُ الكُوعـا؟
لا باركَ اللهُ في مالٍ تتيهُ به
إنْ كانَ للعارِ لا للغارِ مَجمُوعا
* * *
- 107 -
واخجَلتاه من ابني حين يسألُني
عمنْ أُحِبُّهُمُ أوْ لا من البَشَرِ
أليسَ كلُّ عبادِ اللهِ عائلةً
فكيفَ أفرقُ بين البَدوِ والحَضَرِ؟
يا ابني نصحتُك إنَّ الحَقدَ أَوَّلُه
شرٌّ، وآخرهُ شرّانِ فاعتبرِ
ما كان أَصغَرني لما فتحتُ له
بابي، وأنزلتُه في القلبِ والبَصرِ
جُرحانِ يَحرِقُ أَضلاعي لهيبُهما
فقْدُ الصِّحابِ، وما قـد ضَـاعَ مـن عُمُـري
* * *
- 108 -
وَفّرْ لغيريَ ما تُلقيهِ من حِكَمٍ
ومن عِظاتٍ، فأُذني عنكَ في صَمَمِ
ما دمتَ في الوَحلِ تفكيراً وتَربيةً
فكيف تغسلُ من أَدرانِها قدَمي؟
سريرةُ المرءِ تبدو في مَخايِلِهِ
إن التَّكَرُّمَ غير الجودِ والكَرَمِ
* * *
- 109 -
يا شائدينَ على الأَشلاءِ دَولتكُم
لا يستقرُّ على البُركانِ بُنيانُ
نيرونُ كشَّرَ عن نابيْه قبلَكُمُ
فهل وقَاهُ قضاءَ اللهِ طغيانُ؟
بِئَسَ المُسيطرُ لا إيمانَ يَردعُه
عن المخازي، ولا يُثنيهِ وِجَدانُ
وضعتُمُ السيفَ في أعناقِ أُمَّتِكُمْ
فكيفَ يُرجى من الموتورِ غُفرانُ؟
من يَركِب الشَّر في أحلامِهِ علِقتْ
مخالبُ الشَّرِّ فيه وهْو يَقظانُ
* * *
- 110 -
دربُ الحَقيقةِ بالأخطارِ مُزدَحِمٌ
فاسلمْ بريشِكَ أَنْ تسلُكْهُ مضطربا
في كُلِّ مُنعَرَجٍ منه ومنحَدرٍ
صلٌّ يفحُّ وضارٍ يلتظي غَضَبا
إِني زججتُ به نفسي، أُعلِّلُها
بالطيِّباتِ، وأكسو أُفْقَها ذَهَبا
فلم تَدَعْ ليَ أهوالُ الطريقِ حِجَىً
يشقّ لي مخرجاً للعوْدِ أو سببا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 405 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج