شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 91 -
يا طالبَ الصيتِ بالأموالِ يُنفقُها
على الحقيرَيْنِ: بوّاقٍ وطبّالِ
لا يرفعُ الهذرُ من قدرِ الترابِ ولا
يُروى الصَّدى بسرابِ القيلِ والقالِ
ستخرقُ الشمسُ ألْفافَ الغمامِ غداً
فينجلي الثَلجُ عن "ياقوتِك الغالي"
لئنْ ضحكتَ على السذّاجِ لا عَجبٌ
إنَّ المهرِّجَ مَحفوفٌ بأطفالِ
من كان يبني على البرطيلِ شُهرتَه
تنهارُ إن عَريتْ من فِتنةِ المالِ
* * *
- 92 -
خدعتَ جارَك من أجلِ الرِّيالِ فلا
تطمعْ بودِّي ولا تُمسكْ بأَذيالي
إِني لأقْرأُ فيما كنتَ تصنعُه
ما سوفَ تصنعُه في يومِكَ التالي
ليس الرِّيالُ الذي يُبنى به شَرفٌ
مثلَ الريالِ الذي في جيبِ مُحتالِ
نفضتُ كفِّي ممن لا ضَميرَ لَهُم
وغِبتُ عنهم بآلامي وآمَالي
أغَصُّ بالماءِ يُسقيِنيه ذو زَغَلٍ
وأَرتوي من كؤوسِ الحُرِّ بالآلِ
* * *
- 93 -
يا مَن تَفنَّنَ في كَيدي وناصبني
مُرَّ الْجَفاءِ بلا ذَنبٍ ولا سَببِ
مَالي أُعاطيكَ خمرَ الودِّ صَافيةً
فتملأُ الكأسَ لي بالحِقدِ والغضْبِ
هبْني كما شئْتَ لا دينٌ ولا نسبٌ
ألا تُظِلُ كلينا رايةً الأدبِ
هبني دَعِّياً مَهيضَ الفِكرِ مُقْعَدَهُ
أَليسَ تجمعُنا قُربى الدَّمِ العَربـي؟
هبني دَخيلاً على الفُصحى وأُسرتِها
أَليسَ آدمُ يا بنَ الآدمي أبـي
* * *
- 94 -
ما بينَ سامٍ وحَامٍ ضَاعَ مَحتدُنا
نَلُوذُ باللهِ من سَامٍ ومن حامِ
كِلاهُما من تَوارِيخِ الورَى أثرٌ
بادي المقَاتلِ للاَّهي ولِلرَّامي
بلادُنا في مثارِ النقعِ واقفةٌ
ونحنُ نضربُ قحطاناً بحيرامِ
نلهو بسفسطةٍ تُفضي لسفسطةٍ
ونزرعُ النارَ بين النيل والشامِ
من ليسَ يجمعُهم جُرحٌ وعاطفةٌ
هيهات تجمعُهم أَضغاثُ أحلامِ
* * *
- 95 -
قالـوا صفِ الشِّعـرَ قلـتُ الشِّعـرُ عاطفـةٌ
مهما تضاربَ في تعريِفهِ البَشرُ
واللفظُ ثوبٌ فمن يُحسنْ صِياغَتَه
تراقصت في يديْه الزُّهْرُ والزَّهرُ
لا تستوي دمعةُ الباكي على أَلمٍ
ودمعةٌ لِحسابِ الأجرِ تنهمرُ
البلبلُ المتغنّي شاعرٌ غَرِدٌ
أمَّا المُقلِّدُ فهْو الواغلُ الهذِر
فاتبعْ هواكَ ولا تعبأْ بفلسفةٍ
تُريدُ حَصرَك فيما ليس ينحصرُ
* * *
- 96 -
إني لأعجبُ من أَعمالِ شرذمةٍ
تدعو إلى الحـربِ باسـمِ السَّلـم والشَّـرَفِ
حامتْ على جِيفِ الشَّهواتِ جائعةً
فلم تدعْ لكلابِ البرِّ من جِيفِ
يا ناحري الحقِ كيْ يعتزّ باطلُهم
وناشري الموتِ كي يحيوا على ترفِ
غَنّوا، وضِجّوا وغوصوا في مَباذِلكم
غداً تغوصونَ بين الدَّمعِ والأَسفِ
لا بُدَّ من ثورةٍ للحقِ عَاصفةٍ
والوَيلُ للسَّلَفِ الجاني من الخَلَفِ
* * *
- 97 -
قالوا فلانٌ شأنٍ فقلتُ لهم
واللهِ لولا جَناحُ المالِ لم يَطرِ
عجبتُ للفَلسِ يُخفي عيبَ صَاحبِهِ
عن العيونِ ويُبدي طيِّبَ الأَثرِ
إِني لأَحْسُدُ ربَّ المالِ لا طمعاً
بالمالِ، بل حَذراً من ألسن البَشرِ
إِذا توفّقَ في أمرٍ يُحَاولُه
قالوا الذكاءُ أَساسُ الفوزِ والظَّفَرِ
وإِنْ تَراجَعَ مُلتَفاً بِخَيْبَتِهِ
فالذنبُ ليس عليه، بل على الْعَسِرِ
* * *
- 98 -
يا مَن يُوزِّع أَلقابَ الجِهادِ على
ناسٍ ويَحرِمُ ناساً دُونَمَا سَبَبِ
عرَّضتَ نفسكَ لو تدري لمكْرهَةٍ
وغُصتَ في لُجةٍ تُفضي إلى العطبِ
عَينُ العدالةِ بالمِرصادِ واقفةٌ
لكُلِّ رذلٍ قليلِ الخُلْقِ والأًدبِ
فاحبسْ لِسانكَ أَو فارحلْ إِلى بَلَدٍ
تروجُ في بوقِهِ حُريَّةُ الكَذِبِ
باسم العُروبةِ تَهْجُونا؟ خَسِئتَ أباً
إنَّ العروبةَ لا تقسو على عَربي
* * *
- 99 -
لا تيأسنَّ إِذا نَابتْكَ نائبة
فليس ينجو من الأرزاءِ إِنسانُ
ولا تلوذنَّ بالشكوى فما دفَعتْ
شراً ولا حَبِلتْ بالخيرِ أحجزانُ
بل قابلِ الدهرَ بشَّ الوَجْهِ مبتسماً
فقد يهيضُ جَناحَ الشرِ إحسانُ
دنياك تَزْخَرُ بالأخطارِ لُجتُها
فقفْ على الشطِّ إنْ يخذلْكَ تَحْنَانُ
من جاورَ الذئبَ فليذكرْ مَخالِبَهُ
هيهاتَ يسطو على الضِّرغامِ سَرحانُ
* * *
- 100 -
يا لائمَ الحظِّ يشكوه ويلعنُه
اِقصِرْ فإِنَّكَ في الدَّاريْنِ مُتَّهمُ
شكواكَ تُضحكُني من غيرِ مَا فَرحٍ
وسُوءُ حظِّكَ لو عَالجْتَهُ ورمُ
قضيتَ عُمرَكَ لم تنهضْ إِلى أَربٍ
إلا تمنَّيْتَ لو زلَّتْ بك القدمُ
لم يُرهبِ الليثُ لو خارتْ عزيمتُه
الظفرُ ميّزُه والنابُ والشَّممُ
ما أبعدَ النصرَ عمّنْ لا سِلاح له
في حَوْمَةِ السَّعي إِلا الدَّمعُ والنَّدمُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :415  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 404 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.