قد يزدهي العش الكئيب ثانية بالزغاليل والزغاريد، وقد يعود الربيع مرة أخرى إلى هذه الصحراء العابسة يحمل إليها النضارة، والخصب، وقد تشرق العيون الغائرة ببريق الزهو والرجاء، وقد تستعيد الشفاه اليابسة بسمات البشاشة والرضى، ولكنّ القلب الذي بعثته من مثواه يحسّ ويحب ويحن، وفجّرت فيه ينابيع الأمل والألم سيظل هيكلاً يتجاوب في جوانبه اسمك العذب أغاني نديّة شذية، ويتألق في محرابة رسمكِ الوضيء ذخيرة عبقة بهيّة.
لقد انقضى عام كامل على غيابك وبعدك عنا، ولكن الجرح الذي فتحته في صدري وصدر أمك ما يزال ينزف دماً وينفث ناراً، وهذه الزفرات قطرات من هذا الجرح المشترك أسفحه على ضريحك الزكي في هذه الذكرى الداجية.