يؤمنُ صاحبُ الديوان بجدوَى النقد، ويستحسن مبدأ الحوار الأدبي طريقاً إلى الحقيقة، وهو لا يخشَى غوائل الهجاء الجارح. بقدر ما يكره عواقب الثناء الزائف.
فيا قارئي العزيز، إذا كان لديك رأيٌ في هذا الشعر، فلا تطرق إلى غرضك سبيل اللفِّ والدوران، بل أعلنه بلا خجل ولا وَجَل، فإن صدر الشاعر يتسع لما طاب من الكلام وما شاب، وإيمانه برسالة النقد يقطع عليه طريق الظن الآثم بما قد يقال فيه من خير أو شر. قل ما يبدو لك، ولكن بصوت عالٍ لئلاَّ يصحّ فيك القول الشريف : "الساكت عن الحق شيطان أخرس".