شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تساميت نفساً .. (1)
"للجواهري قصيدة بعنوان: (المحّرقة) نظمها عام 1935م، يقـول فيها " :
ذممتُ مُقاماً بالعراق وإنني
سأحمَدُ لو أسريتُ عن أرضهِ المَسرى
لعلي أرى شِبراً من الغدر خالياً
كفاني اضطهاداً أنني طالبٌ شبرا
 
وقد علق الشاعر على هذين البيتين بهذه القصيدة، وأرسلها إليه، ونشرتها جريدة "الشرق الأوسط"، في آب 1988:
تساميت نفساً واعتليتَ بها فكرا
وخضت بحور الشعر لم تَتِّركْ بحرا
وأوقفت عمراً للقريض تصوغُه
قلائد يزدانُ الزمان بها فَخرا
تُعيدُ القوافي زاهيات كأنَّ في
مطالِعِها (هاروت) ينفثُها سِحراً (2)
أذبت بها قلباً يمور مشاعرأً
لِطافاً إذا ما جاشتِ انتظمت شِعرا
ملكت بها حبَّ الملايين شاعراً
وخلّفت فيها ما يظل لها ذُخرا
فكنتَ الغنيَّ الفذَّ صيتاً وسمعةً
وإن كان قولُ الشعر أورثكَ الفقرا
* * *
جنيتَ على روح تَفرَّى أديمُها
إباءً وما أحنتْ لعاصفةٍ ظَهرا
تخطيتَ فيها الشوك تَهْزا بوخزهِ
وجرَّعتها الحرمان كأساً على أخرى
وألزمتها درباً على كلِّ مفرقِ
تلوح به أفعى تريد بكَ الشرّا
تَحكَّمتَ فيها حُكمَ (فرعون) أهلهُ
وأبرمتَ فيها أن تجوعَ وأن تَعرى
وجشَّمتها ما لا يُطاقُ من الأذى
فأعليتها قدراً وأوطَأتَها جمرا
"ذممتَ مقاماً في العراقِِ فهل تُرى
حمدت وقد أسريتَ عن أرضهِ المَسرى"
وقد كنتَ ترجو شبرَ أرضٍ منزَّهاً
من الغدرِ، هل ألفيت في عرضِها شبرا
* * *
لعمري أراكَ اليوم كالأمس لم تزل
تضيق بما تلقى وتجرعه مرّا
أتبغي من الأيام عدلاً ومُنصفاً
وما هذه الدنيا بمنصفة حُرّا
ألستَ تراها تَستقيمُ لأحمق
وتبدي لذي فكبر نواجذَها غدرا
وما الدهرُ إلاَّ حاكمٌ سلَّ سيفَه
فذلَّتْ رقابُ العالمين له قهرا
تُجَزُّ نواصينا بأيديه عُنوةً
وندفعُ عن جزِّ النواصي له أجرا
• • •
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.