شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شكوى إليك .. (1)
مرحى لمجدك إذ يروح ويَغْتَدي
في الناس فوَّاحاً كريمَ المحتد
في كل جيدٍ من نداكَ قلادةٌ
رصَّعتهما شعراً بحسنٍ مفرد
تتعاقب الدنيا وشعرُك شامخ
أبداً بزهو ردائِه المتجدد
وتمرُّ أجيال وفي محرابه
عبَقُ الخلود لراهب متعبد
وهبَ القريض حياته فتفتحت
أكمامُها الخضراءُ كالزهر الندي
وأَنارَ بالأدَبِ الرَّفيعِ مسالِكَ الـ
ليلِ البَهيمِ فَشَعَّ مِثْلَ الفَرقَدِ
* * *
(شيخَ القريض) وما يزال شبابُه
بيديك يبتدر الحياةَ ويبتدي
أضرمَته ناراً فشبّ أوارُها
بين الضلوع كجاحمٍ متوقدِ
وسرى يهزُ من الجموع صفوفَها
ويُذيبُ صمتَ شتائها المتجلِّد
يدوي الرصاص ممزقاً أضلاعَها
وتمورُ كالسيلِ الخضم المزبد
ويعانق الشهداءَ شعرُك هاتفاً
يدعو الجموع لُعنتِ إن لم تصمدي
وتقحمي ليل الطغاة فإنه
لا بدّ من فجر بهيّ المولْدِ
* * *
شكوى إليك "أبا فراتٍ" إن لي
فهما عييت به وليسق بمنجدي
ماذا دها تلكَ الجموعَ تطامنتْ
للذلّ أم ألِفَتْ سياطَ السيد؟
حتى كأن ظهورَها قد أصبحتْ
تشكو إلى الجلاد إن لم تُجلَدِ
أعَمىً دهاها أم تَعامٍ لم تَعُدْ
لتميزَ فيه ضحيةً عن معتدي
أم أنها تاهت فليسق أمامها
حاد تسيرُ على خطاهُ فتهتدي
بالأمس كانت إذ يمرُّ ببابها
جورٌ تهبُّ كعاصف متمرّدِ
واليوم يُنحرُ كالجَزور شبابُها
وتقرُّ واجمةً إزاء المشهد
نَصبو لها "هُبلاً" بكل ثنيّةٍ
هو ذا إلهُكِ فاعبديه واسجدي
وتسابقتْ هُجُنُ الولاء تبثّهُ
آي المديح بحسّها المتبلّدِ
حتى لقد بلغ النفاقُ مداه إذ
وصلوا له نسباً بآل "محمد" (2)
* * *
لله والتاريخ أيُّ بَليَّةٍ
دهتِ العراق وأيُّ ليلٍ أسود
أشكو إليك وأنت مثلي عارفٌ
أن الدجى، ما طالَ ليسَ بسرمد
وبأن شمسَ العدلِ دائمةُ السُرى
حتى يحين طلوعُها في الموعد
فلئن بدا حكمُ الطغاة مخلّداً
فالويلُ من يوم سيطلعُ في غد
• • •
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :495  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج