شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سلاَم يا عِرَاق!!
نُشرت في جريدة "الرياض"، العدد (8335) بتاريخ 20/4/1991م مع مقدمة قالت فيها: "يطل العيد على العراق، وقد أنزل الطغيان بأهله صنوف الأسى، وشرَّد من بنيه مئات الألوف فاكتال فرحة العيد ولفَّ الحزنُ بظلاله طموحَ الشعب إلى غده الأفضل".
 
سلام يا عراق!!
سلامُ يا عراقُ بيوم عيد
يُطِلُّ على سمائك من بعيدِ
رسيفَ الخطوِ تُثقلُه الرزايا
حشوداً يرتمين على حشودِ
تطالعهُ الصبايا في ذهول
وأدمعها تسحُّ على الخدودِ
وأعينُها تجولُ بكل ركن
لتسألَ عن أب وأخ ٍفقيدِ
وتعجَبُ أن يهِلَّ له هلال
بلا فرحٍ ولا ثوبٍ جديدِ
ولا أحدُ يهش إلى سماهُ
ليحظى أن يكون من الشهودِ
* * *
سلامٌ يا عراقُ وأنتَ منّي
وجيب القلب يهتفُ في الوريدِ
وأنت الحبُّ يمرحُ في صبايا
عيونِ العاشقينَ وفي قصيدي
وأنت المجدُ عانقتِ الثريا
به الأيامَ في الزمنِ التليدِ
زها علماً ومعرفةً وفناً
وكان منارة العهدِ السعيدِ
تولى أمر نهضته رجالُ
عباقرة ذوو رأيٍ سديدِ
تسوق غيومه الأنواء أنَّى
تشاء من الثغور أو النجودِ
لتمطر حيثما شاءت وتغني
روافدُ خيرها (بلدَ الرشيد) (1)
* * *
سلامٌ يا عراقُ وأين عهدُ الـ
أسى والحزنِ من تلك العهودِ
وأينَ اليوم أنت وقد تولَّت
عليك عصابةُ (البعث البليد)
كأن لها مع الخيرات ثارأ
فتفنى بالسلاح أو الحديد
وأهلوك الأباة كدوا شتاتاً
طرائد جيش جبار عنيد
موزعة مجاميعاً فبعض .
على سغب ثوى بين اللحود
وبعض في السجون وقد أحاطت
بهم أسوارها حوط القيود
وبعض هائمون بلا طموح
ولا أمل سوى طيِّ الحدود
وأفواج الأرامل واليتامى
عراة يرتمون على الجليد (2)
تَحُلُّ عليهم الصدقات فرضاً
كما حَلَّت على طاوٍ شريد
* * *
سلامٌ يا عراق وأنت حصنٌ
بنيناهُ على ركنٍ وطيد
فهدّمه الطغاة على بنيه
بما أجترحوه من ظلم شديد
أثاروا حربهم عَنتأ وبغياً
وقد صرنا لها حطبَ الوقود
وعُدنا لاجئين بكل أرض
قد كنا ذوي خير وجود
* * *
سلام يا عراق، ولا سلام
وسوط البغي يرتع بالجلود
لقد بلغ الزُبى سيل عصوف
سيعقب عصفه قصف الـرعود
تشيب لهوله الولدان رعباً
وتحتضر الطفولة في المهود
ويمتنع المخاض على ولود
تخاف من الهوان على الوليد
وما مُنْجٍ من الطوفان إلا
شواظ العزم يقدح في الزنود
وشعبٌ ثائرٌ في كل ركن
يُطيحُ بحكم طاغيةٍ حقود
* * *
سلام ملتقى الشطين بحر
من الصفصاف والشجر النضيد
وغابات النخيل وقد تدلّت
عُذوقُ التمر كالعِقد الفريد
تمد على (فراتيها) (3) جناحاً
من الأشواق يخفق كالبنود
ليختزل الشواطئ في عناقٍ
خفاياه كأسرار الوجود
* * *
سلام يا عراق وإن روحي
تنازعني إليك بلا حدود
وتحملني الرؤى في كل يوم
إلى سوح الكرامة والخلود
إلى حيث الرجال يبددون الـ
ـظلام بشعلة الفجر الجديد
إلى حيث الدم المسفوح ظلماً
سيروي بذرةَ النصر الأكيد
إلى حيث الحياة تلوح غرماً
إذا قُرنَتْ بمأثُرة الشهيد
إلى يوم سنُطلعُ فيه عيداً
على أرض العراق وأيُّ عيد
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.