شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تنَـــــادى الحـــمى!!
[نظمها تحية لمؤتمر قوى المعارضة العراقية الذي انعقد في صلاح الدين في كردستان العراق في تشرين الأول نوفمبر 1992م ونشرتها جريدة "المدينة"]:
 
تَنَادى الحِمى!!
خذوا الأمر عهداً بينكم ثم أبرموا
فإن الذي تبغونه دونه الدمُ
وأرواحكم في كلِّ كفٍ تربعت
على راحةٍ، نعم المُقامُ المكرّمُ
وما شاهد العهد الذي تكتبونه
سوى الله، وهو العدل وهو المعظمُ
فخفوا دمَ الغُرِّ الميامين حِبَره
فأرواحهم إذ يُكتَبُ العهد حُوَّمُ
تسائلُكم لمَّ الصفوف لنهضةٍ
لها أرخصوا الأرواح حين تقدموا
ليبقى شعاعُ الشمسِ يهدي سبيلكم
وقد ضمهم ركنٌ من الأرض مظلمُ
* * *
أقيموا ضمير الشعب في صلب عهدكم
فما غيره بالحق أدرى وأعلمُ
وسيروا على هديٍ من الحق تَلتئِمْ
صفوفٌ لكم كانت جُزافاً تُقَسّمُ
تعمَّد باغٍ أن يثيرَ شكوكَها
ببعض وأن يوهي قواها التشرذمُ
ليصفو له وِردُ العراق وفيوُّهُ
وبالأمن في ظلٍّ من الخُلفِ ينعمُ
ويزهو بكل الطيبات خِوانُهُ
وللشعب، إن يطعمْ، زعافٌ وعلقمُ
* * *
تنادى الحِمى من كل صوبٍ شبابُه
يَهزُّ الطواغيتَ العتاةَ ويهزمُ
وقد مُزِقَت أستار ليل، أسيرة
كواكبه، والفجر في الأفق معتمُ
وأشباحه تجتاح كل ثنية
فألفٌ يُغنّيهِ وألفٌ يُنغّمُ
أقاموا لـ (فرعونٍ) صروحاً دعيَّةً
من المجد، والمجد الدعيُّ مذمَّمُ
تهاوى كبيتِ الرملِ إذ هبَّ عاصف
فأركانه عصف هشيم محطمُ
ولم يبقَ من أنياب (ذئبٍ) يحوزه
سوى واحدٍ غراه وهو مثلّمُ
رأى الشعب كالبركان يشتد بأسه
فراح لذاك الناب رُعباً يرمّمُ
ألا من رأى (ذئباً) بنابٍ رميمةٍ
طعين الحشا يغزو الديار ويهجمُ
وقد كان في (الميدان) كالفأر ينثني
ذليلاً أمام الزحف إذ يتقدمُ
* * *
تنادى الحِمى فالليل نَهبٌ خِمارُه
وقد أسفر الوجه البهي الملثمُ
وشعَّ بآفاق السما ضوء زاحف
هو الفجر مرخي العنان، مُطهّمُ
على متنه يرقى إلى المجد مارد
فتيٌّ، جرئ القلب، لا يتجمجمُ
يصد العوادي حين يذكو لهيبُها
بصدر يردّ الموت إذ يتضرّمُ
يشق الصخور العارضات بدربه
فلا مهره يكبو ولا هو يُحجمُ
فقل للطغاة السادرين بغيّهم
لقد خاب فألاً ما حكاه المُنجّمُ
فما مسخوا في الناس جلَّى أصالةً
وزال السراب المرتجى والتوهمُ
وتلك (العفاريت) التي طال حبسها
أفاقت وفُضَّ اليوم عنهن قمقمُ
وقد فار تُنّورُ (العراق) بغيضهِ
فلا سَدَّ عن طوفانه اليوم يَعصِمُ
* * *
فويلٌ لمزهوٍّ أقام صروحَهُ
على البغي إذ لاحَ المصير المحتّمُ
سيبقى لعينَ الدهر ما حَلَّ ذكره
ومأواه في يوم الحساب جهنَّمُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :402  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج