شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طير أنا قلبي
عيناكَ مائدةٌ.. ودمعُكَ راحُ
فمتى يُعانقُ ليلَكَ الإِصْباحُ؟
تمضي على شوكِ الدروب مكابراً
وعليك من غَدْرِ الطغاةِ رماحُ
خَلَعَ العذابُ عليكَ بُرْدَةَ لوعةٍ
سوداءَ تَنْسِجُ خيطها الأَتْراحُ
وَتَرَشَّفَتْ دَمَكَ السخينَ حبيبةٌ
خلفَ الجدارِ، لها عليكَ طِماحُ
عذراءُ سامَرَها الأَسى فَأَذَلَّها
شَوْقٌ، وغادَرَ ليلَها المصباحُ
* * *
أهواكِ؟ ما لِمُشَرَّدٍ أفراحُ
كيف الهوى والأغنياتُ نُواحُ؟
أنا يا ابنةَ العشرين حقل صَبابةٍ
ومياه عشقي – في القديم – قَراحُ
لا تعذليني إنْ سَلَوْتُكِ، لم يَعُدْ
في خافقي للفاتناتِ مَراحُ
طيرٌ أنا قلبي، إذا سَكَنَ الدجى:
يمضي به نحو العراقِ جَناحُ!
للأرضِ إحساسٌ كما إحساسُنا
ولها – كمثلِ حياتنا – أَرْواحُ!
يا بَيْدَرَ الصَبَواتِ إنَّ لنا غداً..
مهما اسْتَبَدَّ بسيفِهِ السفَّاحُ
السيفُ ما ذبح العبيرَ، ولا التُقى
وَلَئِنْ سَقَطْنا: فالخلودُ رِباحُ
يَتَخَضَّبُ الجسَدُ الشهيدُ ليرتقي
مجداً، ومن دَمِهِ يقوم أُقاحُ
لولا سياطُ القهرِ ما اشْتاق الورى
عدلاً، ولا ملأَ الفضاء صُداحُ
الموجُ نبضُ البحرِ، لولا موجُهُ
ما لَذَّ في قهرِ البحارِ كِفاحُ
* * *
يا قلبُ لا ذُقْتَ النعيمَ ولا ازْدَهَتْ
عينايَ – والوطنُ الجريحُ مُباحُ!
أَسْرَجْتُ أحداقي على شُرُفاتِهِ
ودمي لقافلةِ المنى: مصباحُ
لو خُنْتُ حبَكَ يا عراقُ لَخانَني
نُسْكي وليْ نحو الصلاةِ رَواحُ
وعَساي – إنْ هادَنْتُ باسمِكَ قاتلاً
شعبي: يُغادرني الغَدُ المِمْراحُ
تَعرى الرجولةُ من وشاحِ فضيلةٍ
إنْ لمْ يُزِنْها للصَلاحِ جِماحُ
أشجارُ عمري الأربعون يبيسَةٌ
فَلِمَنْ غَرَسْتُ إذا الحصادُ جِراحُ؟
دَمُنا مِدادُ كتابِ مَجْدِكَ.. إننا
لِشِراعِ فجرِكَ يا عراقُ: رِياحُ
* * *
لا توقِظوا هذا الشهيدَ فإنه
سيقومُ كالبركانِ حين يُراحُ!
وَدَعوا عليه دمَ الشهادةِ ساخناً
فَدَمُ الشهادةِ للشهيدِ وِشاحُ
هذا الوثاقُ على يديه: وَصِيَّةٌ
أنَّ السلاحَ لقيدِهِ: مفتاحُ
يا "نَغْلَ عفلقَ" لستَ أَوَّلَ مارِقٍ
دَمُهُ من العمرِ القديمِ: سِفاحُ
لو أَسْقَطَتْ عيناكَ نظرتها على
نهرٍ: فَقَدْ نَجَسَتْ عليه بِطاحُ!
كُنْ ما تشاءُ.. فللشعوب صباحُ
تَفنى به عتَمٌ، وتشرقُ ساحُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2586  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .