شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: الحقيقة الأسئلة كثيرة وكلما طالت الإجابة كلما تأخرتم.
السؤال التالي من الأخ أشرف السيد سالم يقول فيه:
نشكر لك جهودك الأدبية المميزة على مستويي النقد والإبداع سواء في الساحة الصحفية أو في نادي مكة، هل تلاحظ انحسار حركة النقد مع خفوت حدة الصراع بين الأصوليين والحداثيين، مما يؤكد أن النشاط النقدي الذي واكب هذه القترة لم يكن في معظمه علمياً أو موضوعياً بل أفرزته الأهواء والأيدلوجيات؟
الدكتور محمد المريسي: أقول أننا بحاجة لأن نستمع إلى كل الأصوات وهذه الأصوات نحن ننتمي إلى خطاب أحادي هو القرآن الكريم، وهو خطاب لا يحجر علينا تعددية تصورنا لهذا الخطاب ينبغي أن تكون التعددية منطلقة من هذا الخطاب وتعود إلى هذا الخطاب، إذا آمنا أن التعددية هي السبيل إلى تحريك الذهنية العربية وتشكيلها وبالتالي استقلاليتها فلا بد نسمع كل هذه الأصوات وليس بالتالي حداثة وقديم في رأيي.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
خريجو الجامعات السعودية الذين نالوا أعلى الشهادات، تبين أن بعضهم شبه متعلم أو شبه مثقف، أداؤهم سيئ، كذلك ضعفهم في لغة الضاد والإنجليزية، لا كفاءة ومؤهلات وضيعة، سيرة وسلوك البعض منهم غير حميد، لا انتماء لا ولاء ولا وفاء، لذا صُدّتْ أمامهم فرص العمل وزاد عدد العمالة الوافدة، فتتضاعف سنويا نسبة البطالة للأسف الشديد، تُرى على من تقع مسئولية هذه النتائج العكسية؟ ألا تعلم الجهات المسئولة صاحبة القرار هذا الحال لتبادر قبل فوات الأوان لإصلاح الخلل، وتحديث وتطوير التعليم والمناهج وتفرض الرقابة والحزم حتى لا نتحسر ونقول يا ليت، يا ليت!!
الدكتور محمد المريسي: عندما كنت عميداً لكلية اللغة العربية كان الطلاب يطبقون التربية العملية، فقلت لماذا لا أذهب لطلاب كلية اللغة العربية، لأرى مستواهم في العملية التربوية، فاخترت مدرسة ودخلت على أحدهم في حصة المطالعة وإذا به يقرأ نصاً من كتاب والنص مشكل أمامه وطالب في الصف الخامس الابتدائي يرد عليه أخطاءً كثيرة، فتألمت كثيراً ودخلت معه في حوار منعزلين عن الناس وأقسمت له بالله العظيم أنني سآتيك بعد أسبوع لأعطيك الفرصة اقرأ النص وسجله على المسجل ثم استمع إلى صوتك وتابع من خلال صوتك والقراءة هل قراءتك صحيحة؟ فأقسمت له بالله العظيم إن أخطأت في الأسبوع القادم لأكتب فيك ولن نخرجك من كلية اللغة العربية البتة، لأن هذا من أكبر المشاكل التي تواجه التعليم في هذه المرحلة، واجتهد وبدأ يخفف تابعته حتى انتهى من تطبيقه لفصل كامل.. هذا الخلل في التعليم مشكلة جماعية، وليست مشكلة فصل أو أستاذ أو فصل أو نهج هي مسألة جماعية تحتاج إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن نعترف بهذه الأخطاء وأن نعمل على تصحيحها، لأننا إذا بقينا عليها بقينا كالمريض الذي يحس بالمرض ويتظاهر للناس بأنه في صحة وعافية حتى يدركه المرض ثم الموت. عملية معقدة اجتماعية، ونفسية وإعلامياً ومنهجياً وإعدادياً، المدرسة التي تستوعب 400 طالب أضع فيها ألف طالب مثلاً، الفصل الذي يستوعب 20 طالباً أضع فيه أربعين، ونحن في الجامعة كنا لا نقبل بالفصل أكثر من 45 طالباً، الآن في المدرجات أكثر من مائتين والبقية في الصالات، ماذا نعمل؟ هنالك خلل لا بد من تصحيحه.
عريف الحفل: الشيخ محمد علي الصابوني يسأل:
اللغة العربية الفصحى نبعت وترعرت وازدهرت في الجزيرة العربية، فالحجاز ونجد عرينها ومهدها الأصلي، وقد كان النحاة وعلماء اللغة يقولون (ما) نافية حجازية، أو نافية تميمية، أي لغة الحجاز أو لغة تميم، وها هي الآن تُحتضر في زماننا، وبوجه خاص في مهدها وعرينها، ما هي أسباب هذا الضعف والمرض الذي حل بها، ولماذا انكسف نورها وضياؤها في نظركم؟
الدكتور محمد المريسي: في نظرنا لأننا متخلفون لو أننا مدنيون متطورون متقدمون لكنا فصحاء كما كان أسلافنا، هذا خلل في العالم العربي، الآن الصحف تفسح المجال للشعر العامي أكثر من الشعر الفصيح، لماذا لأن التخلف ضرب على هذه الأرض فلم نفق، في يوم من الأيام الأجيال القادمة لا أتوقع بعد مائة سنة أو مائتين سنة في الأجيال القادمة سيصحح هذا الوضع ونصل إلى ما نريد إن شاء الله.
عريف الحفل: الأخ غياث عبد الباقي يقول:
لا نزال نقرأ في الصحف المحلية بعض الكتابات التي تهاجم (الأدب الإسلامي) المتواجد على الساحة الأدبية والثقافية والفكرية وهو ولله الحمد (هذا الأدب) له كيانه الخاص واستقلاليته ونظرياته ورجاله وجمهوره، نريد أن نستمع لرأي سعادة الضيف حول هذا الأدب ورأيه في الحملة الظالمة على هذا الأدب ورجاله.
الدكتور محمد المريسي: أنتم تعرفون أن الأدب الإسلامي بدأ مشروعه أبو الحسن الندوي رحمه الله، ثم تبنى هذا المشروع سيد قطب ومحمد قطب، وأخذ مجموعة من الباحثين الأخوان السوريين هذه الملتقطات من أبى الحسن الندوي ومن سيد قطب ومن محمد قطب، وتشجعوا في أن يسهموا وبخاصة عبد الرحمن رأفت الباشا رحمه الله، وعبد القدوس أبو صالح حاولوا أن يسهموا مع هؤلاء الأعلام في تبني فكرة الأدب الإسلامي وكنت قد حضرت أول ندوة للأدب الإسلامي عام 1401هـ في للكنو بالهند وتأسست في ذلك المؤتمر رابطة الأدب الإسلامي ووُضعت لها أمانة يرأسها أبو الحسن الندوي، ولكن أصدقكم القول أن الذين يقومون على مشروع الأدب الإسلامي ليسوا من الكفاية الأدبية والنقدية بمكان حتى يطوروا نظرتهم للأدب الإسلامي، لأنهم حتى الآن يختلفون حول تعريف الأدب الإسلامي، هناك من يرى هل الأدب ينتمي إلى لغته أو إلى عقيدة نصه وليس عقيدة قائله، الأدب في الأساس ينتمي إلى لغته ثم صنّفه التصنيف المعرفي الذي ينتمي إليه النص إن كان إسلامياً أو مسيحياً أو يهودياً، إن كان إسلامياً، إلى درجة هذا الاختلاف -وأرجوكم ألا تضحكوا- هناك من اشترك في مؤتمرات هناك من حرم شعر التفعيلة، هناك من أفتى بتحريم شعر التفعيلة، هذه العقلية التي تبنت مشروع الأدب الإسلامي هي عقلية ليست مؤهلة لبلورة اتجاه، أنا لا أريد نظرية، لا أريد مذهباً، أنا أريد اتجاهاً إسلامياً أعرف بحدوده وأقول هذا هو الاتجاه الإسلامي في الأدب الإسلامي، ولكن أن ندعي أموراً أو نقترح توصيات أو قرارات أو لجاناً، ولا تكون في مستوى التنفيذ، هذا ليس في صالح الأدب الإسلامي ولا الفكر الإسلامي، لأن الأمة منذ نزول القرآن الكريم وإلى يومنا هذا وهم مسلمون، والإنسان يخطئ في تصوره وفي قوله وفي شعره وفي أدبه، مصداقاً لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم: كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون، وهذا هو ناموس الحياة لماذا نعاكس ناموس الحياة ولماذا نخترق هذا الناموس..
عريف الحفل: الأستاذ عثمان مليباري يقول:
كنت مسئولاً عن المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين الذي عُقِدَ في جامعة أم القرى وأعلنت في إحدى جلسات المؤتمر أن الجامعة ستطبع بحوث الأدباء التي قُدِمتْ للمؤتمر.
سؤالي: أين هذه البحوث هل طبعت أم ظلت حبيسة الأدراج؟
الدكتور محمد المريسي: أبشرك أنها طبعت وفي أربعة مجلدات وتوزع الآن على كل الباحثين والمهتمين وكل من يزورنا، زورونا في جامعة أم القرى وسنقدمها لكم..
عريف الحفل: الأخ محمد أمين الوصابي من مجلة بلقيس له سؤالان:
الأول: في رأيكم متى بدأت الحركة النقدية في المملكة ومن هو أبرز روادها؟
والسؤال الثاني: وما تقييمكم للحركة الأدبية في الوطن العربي؟
الدكتور محمد المريسي: هذا سؤال كبير والحركة النقدية كما تعلم أن الرواد الأوائل هم كانوا يثيرون حقائق نقدية تثار في الوطن العربي في مصر والشام ولكن في مصر أكثر، هذه القضايا تثار هنا على الساحة كما تثار في مصر بين المجددين والمحافظين بين العقلانيين والوجدانيين أو الانفعاليين، ولو قرأت مثلاً اللقطات النقدية عند محمد حسن عواد، عند أحمد عبد الغفور عطار، عند الفلالي، عند مجموعة من الذين اهتموا ببداية الحركة لوجدت أنك تقرأ لناقد مصري، وتقرأ لناقد سعودي ولا يمكن أن تميز إذا لم يكن الاسم أمامك أن تميز هل هذا الكاتب مصري أم كاتب سعودي؟
عريف الحفل: الأخ خالد الحارثي يقول:
يعتبر والدكم يرحمه الله من أبرز الشعراء في المملكة العربية السعودية، هل هناك دراسة لإصدار ديوان شعري قريباً يتضمن شعر الوالد رحمه الله؟
الدكتور محمد المريسي: إن شاء الله ييسر الله يؤاخذون عليّ الشعر العامي أنا أيضاً أقول الشعر العامي، يؤاخذون علي كيف والدكم شاعر، والوالد رحمه الله من كبار الشعراء العاميين، وله قصائد ممكن تخرج في أكثر من ديوان، وأنا أيضاً لي قصائد ولكن يا أخوان أنا قلت في إجابة عن سؤال قبل قليل إن الشعر العامي يدل على تخلفنا، والدي لم يحظ بتعليم ليطور من ذاته، أنا تجذبني البيئة أحياناً وأقول شعراً عامياً وأستمتع به، لكن أن نجعل لهذا الشعر مجالاً أو إطاراً وسيغضب علي أخي الكبير الأستاذ صالح المريسي وهو شاعر عامي كبير ولكن هو يعرف رأيي، نحن من أسرة تقول هذا الشعر وتنفعل به ولكن لا يمكن أن نخون الأمة وأن نرتقي بهذا الشعر إلى مصاف الفصحى.
عريف الحفل: هذه رسالة وردت من الأخت روان الدجاني طالبة سعودية بجامعة فلادلفيا - عمان تقول: الطالبات والطلاب السعوديون عدد كبير منهم يدرس في جامعات عربية ويعترفون بأنهم يتلقون تعليماً ممتازاً يمتاز عن التعليم في المملكة، هناك في الأردن هذا البلد الصغير الغني برجالاته يوجد فيه 19 جامعة أهلية وما يزيد على 25 ألف طالبة وطالب سعودي ملتحقون فيها بمختلف التخصصات، لذا أطرح هذا التساؤل:
هل تعطي الجهات العليا المسئولة عن التعليم في المملكة التصريح للقطاع الخاص الثري لإنشاء جامعات أهلية ولو ست كبداية تكون مناهج التعليم مستقلة بل مغايرة عن المناهج في الجامعات الحكومية، وتكون التكاليف ميسرة لا باهظة؟
الدكتور محمد المريسي: أنا أعرف أكثر من جامعة في الأردن ألقيت فيها بحوثاً في مؤتمرات، أنا
أشهد لله أن الجامعات الأهلية في الأردن من أرقى الجامعات العربية الحكومية والأهلية في مستوى الأداء فيها وفي مستوى التعليم وفي مستوى الطلاب، وبالذات جامعة فيلادلفيا اشتركت في أربعة مؤتمرات فيها، وجدت فعلاً طلاباً سعوديين وآلمني وأفرحني في وقت واحد، لماذا؟ أفرحني لأنني وجدتهم في وعي كبير في التحصيل العلمي وقلت لهم لماذا أتيتم إلى هنا؟ قالوا لم تقبلنا الجامعات السعودية لأن معدلاتنا كانت ضعيفة، قلت إذاً أنتم الآن في معدلات كبيرة جداً، تناقشت مع رجال وليس طلاباً حقيقة، لماذا؟ لأنهم أحسوا بمشكلتهم وبذلوا كل طاقاتهم للتحصيل الجاد، وقد وجدت طالبين أخوين وسألتهما كم تكلف الدراسة للعام الدراسي، فقالوا لأننا اثنان وأحياناً يسكن معنا بعض الأخوة السعوديين التكلفة الإجمالية للاثنين في العام الدراسي لا تتجاوز 35 ألف ريال، وهو مبلغ بسيط، هنا سمعت أن هناك كليات فتحت تكلف أكثر من خمسين ألف ريال، إذا كان الهدف ربحيًّا فلا قيمة للنهوض بهؤلاء الطلاب ومع هذا فهنالك ربح، جامعة فيلادلفيا بعد إنشائها بثماني سنين يقول لي مدير الجامعة بعد مصروفات الجامعة في النثريات والرواتب والصيانة كان صافي الربح للجامعة مليونين وكذا دينار أردني يعني أكثر من 11 مليون ريال سعودي، وبدأت توفر الأرباح من السنة الثامنة بقدر كبير.
عريف الحفل: هذان سؤالان الأول من الأخ محمد المرزوق والثاني من محمد النفيع يقول الأول:
قرأنا عن مصطلح (العوربة) الخاص بكم، لماذا لم يجد الدعاية الإعلانية الكاملة والمستحقة عبر القنوات الثقافية، والآخر يقول ما معنى (العوربة)؟
الدكتور المريسي: أول مؤتمر عن العولمة كان في الأردن فأعطيت كلمة الضيوف في بداية المؤتمر ومساءً بحثت عن مقابل ليس مقابلاً ضدياً وكان بودي أن أطرح مفهوماً نطل منه على العولمة، وكان معي الدكتور عوض الجميعي فحصلت على مفهوم العوربة وطرحته ووردت معارضة كبيرة من المؤتمرين وقالوا لماذا لا تقول "الأسلمة" أنا طرحت الموضوع وكنت متوقعاً ذلك وأنا أعرف مفهوم العوربة ومفهوم الأسلمة، وبعد عودتي إلى المملكة بدأت أتوسع في هذا الطرح لعلي أحدث به شيئاً من الحراك الثقافي وتوجيه هذا المفهوم حتى يصبح مفهوماً، (فالعوربة) هي ترتكز على المعرفة الشرعية لأننا أمة لها انتماء لا يمكن لإنسان أن يبدله إلا أن يخرج من هذا الدين، وما دمنا دخلنا في هذا الدين وعرفنا أنه صلاح الحياة الدنيا ويقود إلى ما نصبو إليه ونتوقعه ونرجو الله أن نصل إليه في الدار الآخرة هذا دين لكل الآفاق والأجناس والمشكلات، لماذا لا نطور نظرتنا لهذا الدين وننطلق منه في كل أعمالنا ورؤانا؟ فالعوربة تعتمد على التشكيل الذهني العربي وبدأت أطرح وبعد غد ستقرؤون لي مقالاً عن العقل العربي الجديد في جريدة "المدينة"..
عريف الحفل: الأخ فهد الشريف يقول:
هل وراء هذا المصطلح السياسي والأدبي قصة ومحفزات نريد أن نعرف الدوافع حول تبني هذا المفهوم الجديد في ظل شيوع مصطلح العولمة؟..
الدكتور محمد المريسي: هو الدافع الآن الأكثر أن هناك من يحاول أن يشكل ذهنياتنا، فلا نترك له الفرصة بل لا بد أن نشكل ذهنياتنا بنفسنا لأنه يحاول أن يشكل ذهنياتنا من خلال التدخل في مناهجنا وفي رؤيتنا وفي دستورنا ولله الحمد كلما استحكم الضيق بهذا العالم يأتي الفرج من الله سبحانه وتعالى، عندما حاولوا أن يتدخلوا في مناهج التعليم الإسلامي زادت المدارس الإسلامية، وزاد التشبث بالخصوصية الإسلامية وزاد التشبث بالانتماء الإسلامي وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة.
عريف الحفل: سؤال من الأخ سعيد عبد الهادي الفكر المنفتح، موضوعية الطرح، التوازن، الوسطية مفاهيم يندر أن تجد ممارسين لها وما أكثر من يتشدقون بها.
هل هذه المفاهيم مرتبطة بتخصص ما، أم بالبيئة أم بالثقافة؟
الدكتور محمد المريسي: كان الفكر الشيوعي يقوم على التضادات، أي رؤية تتضاد مع رؤية أخرى فتتغلب عليها، الفكر الليبرالي مجموعة بُنى ربما تموت بنية وتقوم مكانها بنية أخرى، ربما تكون هذه البنية الجديدة فيها معالم من القديمة وربما لا، المعرفة الإسلامية الشرعية تقوم على بُنى متماسكة لا تموت، ربما تضعف، ربما تتوقف مرحلة ولكنها لا تموت، هنا تأتي قضية الخطاب العام الخطاب المعرفي العربي هو خطاب يأخذ بعضه بأنساق بعض وبسياقات بعض، فتجد أن النقد متصل بالسياسة، بالإعلام، بالعلوم الاجتماعية، بالعلوم الشرعية، لو بحثتم في فتاوى ابن تيمية لو بحثتم عند أحمد بن حنبل في بعض مواقفه لوجدتم أن لديه رؤى فنية فيما يخص بنية الشعر وهؤلاء فقهاء، إذاً النسق العربي لا يموت ربما يضعف بل ينتعش وتعود إليه الحياة، لماذا؟ لأن الخطاب السياسي هو خطاب استمراري فاعلي، هو خطاب القرآن وهو خطاب لا يعرف التوقف المرحلي عند فترة أو عند زمان معين لا المرحلي ولا الكلي، إذا ما دامت الأنساق والسياقات الخطابية العربية تدور حول هذا القطب إذاً لا بد أن يُكتب لها الاستمرارية، صحيح أن الخطابات أحياناً تضعف، الآن في عصرنا الحاضر الخطاب الشرعي من أضعف الخطابات، والخطاب الإعلامي من أقوى الخطابات، والخطاب الإعلامي لم يترك فرصة للخطابات الأخرى حتى تفصح عن ذاتها وإنما حاول أن يكرس أحادية هذا الخطاب في أذهان الناس حتى يقنعوا بما يريد أن يقوله، لكن كل الخطابات الأخرى ليست من هذا الخطاب في شيء وإنما فيها ضعف وفي يوم من الأيام سوف تقوى هذه الخطابات.
عريف الحفل: الدكتور يوسف العارف يقول:
كيف توارى الشاعـر خلف الناقد، ولماذا برز الناقد فقط، وهل يمكن أن نسمع شيئاً من
شاعريتك التي توارت بحجاب المعرفة النقدية؟..
الدكتور محمد المريسي: مقولة الناقد شاعر فاشل والشاعر ناقد فاشل هذه خاطئة، لأنهم قالوا أن الأسود بن يعفر يقول بن سلام الأسود بن يعفر وله واحدة جيدة طويلة لو كان قد شفعها بمثلها لقدمناه على أهل طبقته، عجيب! قصيدة واحدة!! وربما قصيدة واحدة تخلد شاعراً وربما تسعة دواوين كما أصدر نزار قباني أيضاً تخلد الشاعر، ليس كل من قال الشعر لا بد أن يبرز وليس كل من مارس مهماته النقدية لا بد أن يكون بارزاً في النقد...
عريف الحفل: ناصر العليان يقول:
بما أنك محب للتراث الثقافي ومنافح عنه فما رأيك بمن يهاجم الشعر النبطي الذي هو تراث كثير من القبائل العربية الأصيلة خصوصاً أن هذه الأشعار تحمل في طياتها الكثير من المفردات العربية الفصحى حتى على ألسن كثير من الأدباء والفصحاء، علماً بأن كثيرين من هؤلاء لا يعرفون الفصحى إلا في المنتديات الأدبية وفي أروقة المؤسسات التعليمية وإلا فإنهم يقلبون الدال زاي والجيم قاف؟
الدكتور محمد المريسي: الشعر العامي الناس هاجموا زميلنا الأستاذ حسن الهويمل وبن تنباك أيضاً كان له موقف، الشعر العامي ينبغي أن نضيق عليه الخناق حتى ينتهي لأنه لم يحمل التراث العربي إلا الفصحى، أضرب لكم مثالاً في المملكة هنا، أهل الشمال لهم لهجة عامية والجنوب لهم لهجة عامية، لا يمكن أن يتواصل الشمالي مع الجنوبي في مثل هذا الخطاب الشعري العامي، إذاً لماذا لا يمكن أن يتصل المشرقي بالمغربي ولا المغربي بالمشرقي، عندما كان المريعاني صاحب وقفات شعبية في مكة عندما كان يأتي بالمجسات، كنت أحتاج إلى مترجم لأفهم لهجة المكيين القديمة، وأفهم المريعاني لكي أتصل معه، عندما تذاع برامج البادية في التلفاز السعودي وأخي الكبير يأتي في التلفاز أحياناً، أريد أن أسأل الإخوان هل كلهم يفهمون هذا الكلام الذي يقال؟ طبعاً لا لأنها ليست وسيلة اتصال بين الناس..
عريف الحفل: عبد الرزاق الغامدي يقول:
نعلم أن لك حضوراً مكثفاً في كثير من الأنشطة الثقافية إلى جانب عملك في جامعة أم القرى ونحن نغبطك عن كل هذا، سؤالي هو هل أنت راضٍ عن كل ما تقدمه من بحوث وخاصة
في مجال النقد الأدبي وهل أنت راضٍ عن مناقشاتك لرسائل الدكتوراه والماجستير؟
الدكتور محمد المريسي: أنا أعكس السؤال هل الناس راضون عما كتبت أو لا، لأن الإنسان يطمح دائماً لأن يكون أفضل مما وصل إليه.
عريف الحفل: هذا سؤال من الأخ أحمد العرفج يقول فيه:
أحفظ لكم الفضل عندما كنت تلميذاً أطلب العلم على يديكم معجباً بطرحكم المتقدم والتزامكم الواضح بمبادئ هي من صميم الشخصية المسلمة حافظاً عنكم الجد في التناول ومحاولة الخروج من دائرة التقليد الضيقة، ولكن هنالك استفهامان أطرحهما إذا سمح سعادتكم: أولاً لكم مصنف كبير يدرس الشعر وعموده، كيف ترون مستقبل الشعر وفق مفهومك للشعر وعموده؟
الدكتور محمد المريسي: الشعر أرقى لغة كتبها العرب، ولن يرقى على هذه اللغة أرقى منها البتة، لكن منْ الشاعر الذي تستجيب له الجماهير إذا وجدنا في مرحلة وفي كل عصر شاعراً واحداً عربياً يثير الجماهير ويستثيرها ويقصرها على أن تستمع له فهذا شيء جيد لسنا في حاجة إلى مليون شاعر، نحن في كل عصر نحتاج إلى شاعر واحد.
عريف الحفل: السؤال الأخير يقول:
ابنكم محمد الأسمري ألا ترى أن مصطلح العوربة الذي تنادي به هو مجرد تفريغ لإشكالية أكبر وهي إشكالية العولمة، فلماذا نخشى العولمة ونتحايل عليها بمصطلحات بعيدة، ألا ترى أن العولمة فرصة لنا لكي نقدم أنفسنا بشكل أفضل وما هو مفهومكم للعوربة؟
الدكتور محمد المريسي: العولمة لا نرفضها لا بد أن نستفيد منها ، من الذي يرفض شيئاً يستفيد منه لا أحد يرفض العولمة لكن العولمة بمفهومنا نحن وليس بمفهومهم هم، هناك من يريد للعولمة أن تطبعنا بطابعها، لماذا نحن لا نطبع العولمة بطابعنا فإذا طبعناها بطابعنا؟ هذا كلنا نسعى إليه، ولكن إن طبعتنا بطابعها هذا ما نخشى عليه..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :701  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج