الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > الحوار مع المحتفى به.

عريف الحفل :الأسئلة الموجهة لسعادة ضيفنا الكريم، هذا سؤال من الأخ عبد الله الشهري يقول:

ليس جديداً في أن الأزمات التي مرت بأمتنا الإسلامية والعربية قد أثرت تأثيراً كبيراً في سيرة معظم أدبائنا وشعرائنا العرب، ومنهم أنتم أيها الضيف الكريم، من وجهة نظركم ما مدى تأثير الغزو العراقي الغاشم على الكويت على الحركة الأدبية الكويتية؟ وهل أنجبت الأزمة أدباء وشعراء من جيل جديد، جيل الأزمة؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف :لا شك هي ليست أزمة، هي كارثة بكل ما تعني الكلمة من معنى، ومصيبة أصابت الأمة العربية بأسرها، دولة عربية تغزو دولة عربية في الوقت الذي ردد فيه صدام حسين قبل الغزو بعام أو أشهر أن الميثاق القومي الذي تلاه في التلفزة والإذاعة.. الميثاق القومي لا يجوز أن يُرفع السلاح العربي على عربي آخر، وإذا جيش العراق.. إذا صدام حسين... عمل مثل هذا يجب على الأمة العربية جمعاء أن تقاتل صدام حسين، هذا الميثاق القومي، ولكنه هو في وادٍ والقومية العربية في وادٍ آخر، القومية العربية هي تضامن العرب، القومية العربية ليست العنصرية، ليست الشوفينية.. ليست الفاشية.. ليست الطغيان.. ليست تكميم الأفواه، القومية العربية تضامن، القومية العربية معروفة عند العرب منذ الأسواق الجاهلية التي كانت الأسواق التجارية عند العرب تبدأ من (دومة الجندل) مروراً بالحسا، يسمونها في ذلك الوقت (هَجَرْ) يمرون (بالحسا) في (دومة الجندل) شهراً بالشام وشهراً بالحسا وينطلقون بعد ذلك إلى (دبَا) في عُمَان، ثم يتجهون إلى (الصُحار) مدينة أخرى في عُمان، ويقيمون شهراً في البيع والشراء وقراءة الشعر والمساجلات، وكانوا يتلمسون المخرج لأن هذا ما أفزعهم أن يُشَقوا.

كانوا يتلقون العدوان من الشمال من الرومان، ومن الشرق من بلاد فارس، فأتاهم خطر جديد من الغرب وهو الخطر الحبشي، نزل في اليمن واحتل اليمن، وأصبحت المصيبة كبيرة جداً الجزيرة العربية أو أبناء العروبة الذين يتوقون للحرية.. وللتوحد، غزاهم الأحباش في عقر دارهم، أقامت الأسواق التجارية هذه لتجمع كلمة العرب للتضامن، وكانت تنتقل الساحة التجارية بعد ذلك إلى قرى الشِحر بعد عُمان، ثم إلى إيران، إلى أَبْيَنْ منطقة أَبْيَنْ شرق عدن، ثم إلى عدن، عدن كانت مشهورة بصنع الطِيب، وبعد ذلك ينتقلون إلى صنعاء، وصنعاء مشهورة بصنع البُردْ، وكان لدى النبي صلى الله عليه وسلم بُردة من البُرَد التي تصنع في اليمن، وألقاها على كعب ابن زهير كما نعلم، ثم يتوجهون إلى (عكاظ) وذي المجاز أيضاً يقيمون فيها الأسواق ثم يطوفون وبعد الطواف يبدأ قوم جديد غير هؤلاء يذهبون يتبعون بدومة الجندل وهكذا، كل ذاك.. تلك كل الأسواق كانت عبارة عن مخاض للتضامن العربي الذي هو القومية العربية، القومية العربية بزعامة أمثال صدام حسين كثير من الناس نفروا منها اعتقدوا أنها تجبُّر.. أنها احتلال.. وأنها تعالي.. وتعالي بعض القوم على قوم آخرين.

القومية العربية هي تضامن فقط، إن لم يتضامن العرب لن يسلموا، ولن تسلم ديارهم، أما التفاضل والتفاخر وكذا فهذا منهيّ عنه في الإسلام، النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دعوها فإنها منتنة"، عندما تفاخر المهاجرون والأوس والخزرج كلٌ تعصَّب لقبيلته، قال: "دعوها فإنها منتنة"، فالتفاخر بالأنساب والأحساب والقبائل وكذا من مخلفات الجاهلية والعقل الجاهلي، نحن اليوم أمام تطور رهيب جداً في العلوم، ضروري أن ننطلق بجميع قوانا، أن نتضامن وننطلق نبني دولة عربية حديثة متضامنة ليحتفظ كل بلد بخصوصياته، من الضروري أن يكون لدينا اتحاد عربي في المستقبل يشبه الاتحاد الأوروبي، يكون لنا قوة رادعة، قوة اقتصادية قوية، لنا اهتمام بالعلوم.. اهتمام باللغة العربية التي نخشى عليها من التضعضع، وقد سمعنا أصواتاً تنادي بقتل اللغة العربية والابتعاد عنها والاستعاضة عنها باللهجات المحلية، كلهم دعاة هؤلاء الذين يعملون لمصلحة إسرائيل وأعداء العرب شكراً لكم.

عريف الحفل :سيدي الفاضل الحقيقة الأسئلة كثيرة، ونتمنى عليكم الاختصار حتى لا يدركنا الوقت، هذا سؤال من الأخ غياث عبد الباقي يقول:

الشعر الشعبي أصبح ظاهرة إعلامية في الكويت مثل السعودية، وله مجلات عديدة وصفحات كثيرة في الصحف اليومية، بل ربما أفرزت له الفضائيات مساحات، بينما شعر الأصالة وشعر الفصحى لا يجد له الدعم الإعلامي الذي يلاقيه الشعر الشعبي، فما الأسباب وكيف يعود شعر الفصحى الأصيل للريادة؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: الحقيقة هي قضية.. قضية الشعراء والأدباء عليهم أن ينشطوا، لا نستطيع أن نأتي لشعراء عاميين نقول لهم لا تكتبوا الشعر العربي، لكن نحن نطلب ألا تُكثِر الصحف والتلفزة والإذاعة من هذا النوع من الشعر، لأنه شعر نبطي.. نبطي يعني عامي، أذكر أن عمر رضي الله عنه قال للجيش وهو يودعه: لا تستنبطوا، كان الجيش متوجهاً إلى العراق، لا تستنبطوا.. يعني لا تتكلموا اللغة العامية التي يتكلم بها سكان العراق في ذلك الوقت، يطلب منهم المحافظة على اللغة العربية الفصحى، هنا جاءت لفظة الشعر النبطي، الشعر النبطي يعني الشعر العامي، لكن الآن صرنا نميز بين الشعر الشعبي وهو شعر المدن العامي، وشعر النبطي الذي هو شعر البادية، على أية حال عندما تتعلم البادية سيخف شعر البادية بالتدريج، وإن كان لا يمكن القضاء عليه لأنه الجمهور بين الناس، وكان موجوداً حتى مع الشعر.. عندما وُجد الشعر الفصيح كان موجود أيضاً الشعر العامي، رجائي وطلبي أن الذين لهم احتكاك بالشعراء الشعبيين أو الشعراء النبط، أن يحثوهم على تقريب الشعر النبطي من الفصحى، لا أن يقولوا فصحى لأنهم غير قادرين، الشعر الفصيح شيء آخر، هم غير قادرين يكتبوا الشعر الفصيح لأنهم غير متعلمين، لم يدرسوا النحو ولا الصرف ولا علوم اللغة ولا درسوا الآداب العربية القديمة، ولكن نريد منهم أن يستعملوا الألفاظ العربية التي يسمعونها في الإذاعة وفي التلفزيون ويتركوا الألفاظ الموغلة جداً والخصوصية جداً، لأن لا يفهمها أحد، وبصورة خاصة عندما تُلقى قصائدهم في الفضائيات، خذ الجزائري أو المغربي هل يستطيع أن يفهم شيئاً من الشعر النبطي لا يمكن مستحيل، والعكس صحيح، أي شاعر باللغة العامية في المغرب أو في الجزائر لا يمكن أن يفهمه السعودي أو الكويتي.

عريف الحفل :الأستاذ عثمان مليباري يسأل قائلاً:

أنتم أحد أعلام الأدب في الكويت الشقيقة لذا أود معرفة رأيكم بالشعراء الكويتيين أمثال الأساتذة فهد العسكر، أحمد مشاري العدواني، محمد الفايز، وخالد سعود الزيد، وأخيراً الشاعر الأسير فائق عبد الجليل.

الأستاذ أحمد محمد السقاف: فائق عبد الجليل شاعر أغنية بالعامية، لا يكتب شعراً فصيحاً، لكن هؤلاء الذين ذُكروا قصائدهم تُدرَّس في المدارس، شعراء نعم فهد العسكر من الرعيل السابق الذي خدم.. قبل فهد العسكر هناك جماعة خالد الفرج.. عبد الله الفرج، وإن كان خالد الفرج مكث سنواته الأخيرة في المنطقة الشرقية من المملكة، هؤلاء شعراء لهم الحضور كل الذين ذُكِروا. والله يفرج كربة أخينا عبد الجليل، هذا شاعر شعبي يكتب بالعامية، وهو شاعر محلِّق.

عريف الحفل :هذا سؤال من الدكتور سعيد المنوفي كلية المعلمين بجدة يقول:

ما الذي اتخذته الكويت بصفة خاصة والدول العربية بصفة عامة من آليات لمنع حدوث مثل تلك الاعتداءات الغاشمة التي ألحقت الضرر بكل عربي من المحيط إلى الخليج صغيراً كان أم كبيراً؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: نحن نسعى بمقالاتنا.. بأشعارنا.. باتصالاتنا.. بأحاديثنا.. نسعى لدفع العجلة وقد سمعتم من شعري الآن وفيه نبهّت شعب الخليج إلى التوحد، لا يمكن أن يُمنع الهجوم على الجزيرة العربية ما دامت مثقلة بالنفط، وما دام الجيران يحسدون هذا الخير الذي تنعم به الجزيرة، على الجزيرة أن تتوحد، أن تُنشئ اتحاداً فيما بينها، بغير هذا لا يمكن، نحن مخيرون بين أمرين: إما أن نتمسك بالأجنبي، ونجدد معاهدات الدفاع المشترك، أو أننا نعمل الاتحاد فيما بيننا وننشر قوة عسكرية رادعة، أيهما أحسن؟ وأيهما أسلم؟ وأيهما أكرم لنا؟ لا شك أن التوحد هو الأسلم. وإنشاء قوة عربية رادعة هو الأسلم، إذا بقينا مشتتين فهذا خطر جداً.

عريف الحفل :الأخ الطيب يوسف يقول:

هل على الشاعر أن يُعايش الواقع بتفاصيله؟ أم عليه أن ينتج واقعاً خاصاً به وبخياله؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: لا.. الشعراء يختلفون، هنالك شعراء يعيشون في خيالهم، ويخلقون واقعاً لأنفسهم، وهناك شعراء يتأثرون من المحيط، وشعرهم يترجم الواقع الذي تعيشه الأمة، هذه مسؤولية الشاعر أن يتخذ الطريق الذي يريد.

عريف الحفل: الابن الطالب علي بن موسى المنقري يقول:

من خلال تتبع سيرتكم الذاتية تبين أنكم قد درستم الحقوق إلا أنكم قد توجهتم إلى العمل الأدبي تدريساً وكتابةً وتأليفاً، فهل هذا دليل على عدم قناعتكم بدراستكم الحقوق أم أن الهواية قد غلبت على الدراسة؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: تخرجت في وقت عندنا بضع مدارس، الذي يظهر بوظيفة مدرس هذا شيء كبير ومهم، ليست لدينا آمال، ليست لدينا محاكم تحكم بالقوانين، وإنما هناك قاضٍ شرعي موجود بالمحكمة، وهناك محامون شرعيون وكان الطلب على المدرسين فاخترت، وكنت أميل للتدريس وأحب التدريس وأعرف أنها رسالة.. رسالة مهمة جداً ففضلت التدريس.

عريف الحفل: الأخ علي المنقري يقول:

في ظل زحمة الفضائيات وصخب الكمبيوتر والإنترنت هل الشعر منتصر أم مهزوم أم أنه بينَ بَينْ؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: لا.. لا هو منتصر طبعاً، الشعر ينتصر، أمة بدون شعر ليست أمة، أول ما تسألني إذا كانت الأمة هذه فيها شعراء أم لا؟ إذا عرفت أن فيها شعراء فاعلم أنها أمة حية، هناك شيئان: الصحافة والشعر، أمة لديها صحف أمة حية، أمة لديها شعراء أمة حية، لا صحف لا شعراء هذه أمة ميتة.

عريف الحفل: أحسنت، الأخ محمد منصور الشامي يقول:

هل لكم أن تعطونا فكرة موجزة عن كتابكم (العنصرية الصهيونية في التوراة)؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف : يطول المقام..

عريف الحفل: هو يطلب فكرة موجزة..

الأستاذ أحمد محمد السقاف: الصورة الموجزة عن ما حواه الكتاب، وكتبتُ مقالات عدة في الصحف، إن من الخطأ أنه نُصاب بالدهشة أو بالصدمة أو بالاستغراب عندما نرى الأطفال يُذبحون في فلسطين، لا غرابة هذا ما تقوله التوراة، التوراة تزعم أن يهوا إله بني إسرائيل الذي خلقه الفكر الصهيوني، الفكر اليهودي المتطرف، خلقه على نهر الفرات، وهم أسرى كتبوا التوراة، وهم أسرى بعد أن ساقهم بختنصر إلى العراق هناك عكفوا على كتابة التوراة، لم تكن لديهم توراة من قبل، هناك وصايا عشر التي أتى بها موسى عليه السلام لا تقتل، لا تزني إلى كذا.

أما هذه (الخبابير) دعوني أستعمل الكلمة العامية هذه، الخبابير موجودة في التوراة لا يكتبها حتى مجنون -ورحم الله- ابن حزم الأندلسي عندما قال في كتابه (الفصل في المِلل والنِحل) قال: من كتب لهم هذه الأكاذيب المرذولة وسخم بها وجوههم؟ إنه كلام لا يصدقه العقل وسخيف ومرذول وتافه، هم عندما أرادوا أن يتركوا مصر ويهربوا من فرعون حاكم مصر الذي استقبلهم كأسباط هذا مَلِك الرُّقا، الهكسوس الذي احتل مصر بالقوة وتحكم فيها زهاء خمسمائة سنة، لكن الذي استرد الحكم الفرعوني لأهل مصر وطرد الرعاة هو الذي أتى قبله (أحنُس)، ثم أتى الذي طرده، إن الإله قال لهم حينما تريدون أن تغادروا مصر استعيروا ذهباً وفضة وملابس حريرية من المصريات، دعوا زوجاتكم تستعير وقولوا لهم أنكم تريدون أن تقضوا العيد خارج المدينة بالبرية، ثم اهربوا بهذه المسروقات، أي إله يأمر بالسرقة؟ هذا كذب وسخافات ليس لديهم دين، وأنهم استعاروا ذهب وفضة وحرير وهربوا، وركض خلفهم فرعون لاسترداد أموال المصريين، ليس غير، لا يريدهم يريد منهم أن يرحلوا، ركض خلفهم حتى يسترد، ثم في مواضع أخرى قتلوا الفلسطينيين رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً، اقتلوا جمالهم وغنمهم وحميرهم، أي إله يأمر بقتل الحمير والبغال؟ ثم أي إله يأمر بقتل الأطفال؟ هذا حقد عنصري لا شبيه له، حتى لم نجد لو نرجع إلى كتاب هرتزل وكتب بعض النازيين المتطرفين لم نجد مثل هذا ما ورد لأنه كذب، لا يصح، اليهودي الحر يرفض هذا الكلام.

تمثيلية في لندن عُرضت ودامت سنوات لشبان يهود انتقدوا كل هذا الكلام، وصاروا يتهكمون أن اليهودي هو أفضل البشر، تهكموا قالوا أي كلام هذا؟ نحن أفضل البشر من أين جئنا؟ ثم عندما ذهبوا إلى إسرائيل ليعرضوها.. طردوهم، مصيبة اليهود يخطئ من يعتقد أن العنصرية الصهيونية الموجودة هي نعرة أخذوها من هتلر أو من موسوليني لا.. هي من التوراة، الجلف (عوديا يوسف) هذا التابع لهم الحاخام ضخم كالفيل، طلب أن جميع العرب يجب أن يقتلوا بالصواريخ من أيام قليلة، وبعد ذلك لما ثاروا عليه وقالوا له: فضحتنا وكذا، قال: لا.. أنا أقصد الإرهابيين، لا يوجد إرهابيون، أنا لا أرى إرهابياً في فلسطين، هناك فلسطينيون يكافحون لاسترداد أرضهم، ليس هناك إرهابي إطلاقاً، وإذا ظل الانحياز الأعمى من أي دولة غربية لليهود والله ستجد في كل مدينة عربية متطرفين، هم يخلقون التطرف، الذين انحازوا لإسرائيل يخلقون التطرف في البلاد العربية.

عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الله الشريف يقول:

في تراثنا العربي والإسلامي حداثة حقيقية وفي حداثتنا العربية الراهنة نزوع لقطيعة تامة مع الموروث العربي والإسلامي، أين يقف شاعرنا الكبير أحمد السقاف باعتباره أحد روّاد نهضة الثقافة العربية من هذه القضية الشائكة؟ والأستاذ عبد الحميد الدرهلي أيضاً له سؤال مضمونه مشابه لهذا السؤال.

الأستاذ أحمد محمد السقاف: لا.. ليس هناك تصادم بين الحداثة التي نعيشها وبين الإسلام، الإسلام صالح لكل عصر من العصور، والعروبة بدون إسلام هي عروبة جاهلية، والمسيحي العربي هو من يعتز بالإسلام، وبثقافة المسلمين، كثير من المسيحيين يتثقفون ثقافة إسلامية، مارون عبود –الله يرحمه- أستاذ النقد في لبنان، كان يحفظ القرآن من الغلاف إلى الغلاف.. أبو محمد ابنه سماه محمداً، وكذلك الحال كثير من الأدباء الشباب المسيحي في لبنان، يتثقفون ثقافة إسلامية عربية، فلا جدال نحن بدون الدين الإسلامي معنى ذلك رضينا أن نقف مع أعداء الإسلام، وأعداء الإسلام هم أعداء الحروب، في آنٍ واحد، العروبة لا تنفصل عن الإسلام، كلاهما عملة واحدة الإسلام والعروبة لا ينفكان أبداً.

عريف الحفل: الأستاذ حسين عاتق الغريبي يقول:

هل نجحت القصيدة الحديثة في التعبير عن التجربة الإنسانية بوضوح؟ وما هي ملامح الإبداع التي تراها في القصيدة سواء عمودية أو حديثة؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: أنا أؤمن بالشعر، القصيدة التي تهز ويطرب لها السامع هي القصيدة الناجحة، سواء كانت حديثة أو كانت شعراً حراً أو شعراً حديثاً أو عمودياً المهم أن يكون شعراً، أنا لا ترضيني قصيدة عمودية رغم أني أكتب الشعر العمودي، قصيدة عمودية وهي جوفاء (فاضية) معانيها سخيفة، ركيكة، يجب أن يكون فيها اللغة وفيها المعنى وفيها الهدف، وكذلك الحال بالنسبة للقصيدة الحديثة.

عريف الحفل: الأخ سعيد الهادي يقول:

هل يتنامى إبداع الشاعر مع تقدمه في العمر ويتألق في ختام حياته؟ أم يتوقف إبداعه في قمة ما ثم يتحول بعد ذلك إلى نظم فقط؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: والله لا أعتقد الشاعر المتمكن يظل على ما هو عليه ولا ينزل.. سواء كان شاباً أو كبيراً في السن، درسنا لشعراء كبار في السن الشاعر الذي وقف يقول:

إن الثمانين وبلغتها

قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

تجاوز الثمانين وهو يقول الشعر الممتاز، وكثير من الشعراء تجاوزوا الثمانين والتسعين، مات الجواهري -الله يرحمه- كان يقول الشعر إلى أن مات، ويقول الشعر الممتاز.

عريف الحفل: الأخ محمد باوزير يقول:

كانت لكم إطلالة متألقة مع تراثنا الأدبي تنم عن ذوق رفيع وإطلاع واسع ودراية بإرثنا العربي، وذلك من خلال مجلة (العربي) الكويتية، هل من إشراقة جديدة تقدمون منها وجبة أدبية لقارئ (العربي) بعد توقف وانقطاع دام أكثر من عامين؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: لم ينقطع إنتاجي إلى أن ركبت الطائرة وأخذت الديوان من المطبعة وأحضرته معي، قصيدة جدة التي قرأتها موجودة في الديوان من شعر أحمد السقاف ما انقطعت، العام الماضي كان لدي (أغلى القطوف) عن عشرين شاعراً عباسياً من فحول شعراء العصر العباسي، ما انقطعت، كل سنة كتاب لم أنقطع قط.

العام الماضي أنا في (العربي) إذا تطلعون على (العربي) لي مقالان متتابعان: أحاديث في العروبة والقومية موجودة فيها.

عريف الحفل: سؤال من الأخ عجلان بن أحمد الشهري عن الوحدة العربية، وأعتقد أنكم تكلمتم فيها مشكورين، سؤال من الأخ أمين جلبي يقول:

ما السر في بروز كوكبة من المفكرين التربويين في الكويت وسطع نورهم على منطقة الدول العربية والإسلامية أمثال الدكتور طارق سويدان والتويني والحمادي وغيرهم؟

الأستاذ أحمد محمد السقاف: الكويت تعرف كان لها اقتران قوي جداً بالخارج، بالهند بشرق أفريقيا، في أيام الفقر قبل النفط، وظهر فيها شعراء مشهورون مثل عبد اللطيف، ثم التعليم أيضاً بدأ مبكراً عندنا التعليم النظامي. ليس شيئاً مستغرباً إذاً وجود تربويين.