شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الأديب عبد الله الخشرمي ))
الأستاذ عبد الله الخشرمي: السلام عليكم ورحمة الله، الحقيقة أبدأ بما يعتقد أنه أفشاه شاعرنا الأستاذ باعطب، وهي أنه بنفس القدر داهمني نفس الفاكس ونفس الدعوة الكريمة من الأستاذ الكريم صاحب الاثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه، وهو الذي دائماً من خلال هذه البقعة الجميلة يضيء نبض جدة بفاعليات ثقافية مميزة، تسجل له في تاريخ الثقافة والأدب، وتأملت ما هو القاسم المشترك الذي يربطني بهذه الهامة الثقافية والإبداعية الأستاذ السفير أحمد السقاف، وتأملت أكثر فإذا هناك رابط، رابط الابن تجاه الأب من أدمت أعماقه رحلة الثقافة والإبداع والعلم، ورابطة التجربة التي لا أشك في زمنه أنها مريرة وهي تجربة إصدار المجلات الثقافية، وأنا في هذا الزمن المحتشد بالتقنيات وبالتسهيلات وبالفضائيات والإنترنت، عانينا الكثير من إصدار بعض المجلات التي يعرفها البعض، فما بالكم في زمن العتمة عندما يريد الإنسان أن يشق حلكة الليل بنور المعرفة، تلك بكل أمانة تجربة عظيمة يقدرها له التاريخ.
حاولت وأنا أتلقى ذلك الفاكس والدعوة الكريمة من الأستاذ الكريم كما قلت لكم الأستاذ عبد المقصود خوجه، أن أشاغب الورق وأن أوجد قاسماً مشتركاً يتيح لي أن أترجم هذه الدعوة الكريمة والتي فاجأتني حقيقة لأن الضيف عرفناه اسماً أدبياً وثقافياً في الكويت، لكن لم تتح لي فرصة أن أطَّلع على عطاءاته وإبداعاته، لأتمكن من الوقوف كناقد أو كصاحب طرح موضوعي، ولكنني أعلن أنني سوف أكون انطباعياً هذا المساء، وصدقوني أن أحياناً بعض الانطباعية أفضل كثيراً بعفويتها من بعض الموضوعية التي قد تفضي إلى أكدمة النص وأكدمة الطروحات عن الضيف. والذي لفت نظري في تجربة ضيفنا الشاعر أحمد السقاف أنه أسهم في إضاءة بقعة كما قلت سابقاً من العتمة في ليلنا العربي المديد، وأسهم في أن تكون دانة المعرفة هي ديدنه وحلمه وواقعه، وكأنه أقصر دوره على خيار الثقافة فاستطالت به واستطال بها.
 
إن قيام الأستاذ الشاعر أحمد السقاف بإصدار أول مجلة في الكويت مع أحد زملائه حتى ولو لم تُعمِّر هذه المجلة سوى قرابة العام أو أكثر، إلا أن هذه التجربة تسجل له بمداد من وعي في زمن كان الوعي وكانت المعرفة استثناءً. كما أشيد بخطواته أيضاً في تبني الكوادر الشابة من الكويت لتأسيس لبنة من رجال الطباعة، الذين ولا شك أسهموا فيما نراه اليوم من بناء صروح إعلامية ضخمة في الكويت، التي أسست حقيقة لتجربة إعلامية رائدة على مستوى العالم العربي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لكن الحدث الأبرز الذي لفت نظري في تجربته وتحديداً على المستوى التنويري في الكويت وامتد إلى الوطن العربي، وأشار إلى ذلك أستاذنا عبد المقصود خوجه تجربة مجلة الوطن (العربي)، كنا في الإعدادية نتخطف مجلة العربي، ولن أنسى ذلك الاحتشاد الكبير الذي كان يلازم بعض زملائنا لقراءة العِلم والعالِم المثقف الكبير -رحمه الله- أحمد زكي، عندما استطاع أن ينقل إلى عقولنا المحدودة والبسيطة جداً العلم في قالب ثقافي شهي، أدمنا على افتتاحياته وعلى منارة مجلة (العربي) التي استطاعت من الغلاف إلى الغلاف أن تجعلنا من الشرهين وأعني الشره الثقافي بكل معناه عبر هذه المجلة الرائدة.
أيضاً ما لفت نظري في ضيفنا ولعه بإصدار المجلات كما قلت سابقاً، ولكن كان هناك بعض التساؤل أتمنى إذا استطاع أن يفصح في هذا المساء عن التجربة التي لم تدم طويلاً، تأخذ بعض العام أو العامين ثم تتوقف هذه التجارب في المجلات، وتوقفتُ أيضاً أمام تجربته في إصدار مجلة (الإيمان) والتي انطلقت من النادي الثقافي القومي وأيضاً وهي مجلة شهرية، ثم انطلق ليؤسس لنشرة أسبوعية باسم (صدى الإيمان)، وأنا أطرح تساؤلاً: هل النادي الثقافي القومي الذي سُميت مجلته (بالإيمان) و (صدى الإيمان) هي المحاولة للمقاربة بين النص القومي والنص الإسلامي الذي يعتبر القومي امتداد جذري في قيمنا وعقيدتنا الإسلامية؟ فلماذا لم تسمَّ مثلاً بمجلة (العروبة) وهي تحمل أو يحمل النادي القومي شعاره أو سياق القومي ينطلق إلى العروبة أو لماذا لم يكن النادي الثقافي الإسلامي يُسمى الإيمان؟ هذه مجرد إن كان حددها بهذه الصفة فأعتقد أنه استطاع أن يُحدث مُقاربة بين السياقين المشتركين، وأنا أُصرّ على كلمة الاشتراك القومي بالإسلامي.
 
أيضاً هناك التجربة التي يجب أن نلتفت لها بكل تقدير وإكبار، وهي تجربته في اليمن -اليمنيْن سابقاً- وفي الإمارات قبل أن تتوحد، هذه تجربة استطاع أن يضيء البدن والعقل صحةً وثقافةً بوصفه سفيراً لنور المعرفة، ولرسل الصحة إذا صح هذا الكلام، ثم تجربته في جنوب السودان وهي تجربة لا شك أنها كانت ثرية لإدراكنا بأن التجربة أيضاً في هذا القطر وفي جنوبه تحديداً، قطر السودان الشقيق هي تجربة تستحق أن نتلهف لسماع تجربته أيضاً في هذا الجانب.
الحقيقة لا أريد أن أطيل، ولكن فقط أردت أن أُشيد بهذا الدور وكأنه يُذكرني في رحلته بمقطع من قصيدة أرددها دائماً :
 
أبحثُ عن وطنٍ من ماء
وبلادٍ لا تقتنصُ الريحَ إذا مرَّتْ
وشموسٌ تمضي للإنسان بلا حراس
أبحثُ عن شجرٍ لا يحني هامته إن مرّ السادة
 
هذه فقط أردت أن أحقن بها هذه الكلمة لعلها تعبر عن سياقات أخرى كثيرة كنت أريد أن أطرحها.
أود في الختام أن أشكر ضيفنا الذي فتح كوة من الضوء في جسد الظلام واستأصل جزءاً من أنيميا الوعي في عقول كانت مدمنة على الحلكة والانغلاق، والشكر موصول بصدق لصاحب الاثنينية الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجه الذي غمرنا دائماً بهذه العطاءات الثقافية الثرَّة، وهذه اللفتة بأن يُضيء مساءنا بعصامية رجل عركته الثقافة وعركها، حتى استطال بها من ضفاف الخليج إلى بوابة الحرمين الشريفين جدة، وأؤكد أن التاريخ لم ينسى كل من أسهم بدور مضيء في علاج أنيميا الوعي العربي، ويجب أن نتكاتف بأذرع من نور حول مثل هذه التجارب الرائدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: طبعاً بعد أن نعطي الكلمة لفارس الاثنينية سيتم الحوار بينه وبين حضراتكم، ونأمل إذا أردتم أن تكتبوا أسئلتكم وليتها تكون سؤالاً واحداً حتى نُخفف على الضيف وفي نفس الوقت نتيح المجال لأكبر عدد ممكن.
أيها السادة فارس الاثنينية سعادة الأستاذ أحمد محمد السقاف يتحدث إليكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :559  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج