شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد، الطيب الطاهر الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 
سعادة ومعالي وأصحاب الفضيلة الأخوة الأجلاَّء أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل في هذه الكوكبة النيرة وفي هذا الحفل المبارك الخير العميم، وأن يمتع صاحب هذه الدار كما عرفناه منذ أكثر من عشرين عاماً، حينما كان يدعو أعضاء مجمع الفقه الإسلامي الدوْلي في الأمانة العامة لفضيلة الدكتور الحبيب، نعرف هذا البيت ونعرف أنه مركز إشعاعٍ وفضيلة وعلم وإحسان، فأسأله سبحانه وتعالى أنْ يجزيَه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يمتعه بالصحة والقوة والحياة المديدة الآمنة، وأن يجعل الخير فيه وفي ذريته إلى يوم القيامة، وأن يجعل هذه الاثنينية اثنينية تجمع بين الدنيا والآخرة لقيامها على الإخلاص والعلم والمعرفة دون أن يبغي على ذلك جزاءً ولا شكوراً، فأنا لم أشرف سابقاً بالخلطة معه وإنما كانت هناك لقاءات عابرة، فلذلك أعتقد وأتوسم الخير ولا أزكي على الله أحداً أن رائده الإخلاص وحبه للعلم والمعرفة، وقيامه بواجب لتكريم العلماء العاملين، وهو أمر قلَّ نظيره وانعدم وجوده في أكثر بلاد العالم الإسلامي، هذه الظاهرة الطيبة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها في صحيفته في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر.
جزى الله السادة الأخوة الأفاضل الأجلاء الذين تكلموا عني بما لم أستحقه، وأقول كما هو السنة المشرفة (اللَّهم اجعلني خيراً مما يظنون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون)، أسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا عملنا، إنما يتقبل الله من المتقين، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يحقق النفع بكل ما نعمل ولإعزاز الإسلام ورفع كلمة المسلمين، والحفاظ على هذه السيرة التي منبعها وإشعاعها ديار الوحي دياركم، ديار الحجاز، ديار التربة الطاهرة، هذه الديار التي تشرفتْ بشرف الوحي الإلهي، وكان هذا الوحي وما يزال هو الشمس المضيئة للعالم برمته، لذلك حقاً علينا أن نكون دائمين على شكر نعمة المولى جلَّ جلاله على هذا العطاء الكريم عليكم أنكم في ديار الوحي ترفلون، وفي هذه الأماكن التي شرفت بجهود النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، الذي أدّى الأمانة، وبلَّغَ الرسالة، وصحبه الكرام، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
 
أيها الأخوة الكرام.. نحن في هذه الأوقات الحاسمة نعيش عصر المعلومات، وسيل من المعرفة والعلم سواء أكان شرعي أم غير شرعي هو الذي يملأ الساحة الآن في هذا العالم المعاصر، ونحنُ جزء كبير من هذا العالم ويخشاه العالم كله لأننا نجسد رسالة الحق ورسالة الوحي، ورسالة القرآن، ورسالة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، نحن علينا تبعات كثيرة وجسام نؤدي الأمانة كما أداها السلف الصالح، فنحن أبناء مدرسة الإسلام العظيم، ونحن الذين علَّمْنا الدنيا برمتها احترام العلم ورفعة العلماء، وقَدَّمنا للعالَم برمته العطاءات الكثيرة في مختلف نواحي المعرفة وفي مختلف مجالات العلوم المتنوعة، وأننا أرسينا معالم حضارة راسخة عزيزة وقوية ومنيعة، باعتراف الغربيين والشرقيين، وأنّ المدنية كما قالوا كانت تتأخر عدة قرون لولا الإسلام الذي حفظ للعالم هذه المدنية، وتلك الحضارة السامقة، نحن أمام سيل المعلومات والمعارف المعاصرة والتي كانت تتجدد كل أسبوعين أصبحت الآن تتجدد يومياً، فما دورنا أمام هذا التجدد؟ وما موقعنا في هذا العالم؟ لأنني دائماً أؤمن بضرورة النقلة النوعية وأن نعيش عصرنا وحياتنا، فالعلم الذي قام به الإسلام وبنى الحياة برمتها وأحدث انقلاباً من عالم الجاهلية الجهلاء إلى عالم المدنية والنور نحن ينبغي أن نواصل هذه المسيرة لنؤكد أننا أمة الوحي، وأننا أمة القرآن، وأننا نفخر بانتمائنا إلى دوحة النبوة وإلى جهود وجهاد السلف الصالح الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل إعزاز هذه الأمة، والحفاظ على قوتها ومناعتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
 
إن الحفاظ على معطيات العلم والمعلومات المتجددة في كل عصر يتطلب منا قبل كل شيء الإخلاص لله رب العالمين، فالإخلاص هو أساس التوفيق، والله سبحانه وتعالى جعل قِوام هذا الدين الحنيف الإخلاص لوجهه الكريم، وأنّ الحق سبحانه وتعالى كما جاء في الأحاديث الكثيرة الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يقول: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، المتجالسين فيّ، المتزاورين فيّ، المتباذلين فيّ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: "المتحابون في الله على كراسي من ياقوت حول العرش" إذاً نحن نقدّر هذه المحبة العالية التي رعانا بها سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه، والذي دعوتُ له وأنا أعتمر بيت الله الحرام بالأمس بالأدعية المتكررة في أن يجعل الخير الكثير على يديه، وأن يظل هذا المنبر عالياً يشرق دائماً بشمس الإسلام، كما أشرق في عهد النبوة وعهد السلف الصالح.
 
الإخلاص أساس الحياة أيها الأخوة، للعلماء وغير العلماء، ثم والله سبحانه وتعالى جعل أساس الإخلاص أيضاً هو تقوى الله جلَّ جلاله، وضرورة الاستعانة به وشعاري دائماً في الحياة أمران هما: قول الله تبارك وتعالى باختصار في خاتمِ أطول آية في القرآن الكريم: واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم، والآية الثانية "ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيم"، فإذاً على جميع المسلمين والمسلمات أن يتحلوا بهذه الروح الطيبة إخلاص العمل لله جل جلاله، ثم لا بد من متابعة الطريق، طريق العلم والصبر، وبذل كل الجهود من أجل ترقية المشاعر وغرس المعارف وتزكية الفكر وإغناء المعلومات وصقل النفس، لأن العلم نورٌ وطريقٌ إلى تربيةِ النفسِ المؤمنةِ تربيةً صالحة قويمة.
 
وكل من الإخلاص ومتابعة العلم يتطلب أمراً أساسياً للعلماء ألا وهو التفرغ، فبدون تفرغ لا يمكن لإنسان أن يُعطي شيئاً، فلذلك يقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله وتلميذه أبو يوسف رحمه الله: لو علم الملوك ما نحن عليه من المتعة لقاتلونا عليها بالسيوف، وطلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله جلّ جلاله، فلا بُد من التفرغ والعمل الدائب، والتنقيب عن آفاق العلم والمعرفة في جميع الميادين سواء أكانت شرعيةً أو غير شرعية كما كانت قد قامت عليه حضارة الإسلام وعزة المسلمين، نحن نعمل للدنيا وللآخرة معاً ولذلك كانت حضارتنا خالدة، حضارة جمعت بين المادة والروح، وبين العمل للدنيا والعمل للآخرة.
ثم لا بد للعالم من أمرٍ أساسي وهو المعاصرة، وهو أن يعيش العالِم عصره وأن يقدم لأبناء مجتمعه الجديد بالاعتماد على الأصيل خلافاً لما يسلكه بعض أولئك المنحرفين، حيث يريدون أن يتخلصوا من كل قديم بحجة التجديد، ولكن ذلك إن صحَّ في العلوم والمعارف الدنيوية والقوانين الوضعية فإنه قد غاب عن أذهانهم أن هذا لا يتفق مع شرع الله ودينه، فشرع الله أعز وأمنع، وأقْوَم وأنفع، وهو الخالد الباقي الذي لا يمكن ولا يجوز لأي إنسان في العالم أن يقوّض هذا الشرع بحجة ما يسمونه بالتجديد أو المعاصرة والحداثة، وأنتم تعلمون أن فئة من الناس يدعون إلى هذا وهم في الحقيقة يبغون أن يجدوا بديلاً عن الإسلام في كتاب الله وسنة نبيه.
 
وقد شاركتُ في بعض المؤتمرات وخصوصاً في مؤتمر الفكر الإسلامي في اسطنبول، حيث كان ذلك الرجل الصالح رئيس بلدية اسطنبول قد دعانا لهذا المؤتمر، فقام واحد من هؤلاء الذين يزعمون أنهم مجددون وهم جهلة يقولون أمام الأتراك وهم لا يعرفون من حقيقة الإسلام إلا القرآن والسنة، نَعَقَ بقوله فقال: علينا أن نجعل النص في آخر مطاف التجديد ومطاف الاجتهاد، وعلينا أن نقدم للعالم بما هو خير وأنفع ومحقق للمصلحة وأن نواكب تقدم الحياة وأن نسابق الزمان، وأن نكون أساتذة للعالم كما كنا في الماضي يخلط أحياناً الحق بالباطل، والزائغ بالصواب.
 
فهذه هي مدرسة الحداثة تريد أن تلغي وجود النص وأن تستبدل به مزاعمهم وترهاتهم وأفكارهم، وكنت قد أعددت بحثاً لألقيه في هذا المؤتمر فجعلت ردي الكامل على كل شبهاته وترهاته وأباطيله ومزاعمه، حتى أسكته الحق فقام الأتراك وقالوا مع الأسف الشديد نحن لم نكن نعلم شيئاً عن هذا الرجل، هذا داعية ضلال وداعية انحراف، لأن الأتراك أناس على الرغم مما يعانون به من جور السلطة وإبعاد الإسلام عن الحياة هم أناس متمسكون بشرع الله ودينه.
 
وأذكر أنه في أسبوع الفقه الإسلامي في الرياض عام 1976م قام شاب تركي وأعلن ممثلاً لكلمة العلماء الذين اشتركوا في ذلك الأسبوع، قال إن العلمانية في تركيا زرعت الإلحاد فأنجبت الإيمان، لا أنسى تلك الكلمة التي ترددت في أصداء تلك القاعة الكبرى، قاعة المغفور له الملك فيصل -رحمه الله ورضي عنه وأرضاه-، قال: لقد زرعوا العلمانية فأنجبت الإسلام فنحن مسلمون وسنظل مسلمين، ورأيت الإسلام قوياً ولله الحمد في الشعب التركي، وحتى إن بعض الناس قالوا لي كيف تذهب إلى تركيا وهناك وهناك؟ قلت لهم هناك الإسلام وهنا الغربة!
 
فلذلك نعتز ولله الحمد بأن ما زرعه الإسلام لن يمكن أن يقتلعه إنسان في هذا الوجود لأن ذلك غرسة الحق جلَّ جلاله، وغرسة الوحي الإلهي ولا بد إلا أن نكون معاصرين لعصرنا، ومجددين بحسب ما تتطلبه دواعي التجديد، ملتزمين الضوابط والقيود ولله الحمد لقد أدت المجامع ومجامع الفقه أدت دوراً مشرّفاً في هذا المجال، فمجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يعتمد على ما يُعرف بالاجتهاد الجماعي، كل قراراته قرارات معاصرة، سبعون بالمائة كما أحصى فضيلة الأمين العام قضايا طبيّة، وأكثر من خمس وعشرين قضايا اقتصادية، وهناك قضايا عقدية، وقضايا تناقش وتبين حكم الله في الدعوات الهدامة والتيارات وألوان الغزو الذي يتعرض له العالم الإسلامي في وقتنا الحاضر.
 
لا أريد أن أطيل عليكم ما ينبغي أن يسير عليه العالِم في عصرنا الحاضر، وأعرض عليكم مشروعاً تصورته هذا اليوم، فقلت كفانا الغزل الإسلامي، وكفانا إعداد البحوث والتصاميم، وينبغي علينا أن ننتقل إلى مرحلة العمل، وأن نقدم لأمتنا في القرن الخامس عشر الهجري وفي طليعة القرن الحادي والعشرين الميلادي، أن نقدم شيئاً جديداً لأمتنا، وحصرتُ هذا الشيء لنحقق الانقلاب الفكري الإسلامي ولأن العالم الآن لم يعد يقبل منا الكلام العاطفي، ولا النظريات التي نرددها ولا الإشادة بخيرات أمتنا وسلفنا الصالح، إنما يعتقد الآن العالم كله بالإحصاءات، وبالأرقام وبالعطاءات، ويتهموننا زوراً وبهتاناً أننا فشلنا في أن نقدم للأمة تصوراً إسلامياً صحيحاً، وأعرض على فضيلة الأمين العام لمجمع الفقه وعلى أيضاً سعادة الأستاذ الجليل صاحب هذه الديار العامرة، تصوري فيما ينبغي أن نعمله عملاً دون أن نكرر ونعيد ما تعلمونه وتعرفونه جميعاً.
 
إنني أرجو أن نضع أصولاً سبعة ينبغي أن نكتب فيها شيئاً نحقق به ذاتيتنا، ونثبت به وجودنا، ونقف أمام العولمة الثقافية في عصرنا الحاضر، وإلا تعرضنا لمخاطر كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، هذه الأصول السبعة: أن توضع كراسات أو تقنينات مختصرة أو أوراق عمل، كل عام في دورة من دورات مجمع الفقه إن شاء سماحة الأمين العام، أن يبحث أعضاء هذا المجمع أو غيره هذه الأصول على مدى ست أو سبع سنوات، أوَّلها: أن نضع منهاجاً لنظام الدولة الإسلامية والعمل السياسي الإسلامي، ثانياً: أن نبين للعالم أصول الاقتصاد الإسلامي ثالثاً: أن نحدد معالم علم الاجتماع الإسلامي لنبني أمتنا ومجتمعنا. ونبني الفرد والجماعة المؤمنة. رابعاً: أن نضع تصوراً دقيقاً لمعلم الثقافة ونظرية المعرفة الإسلامية. خامساً: أن نحدد مجالات العلاقات الدولية في الإسلام وأصولها المستمدة من شرع الله ودينه. سادساً: أن نحدد مركز ووضع المرأة في الإسلام. وأخيراً أن نضع أصول علم الإعلام الإسلامي.
 
إن استطعنا أن نقدم وهذه أمانة أضعها في أعناقكم جميعاً أستغل مثل هذه الفرصة التي مكننا بها سعادة الأستاذ عبد المقصود أن نتكلم معكم، ولا يتهيأ لنا فرصة أخرى مثيل لها، أن نضع هذه الأصول السبعة ونعمل على إعدادها وإيجادها، لأن هذه المعالم والمعارف الكبرى في الإسلام ما تزال غامضة بتراجم محددة وسهلة الرجوع إليها، لنثبت للعالم أننا أمة نعيش واقعنا ونعيش عصرنا ونعمل لمستقبل زاهرٍ وزاهٍ يعمل لإعادة مجد الإسلام وإعلاء كلمة المسلمين.
 
هذه الأصول السبعة في الحقيقة إن لم تقم بها المجامع، مع ذلك أرجو من أخينا الجليل أرجو الله أن يمتعه بالصحة وبالقوة وبالعمر المديد، إن لم تقم بها المجامع تقوم بها مثل هذه الأمسيات، فتكون حفلات التكريم جماعية كل خمسة يضعون مشروعاً إسلامياً لهذه الأصول السبعة، فتنتج هذه الدار بالإضافة إلى تكريم العلم والعلماء تنتج حصاداً طيباً عَبِقَاً يذكره التاريخ، وأن هذه الدار للعالم عطاءاً سهلاً وسخياً ورخياً وواضح المعالم للتعريف بالإسلام ومنهجية الإسلام والعمل الإسلامي لأن العالم ينتظر منا ذلك، والعام القادم سيكون عام حوار الحضارات في العالم إن لم نقدم شيئاً في هذا الحوار فحينئذ سنكون صفراً على الشمال، وسنكون مثل همزة الوصل لا وجود لها ولا احترام، وهذا ما يأباه كل واحد منكم وتأباه عقيدة الإسلام والأمانة التي وضعها الله في أعناقنا جميعاً.
 
أرجو الله سبحانه وتعالى دون حاجة لأن أوضح هذه الأصول السبعة أن نجدها في المستقبل القريب، ونحقق حينئذ مطمح أولئك الذين يريدون التجديد لا على حساب الإسلام وإنما من نبع الإسلام الصافي، ومن معينه الثر الخصب الذي لا ينبض وأن هذه الرسالة ستظل إلى ما شاء الله "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله". أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك فيكم، وأن يبارك في هذه الدار الميمونة، وفي إخواني الذين أضفوا عليَّ ما لم أستحقه، أسأله سبحانه وتعالى أن يجزيهم عني خير الجزاء، وما أردت أن أتحدث كثيراً، وإنما أردت هذه النقلة النوعية من النظرية إلى التطبيق ومن الأصالة كما هو عنوان رسائلي (من الأصالة إلى المعاصرة) ومن هذا المجد الذي نتغنى به إلى أمور دقيقة وواضحة في عالم الأرقام، عالم الإحصاء، عالم الحساب، العالم الذي لم يعد يقتنع إلا بأمور محسوسة أمامه، هذا ما أضعه أمانة في أعناق الجميع، وأسأل الله التوفيق لكم وأن يبارك في جمعكم وأن يحفظ معالي الشيخ، ليظل عطاؤهُ وتظل هذه الديار مرصد إشعاع ولا غرو في ذلك، فهي صورة ومظهر من مظاهر الوحي الإلهي الذي تجسّد في هذه الديار الكريمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: الشكر في الحقيقة لجميع من أفضلوا بالثناء على شخصي الضعيف الذي لا يستحق كل ما أفضلوا به عليّ، فقد ألبسوني ثوباً فضفاضاً فجزاهم الله عني خير الجزاء، وما أنا إلا خادم علم أسأله تعالى أن يتقبله مني قبولاً حسناً وأن يجعله خالصاً لوجهه، أما ما أفضل به فضيلة ضيفنا الكريم بالنقاط السبع فأنا أتعهد تعهداً أمامكم كأمانة في عنقي أن كل ما يأتي عن مجمع الفقه الإسلامي متبنياً لهذه النقاط السبع فسأقوم بواجبي تجاهه بكل أمانة وإخلاص.
الدكتور وهبة الزحيلي: الله يجزيكم الخير.
الشيخ عبد المقصود خوجه: وهذه الأمانة موكولة الآن لسماحة شيخنا الجليل وصحبه الأعلام الذين يجتمعون دائماً، فنحن على منهجهم نسير وبهديهم المتبع بالسنة إن شاء الله على الطريق، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يكرمهم باتفاق على ما يصل إلينا وبدورنا ممثلاً عنكم أن أقوم بهذا الدور إن شاء الله بكل أمانة وإخلاص، فهذا دور ريادي وهذه نقاط نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل بها الخير لهذه الأمة.
 
أرجو من إخواني الكرام أن يتفضلوا علينا بالحضور مبكرين، كما أسلف أخي عريف هذا الحفل أن كثيراً من الأفاضل يحضرون من مكة المكرمة فيلاقون عنتاً كبيراً بعد الأمسية في الرجوع إلى مكة، فالحضور الساعة الثامنة والنصف تفضلاً منهم، والبدء بالأمسية الساعة التاسعة يجعل لنا مجالاً أكبر وأرحب لكلمات الأساتذة الكرام والتحاور مع الضيف الكريم بعد ذلك، وأرجو ألا تصلني أسئلة طويلة لأن هذا يضيّق من عدد الأسئلة التي نود أن نطرح منها الأكثر والتي لا نستطيع أحياناً طرحها كلها، في ذات الوقت أيضاً نرجو أن تكون الأسئلة من كل فرد محصورة على سؤال واحد حتى نتيح الفرصة لأكبر عدد من الإخوان أن نطرح أسئلتهم ليجيب عليه الضيف الكريم. والآن أترك الكلمة لعريف الحفل أخي الكريم ليتفضل بطرح الأسئلة وشكراً لكم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الدكتور وهبة الزحيلي: الله يبارك فيك، الله يجزيكم الخير ويحسن إليكم، نتمنى لكم مستقبلاً زاهراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :461  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.