شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا، وحبيبنا، وقدوتنا، محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته أجمعين:
السيدات الفاضلات، الأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تتجه اثنينيتكم الليلة شرقاً، مطرزةً بلآلئ الخليج، مضمخةً بعطر التواصل مع ضيفنا الكريم، القادم إلينا خصيصاً من الكويت الشقيق، يحمل في حقيبته ثلاثية الآداب، والفنون، والمسرح، القاص، والباحث والناقد، والأستاذ الجامعي، الحائز على جائزة الدولة التقديرية؛ كفاءة ما قدمه من أعمال أدبية جليلة، تذكر فتشكر، سعادة الأستاذ الدكتور سليمان علي الشطي، فمرحباً به بيننا ضيفاً عزيزاً مكرماً.
أيها الإخوة، رفد ضيفنا الكريم المكتبة العربية بكثير من المؤلفات، التي نحسبها إضافة قيمة في تاريخ الأدب الكويتي بمختلف ألوانه وإبداعاته، فقصصه القصيرة تبحث غالباً عن التناقضات الداخلية في المجتمع الذي مر بتحولات عديدة كبيرة، أثرت في النسيج الاجتماعي، وصبغت الحياة بطوابع جديدة لم تكن مألوفة من قبل، أبرزها فترة ما قبل الطفرة البترولية الكبرى، مروراً بحرب الخليج التي أفرزت الكثير من المؤلفات الأدبية، بأقلام مبدعي تلك الفترة بكثير من الحرقة والألم، وما صاحب ذلك من تداعيات بقيت في العقل الجمعي المجتمعي فأحالتها الأقلام إلى نشاط أدبي في مجالات الشعر والقصة والرواية والمسرحية، رصدت فيه المعاني والتجارب الواقعية بجذوره المحلية وأطره الإنسانية العامة، وفي هذا الإطار أصدرت اثنينيتكم مع مجلة المنهل الغراء، تضامناً مع الأخوة في الكويت الشقيق إبان الغزو العراقي الغاشم كتاب "أحاسيس اللظى" في ثلاثة مجلدات، تضمن رصداً لما سطره كثير من المبدعين، وتوثيقاً لتلك الفترة الحالكة في تاريخ الأدب الخليجي. كما نلاحظ في كتابات ضيفنا الكريم أنه يستبصر المعاني في قصصه الواقعية بأسلوب تحليلي، يزداد نضجاً ورسوخاً، مستفيداً من ثقافة العصر ومن المعرفة، كما تبدو في قصصه النزعة التحليلية عميقة التأثير بفعاليتها في التصوير، وقدرتها الفنية في النفاذ إلى صميم قضايا الواقع، ما يتيح لهذا الأسلوب سيطرة وشيوعاً، ويرى أن تطور القصة القصيرة في الكويت منذ أواخر الستينات، لا يكمن في خصوبة التجربة وتماسكها بل في خصوبة الحياة الاجتماعية، من خلال ما يحيط بها منظور الكاتب، ما يجعلها أكثر قرباً والتفافاً بالتطور نحو الشكل الواقعي، كما أن كاتبنا عاش حياة غنية التجارب خصيبة المعاني استطاع من خلالها أن يدون قصصاً وفيرة الحظ في الحياة الأدبية في الكويت، فهو لا يحفل كثيراً بصياغة الشخصية النموذج، ولا يرصد حركة الصراع الاجتماعي من خلال الإيمان بطبقة اجتماعية بعينها، وإنما يحتفل أساساً بما تبثه الشخصية من دلالات وتناقضات إنسانية، إنه يغوص في خصائصها الصغيرة الشأن، يؤازره الحس البشري من غير أن يتخذ من التحليل وسيلة أساسية للنقد، وهذا ما أتاح له إمكانية كبيرة في تطوير قدراته الفنية والتحليلية على حساب رؤيته وموقفه الاجتماعي. وتعدّ قصة ضيفنا الكريم "الصوت الخافت" التي صدرت عام 1970م أولى تجاربه القصصية، يظهر فيها هذا الأسلوب التحليلي المتطور، لا ينتقد الواقع بقدر ما يعيش تفاصيل مكوناته بشيء من الواقعية الفنية متيحاً لنفسه قدراً كبيراً من الحرية، ولعلنا نلاحظ أن قصصه غالباً ما تتميز بالنهايات المفتوحة بحيث يظل أثر النص متعدد الرؤى من خلال وجهة نظر القارئ ما يتيح مجالاً أوسع لتوقعات كثيرة قد لا يضعها الكاتب في الحسبان، أو نهايات ارتجاعية بحيث يعود النص إلى التفاصيل مرة أخرى، ما يتيح للقارئ التعرف إلى التفاصيل المثيرة دفعة واحدة.
كما هدفت جهوده الجادة من خلال كتابه الموسوم "الشعر في الكويت" لدراسة الأجناس الأدبية من وجهة النظر الفنية باعتبارها موسوعة للشعر، تبدأ بالشعراء الكويتيين الذين عاشوا في الحقبة الزمنية الواقعة بين منتصف القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر، وتمتد إلى الشعراء الذين ظهروا في نهاية القرن العشرين. وخلال هذه الحقبة الزمنية الطويلة تظهر مدارس وتيارات واتجاهات فنية يتتبعها المؤلف، يكشف عن ملامحها ببصيرة الناقد، وتتكون الدراسة - الصادرة عن مكتبة دار العربية في الكويت من اثني عشر فصلاً، يبدأ الفصل الأول بالتعريف بشاعرين عالمين لهما شهرتهما التي تجاوزت حدود الكويت، وهما: عثمان بن سند، وعبد الجليل الطبطبائي اللذان لهما قصب السبق في الحياة الشعرية الكويتية، وصارا مدرسة شعرية واضحة المعالم في تلك المرحلة. وهي دراسة تظل مرجعاً مهماً لكثير من الدارسين والباحثين الذين يجدون فيها مادة خصبة لأطروحاتهم.
كما أولى ضيفنا الكريم اهتماماً خاصاً بالحركة المسرحية في الكويت، التي تعدّ من النشاطات الثقافية البارزة التي صاحبت المتغيرات الاجتماعية الحديثة، ووافقت إيقاعاتها هبوطاً وصعوداً انسجاماً مع واقع تلك المتغيرات، وهو من أبرز أنواع النشاط الفني فيها وأكثرها امتيازاً. وقد أرخ للمسرح الكويتي في كتابه "المسرح في الكويت" الذي بدأ منذ عام 1938م على يد أساتذة من بعثة المدرسين العرب، ويذكر أن أول مسرحية كانت من تقديم طلاب مدرسة المباركية التي أقيمت على ساحتها في العام 1938-1939م، وتعدّ "مهزلة في مهزلة" أول نص مسرحي كتب في الكويت من تأليف الشاعر أحمد العدواني وضع لبناتها الأستاذ زكي طليمات المسرحي المصري المعروف، الذي عمل بجهد صادق لإبراز النواحي المسرحية بإنشاء فرقة للتمثيل العربي، وتكوين فرقة "المسرح العربي" كنواة للمسرح الكويتي الحديث، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ المسرح في الكويت تحت إشرافه وتوجيهاته. وهكذا، أخذت الحركة المسرحية الكويتية في النضج والتألق _ وإن تذبذبت هبوطاً وصعوداً _ لكنها تظل حركة دائبة ترفد الحياة الكويتية بكثير من الأعمال المسرحية. تتسع مجالات ضيفنا الكريم، والزمن يضيق أمام هذه القامة التي أترككم في معيتها على أمل الالتقاء بكم الأسبوع القادم لتكريم الشاعر البحريني علي الشرقاوي، الذي ألف 15 مؤلفاً شعرياً، و8 أعمال مسرحية، و9 أعمال شعرية للأطفال، ترجمت قصائده للانكليزية، والبلغارية، والروسية، والألمانية، والفرنسية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم.
طبتم وطابت لكم الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه على هذه الكلمة الترحيبية الضافية، وكما ذكرت قبل قليل بأنه سيكون هناك إن شاء الله حوار ونقاش مع ضيفنا الكريم من خلال طرح الأسئلة من قِبَل الإخوة والأخوات.
والآن قبل أن نستمع إلى ضيفنا الكريم هناك بعض الكلمات التي طُلبت للحديث عن ضيفنا في هذه المناسبة، نبدأها بكلمة للأستاذ الكاتب المعروف الأستاذ محمد علي قدس.
 
طباعة
 القراءات :325  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج